التركيز عند تناول الطعام يمدّ الجسم بالقدرة على فهم إيقاع الجهاز الهضمي

نيودلهي - يدرب تناول الطعام بشكل واع الجسم على العودة إلى التواصل مع الشهية الداخلية وإيقاعات الجهاز الهضمي.
وتساعد ممارسة تناول الطعام بوعي في المرحلة الرأسية للهضم، هذا الجزء من العملية الذي تجهز فيه المعدة العصارات الهضمية استجابة إلى رائحة الطعام أو مذاقه أو مشهده، بحسب موقع فيمينا دوت كوم.
ويعني التناول الواعي للطعام، أنه يجب على المرء أن يولي انتباها كاملا لطعامه الذي بدوره يدرب الجسم تدريجيا على العودة إلى الاتصال مع شهيته الداخلية وإيقاعات الجهاز الهضمي. ومن السهل فعل هذا ويمكن ملاحظة الفوائد بعد فترة.
وعن كيفية ممارسة تناول الطعام بوعي ينصح خبراء التغذية بالتخلص من كل المشتتات قبل الجلوس إلى طاولة الطعام، وانتباه الشخص لإشارات الجوع الخاصة به، وسؤال نفسه ما إذا كان يتناول الطعام بدافع الجوع أم لأنه يشعر بالملل أم بدافع العادة.
ويقول الخبراء مخاطبين الفرد الذي يتناول الطعام “لاحظ ماذا يوجد في طبقك من القوام والألوان والروائح والنكهات وكن ممتنا لما حصلت عليه. بعد الانتهاء من الطعام، خذ لحظة لمراجعة شعورك. وسواء كنت تشعر بالرضا أو الانتفاخ أو التعب أو مفعما بالطاقة سوف يساعد ذلك في تقرير ماذا تختار عندما تأكل في ما بعد“.
محاولة تذوق ومعرفة المكوّنات المختلفة في الوجبة تعتبر طريقة رائعة للأكل بوعي أكثر
وقبل أّخذ اللقمة، حاول مخاطبة نفسك والاستماع لما يقوله لك جسمك، “هل أّنت جائع حقا أو هذا نوع آخر من الجوع. أّو ربما حاجتك للأكل عاطفية أو هو ببساطة حنين أو شوق لنوع معين من الطعام“؟
ويشير الخبراء إلى أن الأمر سوف يستغرق نحو أسبوع للاعتياد على تناول الطعام بوعي. ويؤكدون على أن عملية المضغ غالبا هي الأسهل والأكثر تأثيرا لتحسين عادة الأكل بوعي ولأخذ الوقت الكافي للإحساس بالشبع. كما أن وضع الشوكة أو الملعقة من اليد بين اللقم تعتبر خطة ممتازة للأكل ببطء، فهي تزيد التركيز على عملية المضغ وتبطىء سرعة تناول الوجبة.
ويساعد أخذ الوقت لتذوق القضمة الأولى في تناول باقي الوجبة بوعي وانتباه أكثر.
كما أن محاولة تذوق ومعرفة المكوّنات المختلفة في الوجبة تعتبر طريقة رائعة للتركيز على هذه اللحظة والأكل بوعي أكثر. ولأنه يصعب التحكم بالكمية التي يأكلها الفرد عندما يتناول الطعام من كيس أّو وعاء مغلق، ينصح المختصون بالتعود على وضع كل الطعام في صحن حتّى الوجبات الخفيفة قبل البدء في اّلأكل. فرؤية الكميات المتناولة بوضوح يساعد على المحاسبة والتحكّم بالكميّات بشكلٍ أّفضل.
وقد يفقد الشخص أّحيانا القدرة على التحكم بالكميات المتناولة، وهنا ينصح الخبراء بمحاولة تأمل الأسباب والعوامل التي أّدت إلى ذلك بدلا من قضاء الوقت بمحاسبة نفسه. فجزء كبير من الأكل بوعي يتعلمه الفرد من أخطائه، حينما يعمل على فهم نفسه وطبيعة علاقته وتفاعلاته مع الأكل. فذلك سيساعده لاحقا على تفادي المواقف المسببة للإفراط في الأكل.