التشاديون ينتخبون رئيسا بعد ثلاث سنوات من استيلاء الجيش على السلطة

نجامينا - يدلي الناخبون في تشاد إلى صناديق الاقتراع اليوم الاثنين بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية بمنطقة الساحل الأفريقي منذ موجة من الانقلابات، وذلك بعد ثلاث سنوات من استيلاء قائدهم العسكري على السلطة في البلاد.
ويقول محللون إن من المتوقع على نطاق واسع فوز المرشح محمد إدريس ديبي الذي استولى على السلطة يوم قتل متمردون والده إدريس ديبي بالرصاص في أبريل 2021.
وتضع انتخابات اليوم ديبي في مواجهة رئيس وزرائه سوسيس ماسرا الذي كان في السابق معارضا سياسيا وفر إلى خارج البلاد في عام 2022 ولكن تم السماح له بالعودة بعد عام.
ويخوض السباق أيضا رئيس الوزراء السابق ألبرت باهيمي باداكي وسبعة مرشحين آخرين من بينهم امرأة.
وتعهد ديبي بتعزيز الأمن وسيادة القانون وزيادة إنتاج الكهرباء.
ويتزامن التصويت مع انسحاب مؤقت للقوات الأميركية من تشاد، الحليف المهم للغرب في منطقة غرب ووسط أفريقيا.
وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة صباحا وتغلق عند الخامسة مساء. ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت نحو 8.5 مليون شخص.
وبدأ الجنود التصويت مبكرا الأحد. ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية بحلول 21 مايو والنتائج النهائية بحلول الخامس من يونيو. وإذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات سيتم اللجوء إلى جولة ثانية في 22 يونيو.
ودعت بعض أحزاب المعارضة وجماعات المجتمع المدني إلى مقاطعة الانتخابات قائلة إن ديبي وحلفاءه يسيطرون على مؤسسات السلطة الرئيسية وقد يؤثرون على نزاهة العملية. وأثار ذلك المخاوف من احتمال اندلاع أعمال عنف خلال العملية الانتخابية.
ويواجه ديبي انتقادات من معارضيه بأنه يسعى إلى البقاء في السلطة من خلال فرض مسار الاستفتاء على الدستور العام الماضي، وإعداد قانون انتخابي على المقاس، إضافة إلى توظيف مؤسسات الدولة في حملته الانتخابية، بوصفه رئيسًا حاليًّا، وهو ما يتعارض مع نزاهة الانتخابات، وفق قولهم.
وستخصص منظمات المجتمع المدني في تشاد عشرات الآلاف من المراقبين المحليين، حيث يجري التصويت في 21 ألف مركز اقتراع.
وقالت الهيئة الوطنية للانتخابات السبت إنها اعتمدت 70 منظمة من المراقبين المحليين و30 منظمة أو مجموعة دولية أو إقليمية، بينها المنظمة الدولية للفرنكوفونية والمنظمة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، لتولي مراقبة العملية الانتخابية.
ويقول محللون إن حلفاء تشاد من دول الغرب التزموا الصمت إلى حد كبير، وظلوا يراقبون الوضع أملا في أن تؤدي الانتخابات إلى استقرار نسبي على الأقل، في دولة تقع في منطقة يشوبها العنف المسلح، وتحاول روسيا أيضا أن ترسخ نفوذها فيها.
ومن بين هذه الدول فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في تشاد، والتي لا يزال لديها طائرات حربية وألف من القوات هناك لمساعدة البلاد والدول المجاورة على محاربة مقاتلي جماعة بوكو حرام المتشددة.
وتشاد هي أخر دولة في منطقة الساحل التي لا يزال بها وجود فرنسي بعد أن أمرت دول جوار تخضع لحكم مجالس عسكرية بعد انقلابات، وهي النيجر وبوركينافاسو ومالي، فرنسا وقوى غربية بسحب قواتها ولجأت لموسكو طلبا للدعم.
ويقول محللون إن الأولوية لدى القوى الإقليمية والغربية هي الدفع من أجل استقرار تشاد وتعزيز مواقعها فيها.
وقال أولف ليسينج رئيس برنامج الساحل في مؤسسة كونراد أديناور "تشاد تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة في الوقت الحالي بالنسبة للغرب الذي لن يسمح لروسيا بالحصول على فرصة".
وليست مسألة الأمن فقط هي التي تضفي سمة استراتيجية على أهمية تشاد، بل أيضا ملف اللاجئين الحساس. وتستقبل تشاد تدفقا هائلا للاجئين من السودان، حيث تسببت الحرب الأهلية في أكبر أزمة نزوح ولجوء في العالم.
ويقول ليسينج إن بعض اللاجئين عبروا للنيجر التي ألغت العام الماضي قانونا كان يبطئ من تدفق مهاجرين إلى أوروبا انطلاقا منها.
وأضاف "هذا سبب آخر يدفع الدول الغربية لإبقاء العلاقات مع تشاد على الرغم من سجلات حقوق الإنسان المتردية هناك".
وأشار ليسينج إلى أن الانتخابات ستعزز مشروعية ديبي حليفا، وقال "سيتمكن صناع السياسات الغربيون على الأقل من القول إنه منتخب".