التشغيل الكامل لمحطة براكة يعزز مزيج الطاقة النظيفة بالإمارات

أبوظبي - تستعد دولة الإمارات لإعطاء الضوء الأخضر للتشغيل الكامل لمفاعلات محطة براكة النووية، التي تعد من الأكبر على مستوى العالم، مما يترجم استراتيجية الخطوة في تعزيز مزيج الطاقة النظيفة بالبلد الخليجي.
وأعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الخميس إتمام اختبار الأداء الحراري في المفاعل الرابع والأخير من المحطة الواقعة في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي.
ويقول المسؤولون في المؤسسة إن هذا الاختبار يمثل خطوة كبيرة في المرحلة التي تسبق العمليات التشغيلية، والذي تم خلاله تطبيق كافة الدروس المستفادة من الاختبارات التي أجريت في المحطات الثلاث.
وتم خلال اختبار الأداء الحراري إجراء فحص شامل لمكونات المحطة من حيث عوامل التمدد الحراري والاهتزاز، وأظهرت النتائج أن كافة الأنظمة تعمل وفق أعلى معايير الجودة والسلامة ضمن ظروف التشغيل الاعتيادية.

محمد الحمادي: طبقنا كافة الدروس المستفادة من تطوير كافة المفاعلات
كما تضمن العملية تحديدا اختبار صمام أمان جهاز الضغط، وقياس تدفق نظام سائل تبريد المفاعل وكذلك نظام التوربينات الرئيسي.
وبحسب المؤسسة فإن الأمر أكد على أن المكونات والأنظمة الرئيسية للمحطة تعمل وفق التصميم وتفي بجميع متطلبات التشغيل الاعتيادي.
ويستغرق إجراء اختبار الأداء الحراري عدة أسابيع، ويتضمن نحو مئتي عملية فردية ومتكاملة للتحقق من أداء كافة الأنظمة الرئيسية في وضع التشغيل الكامل لكن من دون استخدام الوقود النووي.
وكانت المؤسسة قد أكملت إجراء اختباري السلامة الهيكلية ومعدل التسرب المتكامل في رابع محطات براكة، وأكدت النتائج على مدى متانة مبنى المفاعل من حيث قدرته على مواصلة العمل في كافة الظروف.
واعتبر محمد الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمؤسسة أن إتمام الاختبارات يؤكد على التقدم المستمر في مسيرة تطوير المفاعلات “وفقا للمتطلبات الرقابية المحلية وأعلى المعايير العالمية”.
ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى الحمادي قوله إن “فرق العمل طبقت كافة الدروس المستفادة من تطوير جميع المفاعلات، الأمر الذي نتجت عنه زيادة كفاءة الإنجاز مع المحافظة على الالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة”.
وأكد أن “هذه الاختبارات تعد خطوة كبيرة نحو المرحلة التشغيلية للمحطة الرابعة، وتقربنا أكثر من التشغيل التجاري لجميع مفاعلات براكة التي تنتج كهرباء وفيرة وموثوقة وصديقة للبيئة”.
وتسعى الحكومة الإماراتية إلى دعم إنتاج الكهرباء من المصادر النظيفة مع تعزيز أمن الطاقة على مدار الستين عاما المقبلة، حيث ستقوم محطة براكة بدور محوري لتحقيق أهداف الحياد المناخي بحلول 2050.
من المتوقع أن توفر المحطة فور تشغيلها بالكامل ما يصل إلى 25 في المئة من احتياجات البلاد من الكهرباء، وستحد من الانبعاثات الكربونية بمقدار 22.4 مليون طن سنويا
وبدأت الأعمال الإنشائية في المفاعل الرابع في سبتمبر 2015، بعد ثلاث سنوات من المفاعل الأول، وتواصل العمل بأمان وثبات منذ ذلك الحين.
ومن المتوقع أن توفر المحطة فور تشغيلها بالكامل ما يصل إلى 25 في المئة من احتياجات البلاد من الكهرباء، وستحد من الانبعاثات الكربونية بمقدار 22.4 مليون طن سنويا، وهو يعادل انبعاثات 4.8 مليون سيارة كل عام.
وتم تحقيق تقدم كبير خلال تطوير المحطة التي يقوم حاليا اثنان من مفاعلاتها بإنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة، بينما اكتمل تحميل الوقود في المحطة الثالثة التي تستعد لبداية التشغيل وصولا إلى التشغيل التجاري خلال عدة أشهر من الآن.
وتشير التوقعات إلى أن المحطة ستكون أكبر مساهم في خفض الانبعاثات الكربونية لقطاع الطاقة والمياه في أبوظبي بنسبة 50 في المئة، علاوة على إنتاج أكثر من 85 في المئة من الكهرباء الصديقة للبيئة في الإمارة الخليجية الثرية.
ويؤكد هذا الأمر على القدرات الكبيرة للطاقة النووية في إنتاج كميات وفيرة من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية.