التسوق المباشر عبر الفيديو يغرق الأسواق بالسلع المزيفة

نيويورك - يقول محامون مختصون ببراءات الاختراع إن التسوق المباشر عبر الفيديو حيث يتعامل المشتري والبائع في الوقت الفعلي، ينمو في الولايات المتحدة، بينما لم تواكب تكنولوجيا مراقبة السلع المقلدة حتى الآن هذه الأسواق الافتراضية، وهو وضع يسهّل على المقلدين إغراق الأسواق بالسلع المقلدة.
وانتشرت ظاهرة التسوق المباشر من قبل مواقع التجارة الإلكترونية مثل علي بابا وشركة دويان الشقيقة لتيك توك بعد هيمنتهما على مشهد البيع بالتجزئة في الصين.
وفي الولايات المتحدة، يقوم تجار يستخدمون تيك توك ببيع المجوهرات وحقائب لويس فويتون المستعملة وملمّع الشفاه بقيمة دولارين خلال جلسات فيديو تستغرق ساعات. ويمكن أن يتابع البائعين الآلاف من المشاهدين الذين يستفسرون عن المنتج وأسعاره وتوفره.
ومع انتشار الظاهرة يصعب تتبع انتهاكات حقوق الطبع والنشر. وبشكل عام، غالبا ما يبدو انتهاك التجارة الإلكترونية وكأنه لعبة “تخفّ” للمحامين وشركات البرمجيات الذين يراقبون الإنترنت بسبب الحجم المتضخم للانتهاكات.
في أحد الأمثلة، رصدت شركة البرمجيات ريد بوينت ما لا يقل عن 4.6 مليون حالة انتهاك لحقوق الملكية العالمية في عام 2023، ارتفاعا من 4 ملايين في العام السابق.
وحددت أمازون، أكبر سوق عبر الإنترنت في الولايات المتحدة، 7 ملايين منتج مزيف قامت بمصادرته من البائعين عام 2023، ارتفاعا من 6 ملايين عام 2022، وفقا لتقارير حماية العلامة التجارية للشركة.
1.32
تريليون دولار سينفقها الأميركيون على مبيعات البث المباشر على الويب هذا العام قسم كبير منها مقلد
فالبث المباشر هو “ملاذ للانتهاك حتى يتم الكشف والإنفاذ إلى هذا النمط من المبيعات”، كما قال لوك ديمارت، محامي الملكية الفكرية في إشارة إلى التسوق المباشر.
وأضاف ديمارت أن تيك توك وأمازون لديهما تقنية متقدمة لمنع التجار من بيع المنتجات المقلدة. وقالت تيك توك إنها تراقب الفيديو المباشر بمزيج من الخوارزميات والبشر، وقالت أمازون إنها تستخدم البشر لمراقبة التسوق المباشر.
فمبيعات البث المباشر على الويب واعدة. وسينفق الأمريكيون 1.32 تريليون دولار على التجارة الإلكترونية الأميركية هذا العام، ويمكن أن تصل التجارة الحية إلى 5 في المئة من الإنفاق بحلول عام 2026 حيث يتبنى المزيد من تجار التجزئة، بما في ذلك علامات تجارية كبرى مثل زارا، تقنية التسويق عبر البث المباشر.
ويستخدم بعض المحامين والعلامات التجارية التي يمثلونها برامج التعلم الآلي للبحث في منصات التجارة الإلكترونية عن انتهاك محتمل في الصور وأوصاف المنتجات والإعلانات، لكن مقاطع الفيديو الحية تجلب تحديات إضافية.
ويتفق مع ديمارت عدد كبير من المحامين المختصين بالعلامات التجارية في الولايات المتحدة، ويقولون إن الممارسات الآنية لمعاملات البث المباشر تصعّب تحديد المنتجات المقلدة والمزيفة والتخلص منها على الرغم من نمو التقنيات جديدة تهدف اكتشاف الانتهاكات المتزايدة.
وقال كاري كامل مدير مركز مكافحة التزييف وحماية المنتجات في جامعة ولاية ميشيغان إن تجّار التجزئة الذين يطلقون مقاطع فيديو قابلة للتسوق يحتاجون إلى “التأكد من أن لديهم الآليات اللازمة لمنع النشاط الإجرامي أو مراقبته في الوقت الفعلي”.
ويمكن للذكاء الاصطناعي والخوارزميات حاليا اكتشاف الصور الثابتة والنصوص التي تنتهك حقوق الطبع والنشر والعلامات التجارية المسجلة، كما يقول المحامون وشركات البرمجيات. وبالمثل، غالبا ما تستخدم منصات التجارة الإلكترونية الذكاء الاصطناعي وخوارزميات لمنع بائعي الطرف الثالث من نشر سلع مزيفة. لكن تقنية مسح الانتهاكات في الفيديو نادرة.
وقالت محامية الأعمال الصغيرة ميشيل مورفي إنها تتلقى من خمسة إلى عشرة إشعارات كل يوم من بائع الذكاء الاصطناعي وهو يتتبع انتهاك الملكية الفكرية عبر الصور الثابتة المدرجة على مواقع البيع عبر الإنترنت. ومن بين مئات التنبيهات التي تلقتها، لم يبلغ أيّ منها عن انتهاك للفيديو القابل للتسوق.
وإبعاد المنتجات المقلدة عن مواقع التجارة الإلكترونية الخاصة يعد أمرا بالغ الأهمية وبالغ الصعوبة بالنسبة إلى تجار التجزئة الكبار في الولايات المتحدة. وتمتلك تيك توك تقنية تقول إنها تمكنها من اكتشاف الانتهاك المحتمل في تدفقات الفيديو الحية، وفقا لمتحدث باسم الشركة، وعندما يتم وضع علامة على المحتوى على أنه انتهاك، تتم إزالته وإرساله إلى مشرف بشري للمراجعة، كما قال المتحدث.
وقال بعض مطوري الأنظمة المستقلين إنهم يتعاونون حاليا مع تيك توك من خلال مشاركة المعلومات حول المزورين المشتبه بهم، لاكتشاف حالات الانتهاك على مقاطع فيديو التسوق المباشر الخاصة بالمنصة ومراقبتها.
وقامت أمازون بتوسيع أنشطة التسوق عبر الفيديو ليشمل منصة البث بريما فيديو ومنصة فري في أبريل الماضي. وتغطي أنشطتهما فئات مختلفة من المنتجات بما في ذلك الملحقات الإلكترونية والملابس والسلع المنزلية التي يتم الإعلان عنها من قبل المؤثرين ونجوم تلفزيون الواقع.
وتستخدم أمازون التعلم الآلي لمسح موقعها على الويب بحثا عن المنتجات المقلدة، ورغم ذلك، تتابع مراقبة البث المباشر يدويا، حسبما قالت الشركة. ويشترط عملاق التجارة الإلكترونية أن يعرض البث المباشر المنتجات المتوفرة على أمازون دوت كوم فقط، والتي تخضع لفحوصات ذكاء التعلم الآلي الخاص بها.