التحالف يطلق عملية عسكرية ضد الحوثيين في صنعاء والحديدة

قوات التحالف بقيادة السعودية تحمل الحوثيين "نتائج السلوك العدائي" بعد هجومهم على منشآت أرامكو، وتؤكد أن الضربات الجوية تهدف إلى حماية مصادر الطاقة العالمية.
السبت 2022/03/26
مهاجمة منشآت الطاقة في السعودية تزيد في ارتفاع أسعار النفط

الرياض - ذكرت وسائل إعلام رسمية سعودية أن التحالف الذي تقوده السعودية لقتال الحوثيين في اليمن، بدأ السبت عملية عسكرية لوقف الهجمات على المنشآت النفطية و"حماية مصادر الطاقة العالمية"، في أعقاب هجوم للحوثيين على منشآت تابعة لأرامكو بمدينة جدة.

وأضاف التحالف أنه ينفّذ ضربات جوية في العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، ومدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.

وأكد التحالف على أن هدف العملية العسكرية "حماية مصادر الطاقة العالمية من الهجمات العدائية وضمان سلاسل الإمداد"، مشددا على أن العملية ستستمر حتى تحقق أهدافها.

وأضاف التحالف أن العملية في مراحلها الأولى وأن على الحوثيين في اليمن تحمل "نتائج السلوك العدائي".

ونقل الإعلام الرسمي السعودي عن التحالف قوله "سنتعامل مباشرة مع مصادر التهديد"، ودعا المدنيين إلى عدم الاقتراب من أي موقع أو منشأة نفطية في مدينة الحديدة.

وأعلن الحوثيون في اليمن الجمعة مسؤوليتهم عن سلسلة من الهجمات استهدفت السعودية، ما أسفر عن اندلاع حريق هائل في منشأة نفطية لشركة أرامكو في مدينة جدة.

من جهته قال التحالف بقيادة الرياض في وقت لاحق، إنه تمكن من السيطرة على حريق شب في خزانين لمحطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لأرامكو في جدة إثر هجوم.

وأضاف أنه تم اعتراض وتدمير مسيرتين في أجواء اليمن تم إطلاقهما باتجاه المملكة من منشآت نفطية في الحديدة، مشيرا إلى أنه بعد التعرض لـ16هجوما سيبقى ممارسا لضبط النفس لإنجاح المشاورات.

ويسعى مجلس التعاون الخليجي إلى حث الأطراف المتصارعة في اليمن على الجلوس على طاولة المفاوضات، لوقف إطلاق النار وتفعيل العملية السياسية.

وأكد التحالف أنه سيجنب المواقع المدنية والمنشآت النفطية الأضرار الجانبية، وحذر الحوثيين من التمادي في انتهاكاتهم، واعتبر أن استمرار الأعمال العدائية الحوثية يهدّد الأمن الإقليمي والدولي.

وذكرت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين أن طائرات التحالف الحربية شنت غارات على مدينة الحديدة وأن التحليق لا يزال مستمرا، في حين قال سكان إن الغارات كانت بالقرب من ميناء الحديدة.

وقالت "المسيرة" أيضا إن التحالف استهدف ميناء الصليف ومؤسسة الكهرباء والمنشآت النفطية في الحديدة، فيما قال سكان في صنعاء إن المبنى الإداري لشركة صافر النفطية في جنوب المدينة تعرض للقصف.

ويأتي ذلك، بعدما اعتبر التحالف العربي أن صمت المنظمات عن مهاجمة المدنيين باستخدام مواقع محمية يضعها أمام مسؤولية أخلاقية.

وأدان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "هجمات الحوثيين الإرهابية" على السعودية، بما في ذلك هجوم الجمعة الذي استهدف شركة أرامكو في جدة، وهي بنية تحتية مدنية.

وقال بلينكن "في الوقت الذي يتعين فيه على كل الأطراف أن تركز على خفض التصعيد وتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة لحياة الشعب اليمني قبل شهر رمضان المبارك، يواصل الحوثيون سلوكهم المدمر وهجماتهم الإرهابية المتهورة بضرب بنية تحتية مدنية".

وأضاف بلينكن "سنواصل العمل مع شركائنا السعوديين لتعزيز دفاعاتهم، مع السعي للتوصل إلى نهاية دائمة للصراع وتحسين الحياة وتهيئة المجال لليمنيين لتحديد مستقبلهم بشكل جماعي".

وتوالت الإدانات العربية والدولية للاعتداءات الإرهابية التي نفذتها جماعة الحوثي الجمعة، على مبان مدنية ومنشآت للطاقة في عدة مناطق بالسعودية.

ووصفت الدول والمؤسسات العربية والدولية هذه العملية بـ"الجبانة"، مؤكدة أنها لا تستهدف المدنيين والمناطق المدنية وأمن المملكة فقط وإنما أيضا مصادر إمدادات الطاقة العالمية، الأمر الذي يتطلب تحركا دوليا سريعا للجم تلك الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها.

 وتأتي هجمات الحوثيين في توقيت تسجل فيه أسعار النفط ارتفاعا كبيرا على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في الرابع والعشرين من فبراير، كما أن الإمدادات العالمية تشهد اضطرابات من جراء العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.

وكانت وزارة الخارجية السعودية قد أصدرت الاثنين بيانا، جاء فيه أن المملكة "تعلن أنها لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية، في ظل الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران".

واعتبرت الوزارة أن هذه "الهجمات التخريبية تشكل تهديدا مباشرا لأمن الإمدادات البترولية"، وحضّت المجتمع الدولي على "الوقوف بحزم" ضد هجمات المتمردين التي قد تؤدي إلى "التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها".

والسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم بنحو 7 ملايين برميل يوميا، وثالث أكبر منتج بـ10 ملايين برميل في اليوم بعد كل من الولايات المتحدة وروسيا.

ومنذ بدء الأزمة في أوكرانيا تحض الدول الغربية منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بقيادة السعودية على زيادة إنتاجها.

لكن المملكة لم تلب هذا المطلب، وقررت المضي قدما في تنفيذ تعهدات قطعتها لمجموعة أوبك+ التي تضم روسيا، ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم.