التحكم في كمية الطاقة المهدرة يقلل الفوضى في الحياة اليومية

أمستردام - تبدو الحياة مليئة بالقرارات الصغيرة: هل يجب أن ألتقط هذا الجورب من على الأرض؟ هل يجب أن أغسل الأطباق قبل الخلود إلى النوم؟
ترك الجورب على الأرض هو تجسيد لمفهوم فيزيائي يسمى “الإنتروبيا” أو الاعتلاج (القصور الحراري)؛ والاعتلاج هو مقياس لكمية الطاقة المهدرة في نظام ما. وإذا ما خسر نظام ما الكثير من الطاقة فسوف ينزلق إلى الفوضى. ويستغرق الأمر القليل من الطاقة لالتقاط الجورب. ولكن إذا لم يتم الاعتناء بباحة المنزل أو تُركت الأنابيب مسدودة فسوف يفاقم هذا حالة الفوضى المنزلية ويستنزف الكثير من الجهود لإصلاح ذلك. وسوف تستهلك تلك الفوضى وقت المرء وقدرته على إنجاز الأشياء الأخرى، بحسب موقع “ذا نيكست ويب”.
وتقول أليسون تشيلمان، عميدة كلية التعليم والعلوم الصحية في جامعة دايتون الأميركية، إن “الاعتلاج له أمر مضاد وهو الإنتروبيا العكسية (نيوجينتروب)”. وتضيف أنه تبيّن لها أن “التفكير في ما يتعلق بالإنتروبيا العكسية والطاقة يمكن أن يساعد في الكفاح ضد الإنتروبيا والفوضى في الحياة اليومية”.
وهناك بعض الخطوات للنجاح في ذلك ومنها التعرف على نقاط القصور والأماكن التي تهدر فيها الطاقة في النظام الاجتماعي في الحياة اليومية. ومن المفيد أن يفكر المرء في الأمر كخارطة حرارية خارج منزل وتسليط الضوء على المواضع التي يتم فيها إهدار الحرارة أو الطاقة. فعلى سبيل المثال المطبخ المنظم بشكل سيء يجعل من الصعب العثور على الأشياء التي يراد إيجادها.
كما يساعد إيلاء أولوية للخسائر والتعرف على أكبر الخسائر المزعجة وأكثرها أو تلك التي تجذب الانتباه غالبا على التحكم في الطاقة المهدرة، من ذلك على سبيل المثال صنبور المطبخ الذي تتقاطر منه قطرات الماء وتثير الجنون. وقد يفسح إصلاحه المجال في ذهن الشخص لبحث تعديلات أخرى في مطبخه يمكن أن تجعله أكثر قدرة على أداء وظيفته.
عدم الاعتناء بباحة المنزل وترك الأنابيب مسدودة يفاقم حالة الفوضى المنزلية ويستنزف الكثير من الجهود لإصلاح ذلك
وتنصح تشيلمان بتحديد الأفعال التي يمكن أن تعكس خسائر الطاقة التي يلاحظها الفرد والقيام بالتخطيط للتصدي للأشياء التي تتصدر قائمة الأولويات أولا. ويمكن البدء بإصلاح صنبور المطبخ الراشح أو التقاط الجورب.
ويرى الخبراء أنه عندما يقوم الأشخاص بتحديد أولوياتهم وفقا لما هو هام فإنهم سيعرفون ما الذي تجب إزالته من حياتهم، ويقومون بذلك بتوفير ما يلزم من طاقتهم الذهنية والجسدية. ويسري ذلك، وفق الخبراء، على الحياة وعلى العلاقات الشخصية أيضا إذ غالبا ما يكون الناس غير واضحين بشأن ما يريدونه من حياتهم.
ويشير الخبراء إلى أنه بسبب الطريقة التي تعمل بها أدمغة الأشخاص والجهود التي يحتاجون إلى بذلها أثناء تجاهل الفوضى والملهيات من حولهم يصرفون الكثير من وقتهم وطاقتهم على مهام وأحداث ذات أولوية متدنية.
لذا من الضروري البدء بإزالة الأغراض التي لا تخدم هدفهم فعليا في الحياة. وقد يكون ذلك أمرا صعبا بالنسبة إلى العديد من الأشخاص لكن هناك صيغة على شكل معادلة رياضية تسمى “معادلة التخلص من الفوضى” من شأنها أن تساعد على التخلص من الأغراض دون ندم ورميها بعيدا.
وعند إزالة الملهيات غير الضرورية والأمور التي تقضي على الطاقة الذهنية يمكن الشروع في إعادة التركيز على الحياة. وفي كل مرة يجد الشخص نفسه محاطا بالفوضى عليه أن يفكر في مقدار الطاقة التي عليه صرفها.