التحالف العربي يفند مزاعم انسحاب القوات السعودية من اليمن

الرياض - نفى التحالف العسكري الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن سحب قواته التي تقاتل المتمردين الحوثيين المدعومين مع إيران، موضحا أن قواته تعيد الانتشار بما يتسق مع استراتيجيته، لكنها لا تنسحب، في وقت أدرج مجلس الأمن الدولي ثلاث قيادات حوثية ضمن القائمة السوداء.
وقال المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي إن "الأنباء المتداولة عن انسحاب قوات من التحالف من اليمن غير صحيحة"، مضيفا أن الأمر يتعلق "بتحرك وإعادة تموضع للقوات بناء على التقييم العملياتي والتكتيكي، وهو أمر معمول به في كافة جيوش العالم".
وجاء النفي بعدما قالت مصادر أمنية يمنية لوكالة رويترز إن الجيش السعودي انسحب من قاعدة عسكرية كبيرة في مديرية البريقة في مدينة عدن الساحلية جنوبي اليمن، ونقل القوات والمعدات والمدفعية الثقيلة. وأضافت المصادر أن بعض القوات والعتاد حُمّلت على متن سفن حربية بميناء عدن، في حين نُقل البعض الآخر جوا من مطار المدينة.
وقال شهود عيان إن أرتالا طويلة من الجيش السعودي شوهدت الثلاثاء متجهة من قاعدة البريقة العسكرية إلى ميناء عدن.
وزار المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ الرياض هذا الأسبوع، مع ضغط واشنطن على السعودية لرفع حصارها عن الموانئ التي تخضع لسيطرة الحوثيين، وهو شرط تضعه الجماعة المتحالفة مع إيران لبدء محادثات لوقف إطلاق النار.
لكن الرياض تريد أولا أسلحة أميركية لمساعدة المملكة على تعزيز أنظمتها الدفاعية، في أعقاب هجمات الحوثيين على أراضيها بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية إيرانية الصنع.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الأسبوع الماضي إن وزارة الخارجية الأميركية وافقت على أول صفقة أسلحة كبيرة للسعودية في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، ببيع 280 صاروخا جو - جو بقيمة تصل إلى 650 مليون دولار.
وتدخّل التحالف بقيادة السعودية في أزمة اليمن في 2015، بعد أن أطاحت قوات الحوثيين بالحكومة المعترف بها دوليا من العاصمة صنعاء وسيطرت على السلطة في عدد من محافظات البلاد.
وقال التحالف فجر الخميس إنه استهدف مواقع للصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ومخازن أسلحة تابعة لجماعة الحوثي في محافظتي صنعاء وصعدة شمالي اليمن.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن المتحدث باسم التحالف قوله إن التحالف "نفذ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية مشروعة في صنعاء وصعدة".
وقال المالكي في سلسلة تغريدات على تويتر إن "الضربات حققت أهدافها لتحييد الهجمات العابرة للحدود ومحاولات استهداف المدنيين والأعيان المدنية". وأوضح أن "اعتداءات الميليشيا العابرة للحدود عبثية ولا نزال نمارس ضبط النفس".
وذكر سكان في صنعاء أنهم سمعوا دوي انفجارات قوية في أنحاء المدينة، وأكدوا أن مقاتلات التحالف استهدفت معسكر الصيانة، شمالي صنعاء، ومنطقة الحفا، جنوبا، بخمس غارات جوية.
وجاء هذا القصف بعد ساعات على إعلان المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع عن استهداف جنوب السعودية، ومعسكر تدريبي غربي محافظة تعز وسط البلاد، ومعسكر آخر بمحافظة مأرب، شرقي البلاد، بسبعة صواريخ باليستية.
ووافق أعضاء مجلس الأمن، وعددهم 15، الأربعاء على إدراج ثلاثة من القادة الحوثيين العسكريين ضمن القائمة السوداء، مما يعرضهم إلى تجميد للأصول في أنحاء العالم وحظر للسفر وحظر أسلحة.
ويتعلق الأمر برئيس هيئة الأركان العامة الذي يقود هجوم الحوثيين على مأرب محمد عبدالكريم الغماري، وقائد قوات الحوثيين التي تشن الهجوم يوسف المداني، فضلا عن صالح مسفر صالح الشاعر، وهو المتهم بمساعدة الحوثيين في الحصول على أسلحة مهربة.
وتشمل العقوبات تجميد أصول القادة الحوثيين الثلاثة ومنعهم من السفر، وهي إجراءات قررتها بالإجماع لجنة العقوبات المُمثّل فيها أعضاء مجلس الأمن.
وقالت البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة، والتي اقترحت معاقبة القادة الثلاثة، إن الحوثيين يسعون من خلال الهجوم على مأرب إلى قطع وصول المساعدات الإنسانية، ويستخدمون أطفالا جنودا في المعركة.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو سبع سنوات، أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 في المئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.