التحالف العربي يلتزم بضبط النفس لإنجاح مبادرة السلام الخليجية

قوات التحالف تعترض وتدمر هدفا جويا حوثيا باتجاه جدة، عقب هجوم استهدف محطة توزيع المنتجات البترولية لأرامكو في نفس المدينة.
الاثنين 2022/03/21
التصعيد الحوثي تأكيد لرفض جهود السلام

الرياض - أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، الذي تقوده السعودية، مساء الأحد أنه سيمارس ضبط النفس لإنجاح الحوار اليمني - اليمني الذي طرحه الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، وذلك ردا على الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي على المملكة.

وأعرب التحالف في بيان له عن دعمه الموقف الخليجي والدولي لإنجاح المشاورات اليمنية، إلا أنه قال إن الميليشيا الحوثية تسعى لإفشاله.

وحذّر التحالف "ميليشيا الحوثي من عدم تكرار أخطائها في تفسير جهود التحالف لإنهاء الأزمة".    

وكان التحالف أعلن مساء الأحد اعتراض وتدمير هدف جوي معاد باتجاه مدينة جدة، وذلك بعد ساعات على استهداف الحوثيين محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لـ"آرامكو" بالمدينة، ومحطة تحلية المياه بالشقيق ومنشأة أرامكو بجازان، ومحطة كهرباء ظهران الجنوب.

وقبل ذلك، أعلن التحالف "وقوع هجوم عدائي استهدف محطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لأرامكو في جدة". وقال إن حريقا محدودا نشب في أحد الخزانات، وتمت السيطرة عليه دون إصابات أو خسائر بشرية.

وأكد التحالف أن "الهجمات الحوثية العدائية تأكيد لرفض جهود السلام وإنهاء معاناة الشعب اليمني".

ويعكس التصعيد الحوثي باتجاه السعودية تأكيدا على خيار العنف للجماعة المدعومة من إيران، وردا على دعوة مجلس التعاون الخليجي للحوثيين إلى المشاركة في مشاورات يمنية – يمنية في العاصمة السعودية الرياض، في محاولة لإيجاد خارطة للسلام وإنهاء الحرب.

وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف في وقت سابق الأحد أن المشاورات اليمنية - اليمنية برعاية مجلس التعاون، التي من المقرر أن تستضيفها الأمانة العامة في الرياض في المدة من التاسع والعشرين من مارس إلى أبريل، هي فرصة لإنهاء الصراع ولتحقيق السلام والاستقرار في اليمن وتوجيه الجهود نحو التنمية.

ونوه الحجرف "بأن المشاورات تمثل منصة يمنية لجميع أبناء الشعب اليمني لإنهاء النزاع بين الأشقاء اليمنيين، للوصول باليمن إلى بر الأمان وتلبية تطلعات الشعب اليمني".

وجاء ذلك خلال لقاء الأمين العام بسفراء دول مجلس التعاون وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية لدى اليمن الأحد، بمقر الأمانة العامة بالرياض، وفقا لوكالة الأنباء السعودية "واس".

وقالت "واس" إنه "جرى خلال اللقاء تسليط الضوء على دعوة مجلس التعاون للمشاورات اليمنية - اليمنية، ضمن جهود دول المجلس المستمرة الهادفة إلى إنهاء الأزمة في اليمن والخروج به إلى مرحلة السلام والوفاق الوطني، الذي يلبي طموحات وتطلعات اليمنيين، إضافة إلى استعادة الاستقرار وضمان ظروف الحياة الكريمة للشعب اليمني".

وخلال اللقاء أوضح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي "أن المشاورات تهدف إلى حث جميع الأطراف اليمنية دون استثناء على القبول بوقف شامل لإطلاق النار، والدخول في مشاورات سلام تحت رعاية الأمم المتحدة بدعم خليجي، لتعزيز مؤسسات الدولة، وتمكينها من أداء واجباتها الدستورية على الأراضي اليمنية، واستعادة الأمن والسلام والاستقرار إلى اليمن".

كما أكد أهمية "وضع آليات مشاورات يمنية - يمنية مستدامة من كل المكونات السياسية والمدنية لتوحيد الجبهة الداخلية، لتحقيق السلام المنشود وعودة الأمن والاستقرار إلى اليمن وفق رؤية يمنية تضع مصلحة اليمن وشعبه كأولوية قصوى وفوق كل اعتبار".

وكان مجلس التعاون الخليجي أعلن الخميس الماضي استضافة مشاورات للأطراف اليمنية في التاسع والعشرين من مارس الجاري في الرياض، بهدف تحقيق وقف إطلاق النار.

ورحبت الرئاسة اليمنية الجمعة بالمشاورات، مشيدة في بيان بـ"الجهود المخلصة لدول الخليج وتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية".

بينما اشترط المتمردون الحوثيون في بيان الخميس "أرضا محايدة" للمشاركة في الحوار الذي يدعو إليه مجلس التعاون الخليجي. وقال مسؤول في "المجلس السياسي الأعلى" لجماعة الحوثيين، أبرز سلطة سياسية لدى المتمردين، إن جماعته ترفض الذهاب إلى الرياض للتحاور.

ولطالما أغلقت ميليشيا الحوثي كل أبواب السلام، في مقابل حرص مجلس التعاون الخليجي على فتح أبواب جديدة لحماية واحتواء مطالب جميع اليمنيين، والتصدي للتعنت الحوثي ذي السيناريوهات المتعددة.

ويشهد اليمن منذ نحو 8 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عربي تقوده السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.