التركيز على الابتكار يعزز مكاسب الصناعة الدفاعية في الإمارات

اكتسبت استراتيجية الإمارات في توطين الصناعة العسكرية زخما كبيرا بعدما تقدمت ذراعها الرئيسية في المجال خطوة أخرى في إنتاج تشكيلة مبتكرة ومتنوعة من الأسلحة المتطورة بفضل التركيز على الحلول التكنولوجية، التي تعتمدها في استثماراتها.
أبوظبي – يعكس تقديم مجموعة التكنولوجيا المتقدمة “إيدج” عددا من منتجاتها المبتكرة قبل انعقاد معرض ومؤتمر الأنظمة غير المأهولة “يومكس 2022” إصرار الإمارات على انتزاع مكانة أكبر في سوق الأسلحة التي تعد من بين أكثر القطاعات إدرارا للعوائد.
واستبقت إيدج الدورة الخامسة من الحدث المقرر خلال الفترة الفاصلة بين يومي الحادي والعشرين والثالث والعشرين من فبراير، والذي سيقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، بالكشف الثلاثاء عن أكثر من 20 ابتكارا في مجالات الخدمات والأنظمة غير المأهولة والأنظمة الموجهة بدقة.
وتعتبر الإمارات الغنية بالنفط والغاز، على غرار جارتيها السعودية وقطر، من بين أكبر مستوردي الأسلحة في العالم، وهي تسعى لتنويع اقتصادها عبر الاستثمار في قطاعات لم تكن قبل سنوات ضمن دائرة اهتماماتها.

منصور الملا: نبحث باستمرار عن مجالات يمكن أن نستثمر فيها إمكاناتنا
ومعرض يومكس هو الحدث الأبرز والوحيد في الشرق الأوسط المخصص للمسيرات والروبوتات والأنظمة غير المأهولة ومكوناتها. ولذلك تعمل إيدج على عرض أحدث إمكانياتها وحلولها الرائدة، مما يضعها ضمن أفضل الكيانات العاملة بالقطاع مستقبلا.
ونسبت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى منصور الملا، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة إيدج، قوله إن “أولويات أعمالنا الرئيسية تشمل التركيز على قدراتنا في مجال الأنظمة ذاتية القيادة بغرض تعزيز قدرات الدفاع الوطني والإقليمي، والتصدير للأسواق الرئيسية”.
وأضاف “نبحث باستمرار عن مجالات إضافية يمكننا فيها استثمار إمكاناتنا في البحث والتطوير، وهذا ينعكس في قدرتنا على تقديم المزيد والمزيد من الطائرات دون طيار والذخائر الذكية والأنظمة الأخرى غير المأهولة إلى السوق بسرعة”.
وبالإضافة إلى إطلاق منتجات جديدة ستعرض إيدج مجموعة من الأنظمة غير المأهولة والأنظمة الموجهة بدقة من شركة هالكن التابعة لها، مثل ذخيرة آر.دبليو – 24 الجوالة والمسيرات شاودو 25 وشاودو 50 وسلسلة هانتر من الطائرات دون طيار.
ومن بين المنتجات الأخرى المسيرة ريتش – أس ونظام حاوية التحكم عن بعد أر.سي.سي.أس، فضلا عن منتجات أداسي مثل سلسلة المسيرات كيو.إكس، وعائلة سكوربيو من الآليات الأرضية المسيرة والمسيرة قرموشة وآلية عجبان الروبوتية المسلحة من شركة نمر.
ويؤكد الملا أنه في حين تعد أداسي وهالكن شركتين رائدتين ضمن هذا القطاع، “يتيح لنا معرض يومكس فرصة فريدة للتعريف بخدماتنا، وعرض منتجاتنا أمام أصحاب المصلحة، وجني الفوائد المترتبة على مسعانا الجماعي نحو صنع مستقبل آمن”.
ومن المتوقع أن تبرم المجموعة الإماراتية عددا من الاتفاقيات الجديدة لجذب المزيد من الاستثمارات إلى القطاع بعدما بات توطين هذه الصناعة مطمحا يسعى خلفه المسؤولون الإماراتيون.
وتدرك الإمارات أن الصناعات الدفاعية المتطورة قطاع حيوي يساعد على تعزيز الاستثمارات وفي العمل التنموي مع مختلف بلدان العالم، ولذلك لم تترك الأمر للصدفة حتى تصل إلى ما هي عليه اليوم.
ويُنظر إلى هذا التحول بوصفه جزءا من مسعى للإصلاح الاقتصادي يقوده ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقبل عامين تم إنشاء إيدج، التي تتّخذ من أبوظبي مقرا لها، لتقود هذه الجهود، وأصبحت تضم 25 شركة محلية لتصنيع أسلحة إلى درجة أن المسؤولين الإماراتيين يقولون إن ذلك يعبر عن نضج هذه الصناعة في البلد.
وصعدت إيدج سريعا لتصبح واحدة من أكبر 25 شركة تصنيع دفاعي على مستوى العالم في 2020 بعائدات تزيد على خمسة مليارات دولار، وفقا للمعهد الدولي لأبحاث السلام (سيبري).
إيدج تأمل في ترسيخ مكانتها على الساحة الدولية حتى تصبح مركزا عالميا يستقطب المزيد من الاستثمارات والشراكات ولجني الكثير من الإيرادات
وتهدف المجموعة بالأساس إلى تطوير القدرات في جوانب عديدة من الصناعات وابتداء من الابتكارات الريادية في قطاع الدفاع ذي الاستثمارات الضخمة مع تخصيص الأولوية للأمن الوطني.
وبحسب التقديرات توظّف إيدج قرابة 13 ألف شخص من جميع أنحاء العالم، لكنها تعمل على توظيف المزيد من الإماراتيين، لاسيما من خلال إبرام اتفاقيات مع جامعات في الدولة الثرية.
وفي فبراير الماضي قال فيصل البناي الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للمجموعة إن “حجم مبيعات الشركة من الصناعات العسكرية يزيد على خمسة مليارات دولار”.
وتوقع حينها أن تنمو المبيعات بشكل أكبر في السنوات القادمة مع تطلع المجموعة إلى زيادة قدراتها ومنتجاتها القائمة على التكنولوجيا المتقدمة بما ينعكس على نمو الإيرادات خلال العاميْن الجاري والقادم.
وتأمل إيدج، التي حصدت حوالي عشرين عقد تصدير للخدمات أو الذخيرة، في ترسيخ مكانتها على الساحة الدولية حتى تصبح مركزا عالميا يستقطب المزيد من الاستثمارات والشراكات ولجني الكثير من الإيرادات.
وتقوم أي.بي.آي، أحد كياناتها المتخصصة في الهندسة الدقيقة للملاحة الجوية، حاليا بتصدير أكثر من 60 في المئة من إنتاجها، حيث ترى إيدج أن التصدير مهم، ليس فقط من الناحية الاقتصادية وإنما أيضا من ناحية إظهار جودة الأسلحة الإماراتية.