التحديثات المتطورة ترسخ نمط التواصل المرن مع السيارات الذكية

سباق مستمر بين الشركات على تطوير كفاءة التطبيقات والبرمجيات.
الأربعاء 2022/05/25
بالتأكيد ليست مجرد وسيلة للتنقل

يركز مطورو شركات السيارات خلال هذه الفترة على إحداث قفزة في عمليات تحديث البرمجيات الخاصة بالمركبات الجديدة وخاصة الكهربائية وذاتية القيادة لجعلها متكاملة في تقديم الخدمات للسائقين من خلال الاتصالات مع المحيط فضلا عن تطوير كفاءة أنظمتها الرقمية.

برلين - ازداد اعتماد صناعة السيارات في السنوات الأخيرة على التطبيقات والبرامج في الموديلات الحديثة باعتبارها جزءا أساسيا في الطرز المستقبلية.

ولذلك أصبحت التحديثات تلعب دورا هاما في صناعة السيارات، فبدلا من ذهاب العملاء إلى الورش الفنية، تعتمد الشركات العالمية حاليا على الاتصالات الجوالة بشكل متزايد لنقل البيانات لاسلكيا.

وتعمل وظيفة التحديث عبر الأثير (أوفر ذا أير أبديت) والمعروفة اختصارا باسم أو.تي.أي، على توفير الكثير من الوظائف المفيدة ومن بين تلك الوظائف جعل السيارات مواكبة لسرعة الابتكارات وتمديد عمرها الافتراضي نظرا لأن الوظائف والابتكارات الجديدة ستتوافر بصورة أسرع، فضلا عن إمكانية تثبيتها في السيارات، التي تم تسليمها للعملاء بالفعل.

ويجمع خبراء القطاع على أن اعتماد آخر الابتكارات التكنولوجية في عمليات التصنيع يفتح الباب يوميا أمام عمليات تطوير التجهيزات الخاصة، بهدف جعل المركبات وخاصة الصديقة للبيئة أكثر تميزا.

ماغنوس أوستبيرغ: وظيفة التحديث أو.تي.أي بمثابة تجديد لموديل السيارة

ويرون أن ما يسعى إليه المصنعون لاعتماد تجهيزات خاصة في المركبات يعتمد على توظيف كل إمكانيات التكنولوجيا والاستفادة منها، لإيجاد جيل حديث يقطع مع كل ما كان موجودا في نظيراتها التقليدية، مما يمنحها مرونة وانسيابية أكبر وعمرا أطول.

ويرى ماغنوس أوستبيرغ رئيس تطوير الأنظمة الإلكترونية بشركة مرسيدس أن وظيفة التحديث عبر الأثير أو.تي.أي بمثابة تجديد لموديل السيارة.

وهذه الموقف يأتي على الرغم من مواصلة المصممين لعملهم وطرح تعديلات تقليدية مع كل موديل جديد، سيتعين على المهندسين الضغط على زر الإرسال كثيرا من أجل إرسال التحديثات للسيارات الجديدة.

ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى أوستبيرغ قوله “تعمل وظيفة التحديث عبر الأثير على إتاحة الابتكارات الجديدة بشكل أسرع في المستقبل، وجعلها في متناول مجموعة أكبر من العملاء”.

وأضاف “الآن بدلا من دورات الابتكار السابقة، والتي تستغرق ثلاث سنوات، سيتم طرح الوظائف الجديدة كل ستة أشهر”. ولا يتعين على العملاء القيام بالكثير من الخطوات نظرا لأن التحديثات يتم تنزيلها في الأحوال المثالية تلقائيا في الخلفية وتقوم الأنظمة بتحديث نفسها دون تدخل المستخدم.

ومن الصعب أن يكتشف المستخدم وجود تحديثات جديدة إلا عندما تظهر رسالة على الشاشة تفيد بتثبيت التحديث الجديد بعد موافقته.

وفي السابق كانت التحديثات الجديدة تدور غالبا حول نظام المعلومات والترفيه أو نظام الملاحة، ولكن اهتمامات المبرمجين اليوم باتت تتمحور حاليا حول الوظائف المركزية.

