التحالف بين الحلبوسي والخنجر مهدد بالتفكك

الحلبوسي يواجه حملة ممنهجة من قبل خصومه السنة.
الخميس 2023/01/19
هل ينجح الحلبوسي في تجاوز مطبات المرحلة

بغداد - كشفت مصادر سياسية عراقية الأربعاء عن فشل اجتماع لتحالف السيادة لنزع فتيل الخلافات المحتدمة بين أقطابه، والتي تهدد بتفككه.

وكان التكتل السني الذي يضم تحالف العزم بقيادة رجل الأعمال خميس الخنجر وزعيم حزب تقدم محمد الحلبوسي، قد تشكل قبل أشهر برعاية تركية، في خضم الأزمة السياسية التي شهدها العراق العام الماضي عقب الانتخابات التشريعية المبكرة.

ويحمل هذا التحالف بذور انقسامه منذ البداية، ذلك أن الظرفية هي من حتمت آنذاك حصول هذا التلاقي بين الخنجر والحلبوسي، وليس لوجود قواسم مشتركة بين الجانبين.

ويرى مراقبون أن صمود هذا التحالف أمر غير وارد، لاسيما في ظل رغبة الحلبوسي، الذي يتولى أيضا رئاسة البرلمان العراقي، في فرض زعامته على المكون السني وسعي حليفه اللدود الخنجر للنيل منه، مشيرين إلى أن كل طرف يبدو متحفزا للانقضاض على الآخر، لاسيما مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية.

ونقلت وسائل إعلام عراقية عن المصادر قولها “إن اجتماعا عقد بين أقطاب تحالف السيادة في بغداد، بحضور الخنجر والحلبوسي، لتدارك الخلافات التي لم تتركز في ملف ديالى، بل انتقلت إلى محافظات أخرى”.

وأضافت تلك المصادر أن “الاجتماع خرج بتوافق على إجراء جولة محادثات أخرى خلال الأيام المقبلة من أجل حسم الخلافات، خاصة وأن بعض النواب قدموا طلبات تتعلق بملفات مهمة في محافظات تستدعي دعم التحالف”.

الخلافات الجارية بين الحلبوسي والخنجر هي في علاقة أساسا بتعيين محافظين ومسؤولين جدد في المحافظات ذات الأغلبية السنية

والخلافات الجارية بين الحلبوسي والخنجر هي في علاقة أساسا بتعيين محافظين ومسؤولين جدد في المحافظات ذات الأغلبية السنية.

وكانت النائب عن محافظة ديالى ناهدة الدايني حذرت في وقت سابق من تفكك التحالف السني الأكبر في مجلس النواب، بسبب “إهمال” استحقاقات ديالى و”تهميشها” من القيادات والزعامات السنية.

وقالت الدايني في تصريحات صحافية إن “قيادات القوى السنية مطالبة بإيلاء اهتمام لاستحقاقات ديالى السياسية في السلطتين التنفيذية والتشريعية والجوانب الخدمية الأخرى أسوة بمحافظات نينوى والأنبار”.

وأوضحت أن “ملف ديالى يهدد التحالف السني ما لم يلق الاهتمام والخطوات الجادة لمعالجته، وتفادي خلافات وانشقاقات محتملة داخل البيت السني جراء ذلك”، منتقدة “الزعامات السنية والقيادات في بغداد لأنها تركت ديالى وكأنها ليست تابعة لهم، إذ لا يوجد اهتمام بها، لا من قريب أو من بعيد”.

ويرى المراقبون أن تقويض تحالف السيادة لا يخدم حاليا الحلبوسي الذي يواجه حملة ممنهجة من قبل خصومه السنة، وفي مقدمتهم تحالف الأنبار المشكل حديثا، وذلك بدعم ضمني من الإطار التنسيقي.

وكشف القيادي في تحالف الأنبار الموحد الشيخ أركان الطرموز الأربعاء عن وجود خلاف جديد حول المناصب في الأنبار، وأضاف الطرموز أن “الوجود في رئاسة مجلس النواب لا يعطي الحق لأحد بالتحدث نيابة عن المكون السني أو الادعاء بزعامة المكون”.

وأشار القيادي في تحالف الأنبار إلى أن “الخلاف السني كان على ‘المناصب’ وجاء نتيجة التضارب في المصالح، لاسيما في محافظة الأنبار”، متوقعا “اتساع حدة الخلاف وإعلان انشقاق قيادات جديدة من السيادة”.

3