التصدي لنتانياهو مناورة حزب أردوغان لمداراة الانتكاسة الانتخابية

العدالة والتنمية يسعى لاسترجاع صورته المهزوزة بين الناخبين الأتراك من خلال إظهار الدعم للفلسطينيين وانتقاد الجانب الإسرائيلي.
الأحد 2019/04/07
محاولات لا تنفع لاستغفال العقول

أنقرة- لم يتعرض حزب العدالة والتنمية على مدار سنوات طويلة، إلى هزيمة انتخابية ساحقة مثل تلك التي مني بها مؤخرا بعد خسارته خلال الانتخابات المحلية في العاصمة أنقرة واسطنبول في أقوى ضربة يتعرض لها الحزب الحاكم في تركيا.

ويؤكد متابعون أن نتائج الانتخابات شكلت اختبارا حقيقيا لشعبية الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه الذي فاز في كل الانتخابات منذ وصول حزبه العدالة والتنمية الذي يترأسه إلى السلطة عام 2002، حيث لم تنجح لقاءات الرئيس التركي الجماهيرية، في كسبه لتأييد العاصمة أو تضمن له نتيجة حاسمة في إسطنبول.

ويجد حزب العدالة والتنمية نفسه أمام هذه الهزيمة الانتخابية مجبرا على مداراة النكسة بطرق ليست جديدة في محاولة لاسترجاع صورته المهزوزة أمام الناخب التركي، واستعطاف المسلمين من جهة أخرى من خلال تصريحات إعلامية تمثل في ظاهرها دعما للفلسطينيين الذين يواجهون واقعا صعبا خاصة بعد وعود نتتانياهو الانتخابية الأخيرة التي أثارت غضبا واسعا في العالم العربي والإسلامي.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو قد تعهد بضم مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة إذا احتفظ بمنصبه في الانتخابات.

وكتب وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو في تغريدة أنّ "الضفة الغربية أرض فلسطينية تحتلها إسرائيل في انتهاك للقانون الدولي"، مكدا أن "التصريحات غير المسؤولة لرئيس الوزراء نتانياهو والهادفة إلى حصد بعض الاصوات قبيل الانتخابات التشريعية (...) لن تغيّر شيئا".

من جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين في تغريدة على تويتر "هل ستُظهر الديموقراطيات الغربية ردود فعل حيال ذلك أم ستواصل الصمت؟ عار عليهم جميعاً!".

فيما صرح المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي عمر جليك أن الوقت حان بالنسبة للمجتمع الدولي كي يقف في وجه "جنون" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأوضح جليك أن إعلان نتانياهو ضم مستوطنات الضفة الغربية في حال فوزه بالانتخابات، يعد انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن الدولي والقوانين الدولية.

وأضاف متحدث العدالة والتنمية أن "عقلية الاحتلال التي يمثلها نتانياهو هي التهديد الأكبر للقانون والأمن الدوليين".

وقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه سيبدأ تنفيذ خطة لضم أجزاء من الضفة الغربية، حال فوزه في انتخابات 9 أبريل الجاري.

قال نتنياهو في مقابلة: "نحن نناقش تطبيق السيادة الإسرائيلية على معاليه أدوميم (مستوطنة كبيرة في الضفة الغربية)، وغيرها من المناطق".

وأضاف: "أمننا ومنطقة يهودا والسامرة (المسمى اليهودي للضفة الغربية) الحيوية أهم بعشرين مرة من غزة".

وتشهد إسرائيل انتخابات برلمانية في 9 أبريل الجاري، ويقول مراقبون إن نتنياهو يبذل كل جهد ممكن لتشكيل الحكومة المقبلة على أمل أن يتمكن من منع اتهامه في ملفات فساد مفتوحة حاليا.

ويتهم الفلسطينيون إدارة ترامب بالانحياز لإسرائيل، ما يسقط برأيهم الدور التاريخي للولايات المتحدة كوسيط في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وجهود السّلام الإسرائيليّة الفلسطينيّة متوقفة منذ عام 2014، عندما انهارت محاولات إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما للتوصّل إلى حلّ.