التسوق الإلكتروني يزدهر في زمن كورونا

دبي – أسرعت الشركات في مختلف دول العالم إلى توسيع خدمات التوصيل مع ازدهار التسوق الإلكتروني، حيث ترك تفشي الفايروس الجديد الملايين في منازلهم مما جعلهم غير قادرين على التسوق في المتاجر مباشرة.
وأصبح الشراء عبر شبكة الإنترنت مغريا في السنوات الأخيرة نظرا إلى المزايا التي توفرها والتي من بينها سهولة الاستخدام، ووضوح المخزون من كل منتج وتقييمات الزبائن للمنتوج حيث تساعدهم على اتخاذ قرار الشراء من عدمه، كما أن ساعات التسوق متاحة على مدار اليوم دون توقف، والأسعار مناسبة وكذلك إمكانية المقارنة وخدمة الدفع عند الاستلام لمن لا يملكون بطاقات بنكية. إضافة إلى ما تتميز به الإنترنت في التسوق من كثرة العروض والتخفيضات على مدار السنة.
وكشفت بيانات إماراتية حديثة ارتفاعا ملموسا في الإقبال على التسوّق عبر المواقع الإلكترونية، من قبل المستهلكين في أسواق الإمارات، وسجّلت مراصد السوق الاستهلاكية ارتفاعا لافتا في أرقام التسوق الإلكتروني خلال الأسابيع القليلة الماضية التي اتسمت بتفضيل المستهلكين عدم التسوق مباشرة من المراكز التجارية التقليدية.
وأشارت البيانات إلى أن هذا الارتفاع في وتيرة التسوّق الإلكتروني، خلال الشهرين الماضيين، جاء انطلاقا من زيادة الوعي بأهمية مثل هذه الخدمات في تقليل الوقت والجهد وذلك فضلا عن تفادي الازدحام في مراكز التسوق الكبرى.
ورحبت العديد من الشركات في كاليفورنيا بالقفزة التي شهدتها في مداخيلها بفضل توفير خدماتها عن بعد أن كانت تتنافس ضد سوق قوية غير مشروعة وتدفع ضرائب حكومية ضخمة منذ بدء المبيعات القانونية في يناير 2018. وبفضل التجارة الإلكترونية، لا تشهد الشركات زيادة في الإيرادات الجديدة فحسب، بل أصبحت أكثر قدرة على الحفاظ على سلامة موظفيها وزبائنها.
ويفسر الخبراء التهافت على الشراء والتخزين بأن الخوف من المجهول في أوقات الأزمات والاعتقاد بأن الاستجابة ينبغي أن تعادل جسامة الحدث، يدفعان الناس إلى الشراء بكميات تفوق احتياجاتهم، رغم أن رد الفعل الأمثل في هذه الحالة هو غسل اليدين فقط.
وأكد الأخصائي النفسي بجامعة بريتيش كولومبيا، ستيفن تايلور، أن “تخزين السلع قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في الأسعار. فإذا تضاعف سعر السعلة، يظن المستهلك أنها ستنقص، وهذا يؤجج الشعور بالقلق”.
وارتفعت بالفعل أسعار الكثير من السلع إثر تفشي فايروس كورونا المستجد، إذ أشارت تقارير إلى أن عبوة كمامات الوجه تجاوزت قيمتها 100 دولار على مواقع التسوق الإلكتروني، مثل “إيباي”.
ويعزو بين أونهايم، مدير مؤسسة “ميتابيوتا” لأبحاث الأمراض المعدية، هذا التهافت على الشراء إلى الخوف من اختلال سلاسل التوريد والإنتاج العالمية بسبب تفشي الفايروس في الصين، التي تعد الحلقة الأقوى في سلسلة التوريد العالمية، وشاعت مخاوف من نقص الأدوية والكمامات والسلع الاستهلاكية الأخرى.
ونبه تايلور إلى أن ثمة فارقا كبيرا بين الاستعداد للكوارث وبين الشراء بدافع الهلع، ففي الحالة الأولى يعرف معظم الناس السلع التي يحتاجونها في حال نقص المياه أو انقطاع الاتصالات، لكن المشكلة أن الغموض الذي يكتنف آثار تفشي فايروس كورونا المستجد يدفع الناس إلى الإفراط في الإنفاق.
ويرى أن الهلع قد يدفع الناس إلى بذل كل ما في وسعهم لتهدئة مخاوفهم، مثل الانتظار في طوابير لساعات أو شراء سلع بكميات تفوق احتياجاتهم بكثير.
وأوضح تايلور أن الناس في هذه الظروف، يحتاجون إلى اتخاذ خطوات تتناسب مع حجم الأزمة وفقا لرؤيتهم. ويعتقد الكثيرون أن غسل اليدين هو إجراء بسيط، لا يليق بجسامة الكارثة. ولهذا يؤثرون إهدار المال على شراء سلع على أمل أن تحميهم من المرض.
وقال أونهايم إن الشراء بدافع الهلع هو حيلة نفسية للتعامل مع الخوف، أو وسيلة لاكتساب شيء من السيطرة على الموقف.
وتقول كريستينا موي، التي كانت تريد فقط أن تشتري منتجات البقالة الأسبوعية، إنها تعلمت درسا قاسيا في كيفية التعامل مع حشود الزبائن المذعورين. وتقول إنها في المرة القادمة ستنتظر حتى تقل الحشود، أو ستتسوق في المقابل عبر المتاجر الإلكترونية.