التدخين السلبي خطر على صحة الطفل

برلين - يشكل التدخين السلبي خطرا داهما على صحة الأطفال؛ ذلك أنه يرفع لديهم خطر الإصابة بأمراض خطيرة تصل إلى حد السرطان. ويسري ذلك على تدخين التبغ والسجائر الإلكترونية على حد السواء.

وأوضح المركز الاتحادي للتوعية الصحية بألمانيا أن التدخين السلبي يرفع لدى الأطفال خطر الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة مثل التهابات الأذن الوسطى والربو والالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية.

كما أن أطفال الآباء المدخنين لديهم خطر متزايد للإصابة بالسرطان، حتى لو لم يدخنوا سيجارة طوال حياتهم فيما بعد، وذلك وفقا لنتائج تقييم أجراه المركز الألماني لأبحاث السرطان.

وأوضح المركز أن الأطفال يتنفسون أكثر من البالغين، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل التدخين السلبي ضارا بالأطفال أكثر من بقية الشرائح العمرية، وخاصة الرضع والأطفال الصغار؛ فمع ارتفاع معدل التنفس يمكن أن يصل المزيد من المواد الضارة الناجمة عن دخان التبغ إلى الرئتين.

وبالإضافة إلى ذلك لم يتطور الجهاز التنفسي ونظام إزالة السموم لدى الأطفال بشكل كامل بعد، وبالتالي يستنشق الطفل في غرفة مملوءة بالدخان عددا من الملوثات في الساعة كما لو كان يدخن سيجارة بنفسه.

ومن الأفضل عدم التدخين داخل المنزل على الإطلاق حتى في حالة عدم تواجد الأطفال في المنزل وقت التدخين؛ لأن ما يسمى “دخان التبغ البارد” يمكن أيضا أن يشكل خطرا على الصحة.

وأوضح المركز أن دخان التبغ البارد عبارة عن جزيئات دقيقة من دخان التبغ تترسب على الأثاث أو السجاد أو ورق الحائط أو الملابس، مشيرا إلى أن منتجات الاحتراق الناتجة عن الدخان يمكن أن تتفاعل مع مواد أخرى في البيئة وتشكل مواد جديدة، مسرطنة في بعض الأحيان. ويمكن تحريك هذه الجسيمات عن طريق التيارات الهوائية، وبالتالي استنشاقها.

وبالنسبة إلى السجائر الإلكترونية، قال البروفيسور هانز يورجن نينتفيتش إن السجائر الإلكترونية لا تنبعث منها جميع المواد الضارة الموجودة في دخان التبغ، لكن هذا لا يعني أن السجائر الإلكترونية غير مضرة بصحة الشخص المدخن نفسه وبصحة الأطفال الذين يستنشقون هواء الغرفة الذي يختلط به البخار.

وأوضح نينتفيتش، عضو لجنة الخبراء التابعة للرابطة المهنية لأطباء الأطفال والمراهقين في ألمانيا، أن هناك ملوثات موجودة في البخار، مثل “الفورمالديهايد” و”الأسيتالديهايد”، تُصنف على أنها مواد مُسرطنة.

وحتى إذا كان تركيز هذه الملوثات في بخار السجائر الإلكترونية منخفضا إلى حد ما، فهذا لا يعني أنها غير ضارة؛ لأنه لا توجد كمية من المواد المسرطنة تعتبر غير ضارة.

إن أفضل طريقة لحماية الأطفال من مخاطر التدخين السلبي هي عدم التدخين مطلقا -سواء التبغ أو السجائر الإلكترونية- في المنزل أو السيارة أو أي مكان يوجد فيه أطفال.