التدخل المبكر ذو فائدة في مواجهة عسر القراءة لدى الأطفال

أفضل طريقة لعلاج مشاكل تمييز الكلمات هي التدريب المباشر الذي يتضمن مقاربات تعتمد على أكثر من حاسة.
السبت 2023/02/18
تدريب الأطفال على التعرف على الكلمات أمر ضروري

بيروت ـ يعد عسر القراءة اضطراب تعلم قراءة خاص، ينطوي على صعوبة في فصل الكلمات عن الجمل، وفصل أجزاء الكلمة الواحدة عن بعضها.

ويؤكد خبراء التربية أن على الرغم من عدم وجود علاج محدد لعسر القراءة، فإن التقييم والتدخل المبكرين يؤديان إلى أفضل النتائج في التقليل من آثار المشكلة. وقد يستمر عسر القراءة أحيانا لسنوات من دون تشخيص، ولا يُتعرّف عليه حتى سن البلوغ، ولكن يمكن طلب المساعدة في أي مرحلة.

وقالت المرشدة التربوية والمتخصصة في صعوبات التعلم والنطق والصحة النفسية نتالي صايغ إن معظم الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة يجدون صعوبة كبيرة في فهم الحروف التي تؤلف الكلمات وتهجئتها، ويعجزون عن الربط بين الحرف وصوته، وكذلك في لفظ وربط أصوات الحروف في اللغة لتشكيل كلمة واحدة مفهومة.

وغالبا ما يقرأ الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة ببطء شديد، وتكون لديهم صعوبات كثيرة في التهجئة. وهو خلل محدد ذو أصل تركيبي يتميز بصعوبة تفكيك رموز الكلمة المنفردة، ما يعكس عدم كفاية في المعالجة الصوتية وتحويل الكلمات المكتوبة إلى أصوات.

15

في المئة من أطفال المدارس يتلقون تدريبا خاصا بعسر القراءة، وهو يصيب الذكور خصوصا

ويشير خبراء التربية إلى أن عسر القراءة هو أحد أنواع اضطرابات التعلم. ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة لأعداد الأطفال المصابين بعسر القراءة، إلا أن حوالي 15 في المئة من أطفال المدارس يتلقون تدريبا أو تعليمات خاصة لصعوبات القراءة. ويلاحظ بأن الاضطراب يصيب الذكور بمعدلات أكبر من الإناث. ولكن قد يعزى السبب ببساطة إلى عدم تشخيصه بشكل كامل أو صحيح عند الفتيات.

ويحدث عسر القراءة عندما يواجه الدماغ صعوبة في الربط بين الأصوات والرموز (الحروف). وتنجم هذه الصعوبة عن مشاكل غير مفهومة في بعض توصيلات الدماغ. وتكون المشكلة موجودة منذ الولادة، وقد تؤدي إلى وقوع الطفل في أخطاء إملائية وكتابية، وتقليل سرعته ودقته عند القراءة بصوت عال. وعلى الرغم من أن عكس الأحرف الذي يشاهد كثيرا عند الأطفال المصابين بعسر القراءة يقترح وجود مشكلة بصرية، إلا أن المشكلة في معظم الحالات تتصل بكيفية إدراك الدماغ للأصوات، وبالتالي كيفية فهم وتفسير الدماغ لها. ولا يعاني الأشخاص المصابون بعسر القراءة من مشاكل في فهم اللغة المنطوقة.

ويرى خبراء التربية أن أفضل طريقة لعلاج مشاكل تمييز الكلمات هي التدريب المباشر الذي يتضمن مقاربات تعتمد على أكثر من حاسة. ويتضمن هذا النوع من العلاج تعليم الصوتيات باستخدام مجموعة متنوعة من الإشارات، إما بشكل منفصل، أو كجزء من برنامج القراءة (إن كان ذلك ممكنا).

كما أن من المفيد أيضا تدريب الأطفال بشكل غير مباشر على التعرف على الكلمات. ويتضمن ذلك تدريبا على تحسين نطق الكلمات أو استيعاب القراءة. ويجري تعليم الأطفال كيفية إصدار الأصوات ومزجها لتشكيل الكلمات، وذلك عن طريق فصل الكلمات إلى مقاطع، وتحديد مواقع الأصوات في الكلمات.

15