التحالف العربي يعلق عملياته في اليمن لتهيئة الأجواء للمسار السلمي

الرياض - أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن تعليق عملياته ضد الحوثيين، التزاما بالجهود الأممية لإفساح المجال أمام إيجاد حل سياسي في البلاد.
يأتي ذلك في وقت تقود الأمم المتحدة وواشنطن وعواصم إقليمية، جهودا دبلوماسية كبرى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين أطراف النزاع.
ودوت انفجارات الخميس في العاصمة صنعاء، إلا أن التحالف سارع إلى تأكيد عدم وقوفه خلف أي منها.
وقال المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي، "لم يتم تنفيذ عمليات عسكرية بمحيط صنعاء وأي مدينة يمنية أخرى خلال الفترة الماضية"، مضيفا أنه تقرّر "عدم القيام بأي عملية بهدف تهيئة الأجواء السياسية للمسار السلمي".
وكان وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي وصل إلى الرياض الأربعاء، لإجراء محادثات للدفع نحو ترسيخ الحل السياسي في اليمن.
وتأمل السلطنة التي تقوم بدور وساطة في محادثات وقف إطلاق النار في اليمن بين الرياض وميليشيات الحوثي، في التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، خاصة وأن التحركات الدبلوماسية الأخيرة وجولات المبعوثين الأممي والأميركي إلى مسقط تعكس إصرارا دوليا على إنهاء النزاع.
وفي مؤشّر آخر على إحراز تقدم في جهود السلام، بدأ الحوثيون في إصلاح طرق بالقرب من مطار صنعاء المغلق منذ 2016، في إطار استعدادهم لاحتمال معاودة فتحه.
ويبدو أن الضغوط الأممية والتحركات التي تقوم بها السلطنة حشرت الحوثيين في الزاوية.
وقال مصدران في قطاع الطيران إن الإدارة التابعة للحوثيين انطلقت في أعمال تجديد في مطار صنعاء، باستثناء استقباله لرحلات الأمم المتحدة.
وقال خالد الشايف، مدير مطار صنعاء، في تغريدة على تويتر الأربعاء "التقينا في المطار بالقائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية... لمناقشة جاهزية المرافق والمعدات وهناجر الصيانة الخاصة بالطائرات".
وأضاف أنه التقى بمدير عام شركة النفط اليمنية لمناقشة "جاهزية إدارة تموين الطائرات".
ودعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى رفع القيود عن الموانئ التي تقع تحت سيطرة الحوثيين ومطار صنعاء لتخفيف الأزمة الإنسانية المحتدمة في البلاد، وتضغطان كذلك على الحوثيين للموافقة على وقف لإطلاق النار في عموم البلاد.
وتربط الرياض والحكومة اليمنية المدعومة من السعودية رفع الحصار بالتوصل إلى اتفاق هدنة، وهو شرط يرفضه الحوثيون.
وتصاعدت وتيرة الجهود الدبلوماسية هذا الأسبوع، حيث ذكر مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث على تويتر أن المبعوث أجرى محادثات في إيران مع وزير خارجيتها في زيارة مدتها يومان، هي الثانية له هذا العام إلى الجمهورية الإسلامية.
وأرسلت عُمان، وهي داعم أساسي في المنطقة لجهود السلام في اليمن وتستضيف عددا من المسؤولين الحوثيين، هذا الأسبوع وفدا إلى صنعاء للضغط على المسؤولين الحوثيين بغية التوصل إلى اتفاق سلام، خاصة وأن التجاوزات الحوثية واستمرار تصعيدهم يضعان المجتمع الدولي أمام مسؤولية التحرك بحق الجماعة المتمردة، التي برهنت على عدم نيتها للجنوح إلى الخيارات السلمية لإنهاء الحرب.