التحالف العربي يعلّق عملياته العسكرية مع انطلاق المشاورات اليمنية - اليمنية

استجابة لدعوة الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني بدءا من الأربعاء وطيلة شهر رمضان.
الأربعاء 2022/03/30
وقف العمليات العسكرية لإنجاح حوار الرياض وصنع السلام في اليمن

الرياض - أعلن التحالف الذي تقوده السعودية مساء الثلاثاء أنّه سيوقف عملياته العسكرية في اليمن اعتبارا من صباح الأربعاء وخلال شهر رمضان، وذلك عشية انطلاق مشاورات للقوى اليمنية في الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي.

والهدنة هي أبرز خطوة في جهود السلام منذ أكثر من ثلاث سنوات، إذ تواجه المجتمع الدولي صعوبة لإنهاء الصراع المستمر منذ سبع سنوات، والذي أودى بحياة عشرات الآلاف وجعل الملايين على شفا المجاعة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن المتحدث باسم التحالف العميد تركي المالكي إعلانه "وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني اعتبارا من الساعة السادسة من صباح الأربعاء 27 مارس"، وذلك "تزامنا مع انطلاق المشاورات اليمنية - اليمنية، وبهدف تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح المشاورات وخلق بيئة إيجابية خلال شهر رمضان المبارك لصناعة السلام في اليمن".

وأوضح أن القرار يأتي "استجابة للدعوة المقدمة من الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف بطلب إيقاف العمليات العسكرية".

وأضاف أنّ "قيادة القوات المشتركة للتحالف ستلتزم بوقف إطلاق النار وستتخذ كافة الخطوات والإجراءات لإنجاح وقف إطلاق النار، وتهيئة الظروف المناسبة وخلق البيئة الإيجابية خلال شهر رمضان المبارك لصنع السلام وإنهاء الأزمة".

والأحد، نشر مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ على تويتر أنه "منخرط مع كافة الأطراف ويواصل جهوده نحو التوصل إلى هدنة خلال رمضان".

وتحاول الأمم المتحدة والولايات المتحدة منذ العام الماضي التوصل إلى هدنة دائمة، لكن الخلافات حول الخطوات تحبط الجهود المبذولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ سبع سنوات، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف ودمرت اليمن.

لكن الحوثيين يريدون من التحالف الذي تقوده السعودية رفع القيود التي يفرضها على الموانئ البحرية ومطار صنعاء أولا، بينما يريد التحالف خطوات متزامنة.

وأعلن الحوثيون السبت هدنة لمدة ثلاثة أيام وعرضوا محادثات سلام شرط أن يوقف السعوديون غاراتهم الجوية والحصار المفروض على اليمن، ويسحبوا "القوات الأجنبية". ولم يعلّق التحالف بعد على الإعلان.

وكثفت الحركة في الشهور الأخيرة هجماتها الصاروخية وبالطائرات المسيّرة على منشآت النفط السعودية، ما تسبب في نشوب حريق هائل في صهاريج تخزين الوقود الجمعة.

وتزايدت التكهنات بشأن اتفاق محتمل لتبادل الأسرى بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

وكان المتمردون أعلنوا مساء الأحد عبر تويتر عن التوصل إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى، فيما أكدت الحكومة اليمنية أن الموضوع لا يزال قيد الدرس.

وناشد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف مساء الثلاثاء قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن وكافة الأطراف اليمنية، إيقاف العمليات العسكرية لإنجاح المشاورات.

وجدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في بيان الدعوة للحوثيين للمشاركة في المشاورات اليمنية.

وقال الحجرف إن ذلك "يأتي انطلاقا من حرص قادة وشعوب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على تحقيق السلام والاستقرار في اليمن"، إضافة إلى "تأكيد الاهتمام البالغ الذي يحظى به اليمن وشعبه الشقيق ضمن المنظومة الخليجية".

وتأتي الدعوة حرصا على تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح المشاورات وخلق بيئية إيجابية خلال شهر رمضان المبارك، لرفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق ولصناعة السلام والأمن والاستقرار في اليمن.

وتنطلق مشاورات للقوى اليمنية في العاصمة السعودية الأربعاء برعاية مجلس التعاون الخليجي، ستستمر حتى السابع من أبريل المقبل، في غياب المتمردين الحوثيين الرافضين للانخراط فيها، مشترطين أن تكون الدولة المستضيفة للمشاورات دولة "محايدة".

ومن المقرر أن تناقش المشاورات ستة محاور، من بينها العسكرية والسياسية والإنسانية والتعافي الاجتماعي.

كما تهدف المشاورات اليمنية - اليمنية إلى فتح ممرات إنسانية وتحقيق الاستقرار.

هذا وكان الأمين العام للمجلس أكد أن دعوة المجلس لعقد المشاورات ليست مبادرة جديدة، وإنما تأكيد على أن الحل بأيدي اليمنيين.

كما دعا جميع أطراف الصراع اليمني للمشاركة في هذه المفاوضات، والدخول في مفاوضات سلام برعاية الأمم المتحدة وبدعم خليجي.

وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أكد خلال اجتماع استثنائي عقده مع قيادات الدولة اليمنية، وضم نائبه ورؤساء البرلمان والحكومة ومجلس الشورى السبت، أن الشعب اليمني لا يمكن أن يقبل بالتجربة الإيرانية، وسيبقى في حالة دفاع مستمر لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ".

وأشار الرئيس هادي إلى أن الاجتماع يأتي في ظل تصعيد كبير تقوم به ميليشيا الحوثي، "في اللحظات التي يقوم الأشقاء في المملكة العربية السعودية ومعها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالدعوة إلى مشاورات يمنية - يمنية لإنهاء الحرب وإرساء السلام واستعادة الدولة".