شتيفان مولر: اهتمامات المبرمجين تركز على المركبات الكهربائية

وأشار شتيفان مولر، من شركة تأجير السيارات الكهربائية نكستموف “يظهر ذلك في السيارات الكهربائية بصفة خاصة”.

ولقد أصبحت أوقات التطوير الخاصة بالموضوعات المرتبطة بالبطارية قصيرة للغاية، بالإضافة إلى تزايد الضغط لإدخال تقنيات جديدة ضمن مراحل الإنتاج القياسي للسيارات الكهربائية.

وقال مولر “ولهذا السبب يستمر التطوير تدريجيا بينما تسير السيارات بالفعل على الطرقات”.

وبالتالي فإنه يمكن للشركات العالمية تحسين إدارة الطاقة أو كفاءة الشحن أو تخطيط المسار المتوائم أو تقصير أوقات التعطل أو زيادة مدى السير بشكل لاحق.

وتتيح وظيفة التحديث عبر الأثير إمكانية إجراء كل هذه التحسينات اللاحقة بسرعة وسهولة، بالإضافة إلى إمكانية تصحيح الأخطاء بصورة أفضل.

وفي السابق لم يكن بالإمكان تصحيح الأخطاء إلا مع طرح موديلات جديدة بعد سنوات أو حتى استدعاء السيارات إلى الورش الفنية وإصلاح الاختلالات، أما الآن فإنه يمكن التغلب على الأعطال بلمسة صغيرة على الشاشة لتثبيت البرنامج الجديد.

شتيفان فوسفينكل: الأنظمة المساعدة تتعلم كيفية زيادة كفاءة الشحن أيضا

وتعد فولكسفاغن من أحدث النماذج على استعمال وظيفة التحديث عبر الأثير إذ تعتمد الشركة الألمانية على البرنامج 3.0 لموديلاتها آي.دي والموديلات الكهربائية المشابهة لها لدى الماركات العالمية التابعة لها مثل أودي وسكودا وكوبرا.

وأوضح شتيفان فوسفينكل الناطق باسم الشركة أنه من خلال وظيفة التحديث عبر الأثير يتم تحديث وظائف التحكم الصوتي وعرض رسومات جديدة وبيانات على الشاشات، كما تتعلم الأنظمة المساعدة كيفية زيادة كفاءة الشحن وتحسين مدى السير.

وليس من المستغرب أن تتضمن التحديثات حجما كبيرا من البيانات. وأضاف فوسفينكل “قد تستغرق عملية التنزيل والتثبيت ما يصل إلى ست ساعات”. ورغم أن معظم التحديثات يتم طرحها مجانا ولكن الشركات العالمية ترى أن التحديثات عبر الإنترنت قد تمثل نموذجا للأعمال مستقبلا.

وإلى جانب التحديثات يمكن طرح الترقيات، والتي قد توفر للشركات مصادر دخل جديدة بحسب يان بورجارد من شركة الاستشارات الاستراتيجية بيرليس.

ويؤكد المختصون أن هذه الوظيفة قد تقوم بسد الفجوة فيما يعرف باسم “وظائف حسب الطلب”، حيث تأمل الشركات العالمية مستقبلا في تحقيق مبيعات كبيرة حتى للسيارات التي تم بيعها للعملاء بالفعل.

وكانت تقتصر هذه الوظائف في السابق على بعض التقنيات البسيطة مثل سيناريوهات الإضاءة الجديدة أو وظائف الراحة الإضافية أو بعض الألعاب الطريفة، ولكن هذا الاتجاه لا يزال في بدايته.

ويرى أوستبيرغ أنه يمكن الاستفادة من الوظائف حسب الطلب حيث لم يعد العملاء بحاجة لشراء وظيفة درايف بيلوت للقيادة الآلية بسيارة مرسيدس من الفئة أس الفاخرة نظير تكلفة باهظة.

ولكي يتم الحصول على هذا النظام يقول الخبير الألماني إنه يكفي حجزها بشكل مسبق لمدة أيام أو أسابيع قبل الانطلاق في الرحلات الطويلة على الطرق السريعة.

15