التشنّجات اللاإرادية تعرّض الطفل للتنمر

الأطفال المصابون بمتلازمة "توريت" أكثر عرضة للضغط النفسي.
الاثنين 2022/10/17
شدة التشنجات اللاإرادية تختلف بحسب العمر

لندن - يعاني البعض من الأطفال من تشنجات لاإرادية تعرضهم عادة للتنمر من طرف أقرانهم في المدرسة.

وهذه التشنجات اللاإرادية التي يطلق عليها اسم متلازمة “توريت” هي تشنجات صوتية في الأغلب، فالطفل تصدر عنه أصوات من الحلق أو الأنف، أو ربما نقر بالأصابع وهز للكتفين أو رعشة في الرأس وحركات لاإرادية، وكذلك صراخ متقطع.

وقد تجعل هذه الأفعال الطفل المصاب بمتلازمة “توريت” أكثر عرضة للتنمر بين زملائه في المدرسة، وأكثر عرضة للضغط النفسي، لاعتقاد البعض أنها صادرة بإرادته بدعوى الإزعاج أو تشتيت انتباه أقرانه. وقد تزيد هذه التشنجات اللاإرادية من حجم الأعباء التي تولدها له ولأهله عند العودة إلى المدرسة، خاصة أنهم مطالبون بأن يقدموا باستمرار شرحا عن تفاصيل حالته لمعلميه وعن كيفية التعامل معه داخل المدرسة.

الطفل تصدر عنه أصوات من الحلق أو الأنف، أو ربما نقر بالأصابع وهز للكتفين وحركات لاإرادية تجعله عرضة للتنمر

ويعد الأطفال الذين يعانون من متلازمة “توريت” من أكثر الذين يعانون من العودة إلى المدرسة، لأن أغلب من يتعاملون معهم لا يعرفون هذه المتلازمة وطرق التعامل السليم معها.

وتتميز هذه الحالة بالحركات غير المنضبطة وتكرار الكلام، وتظهر على الأطفال في عمر 5 إلى 10 سنوات، وتبلغ ذروتها من 10 إلى 12 عاما.

وتتفاوت حدة الحركات والأصوات في كل مرة، وقد تؤثر عوامل مثل القلق والخوف والضغط العصبي والإرهاق على حدتها، لذلك لا توجد اختبارات محددة لتشخيص المتلازمة.

وتختلف شدة التشنجات اللاإرادية بحسب العمر في بعض الأحيان، إلى درجة يصعب على مراقبي الحالة ملاحظتها.

وتوجد بعض الحركات الشائعة، مثل فتح وإغلاق العين أو السعال أو حركات الوجه، وقد يسبق كل نوبة إحساس غير مرغوب فيه في العضلات المتأثرة، وبرغم أنها خلل عصبي، إلا أنها لا تؤثر بشكل سلبي على ذكاء المصاب، ومع ذلك فقد تؤثر الحالات الحادة على قدرة الأطفال على التعلم والتفاعل مع أقرانهم، وقد تتطلب التدخل العلاجي.

وعلى الرغم من كل هذا التعقيد، فإن التشخيص الجيد للمتلازمة وعلاجها يضمنان للطفل ألا يمر بتلك المعاناة، وذلك بالتزام خطوات تحقق له وللمعلم نجاحا وتفوقا اجتماعيا وأكاديميا.

وينصح الخبراء الأمهات بمراجعة طبيب الأطفال قبل بداية الدراسة، وشرح كل مخاوفهن له، وإفهامه جيدا مدى تأثير المتلازمة على خط سيره الدراسي.

ومن خلال الطبيب تحاول الأمهات أن يعرفن مدى تأثير متلازمة “توريت” على مهارات أطفالهن الأخرى، فهؤلاء الأطفال معرضون أكثر للإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه وعسر الكتابة والوسواس القهري، فيجب أن يتأكدن من مدى تأثر طفلهن بتلك الأعراض.

كما ينصح الخبراء بتوفير موقع اختبار منفصل للمصاب بمتلازمة “توريت”، كي لا يشكل إزعاجا لزملائه أثناء الاختبار، وكي لا يسبب له هذا الإزعاج عبئا نفسيا يجعل أعراض المتلازمة أكثر حدّة.

أغلب من يتعاملون مع الأطفال الذين يعانون من متلازمة "توريت" هم لا يعرفون هذه المتلازمة وطرق التعامل السليم معها

وكذلك توفير مكان آمن للعزلة في بعض الأحيان، وهو ما يلجأ إليه الأطفال المصابون حين تشتد عليهم نوبات التشنجات اللاإرادية، فيرغبون في الانعزال بعض الوقت.

ويرى الخبراء أنه إذا كانت المتلازمة أصابت التلميذ بعسر الكتابة، فعلى المدرسة توفير جهاز لوحي أو كمبيوتر للاستخدام كبديل عن الكتابة، وتعديل أنظمة الامتحانات إلى شفهية أو تحريرية عبر الكمبيوتر.

وفي كثير من الأحيان تشكل الأماكن المزدحمة مناطق صعبة على المصابين بمتلازمة “توريت”، مثل الكافتيريا والملعب والممرات المزدحمة.

والمصاب بمتلازمة “توريت” هو طفل غير عادي، لكن يجب ألا نشعره بذلك.

ومتلازمة “توريت” هي حالة تصيب الجهاز العصبي، وتسبب للمصاب بها تشنجات لاإرادية.

والتشنجات اللاإرادية هي تشنجات مفاجئة أو حركات أو أصوات يفعلها الناس بشكل متكرر. ولا يستطيع الأشخاص الذين يعانون منها منع أجسادهم من القيام بهذه الأشياء. وعلى سبيل المثال، قد يستمر الشخص في الرمش مرارا وتكرارا، أو قد يصدر صوت شخير كرها.

ووجود التشنجات اللاإرادية يشبه إلى حد ما وجود الفواق، فعلى الرغم من أن الشخص قد لا يرغب في الفواق فإن جسمه يفعل ذلك على أي حال.

17