التحالفات تقصي إسلاميي الأردن من الهيئة القيادية لاتحاد الطلبة

عمّان - لم تستطع قائمة “أهل الهمة” المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين ترجمة الفوز الذي حققته في انتخابات الجامعة الأردنية إلى إنجاز على أرض الواقع، حيث تم إقصاؤها من المناصب القيادية في الهيئة التنفيذية لاتحاد الطلبة.
ونجح تحالف مكون من كتلة “النشامى” التي تمثل التيار الوطني ومستقلين في احتكار السيطرة على الهيئة التنفيذية للاتحاد، خلال انتخابات داخلية أعلن عن نتائجها الثلاثاء، فيما قاطعت “أهل الهمة” الاستحقاق متهمة جهات نافذة في السلطة بالتدخل في العملية. وجرت في الحادي والعشرين من الشهر الجاري انتخابات مجالس الطلبة، بعد انقطاع لسنوات، وحصلت قائمة “أهل الهمة” على نحو نصف المقاعد، في آل النصف الآخر إلى التيار الوسطي.
ويرى متابعون أنه كان من المنتظر أن يتم إقصاء “أهل الهمة” من الهيئة التنفيذية بفعل التحالف الذي جرى بين الوسطيين، مشيرين إلى أن الاتهامات التي يسوقها الإسلاميون عن تدخلات خارجية لا معنى لها، وأن الهدف منها هو استدعاء خطاب المظلومية وهو نهج دأبت عليه جماعة الإخوان كلما تعرضت لانتكاسة أو هزيمة.
ويشير المتابعون إلى أن ما حصل في انتخابات الهيئة التنفيذية لاتحاد الطلبة من شأنه أن يعزز مخاوف جماعة الإخوان المقبلة على الانتخابات التشريعية في العاشر من سبتمبر والتي تراهن عليها لتحسين تموضعها النيابي لاسيما بعد الإصلاحات التي أدخلت على المنظومة السياسية.
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات في الجامعة الأردنية الثلاثاء عن فوز الطالب نورالدين آل خطاب من قائمة “الوطن” بمنصب رئيس اتحاد الطلبة، فيما فاز الطالب أوس الرحامنة العبادي من قائمة “النشامى” بمنصب نائب الرئيس.
تحالف مكون من كتلة "النشامى" التي تمثل التيار الوطني ومستقلين يحتكر السيطرة على الهيئة التنفيذية لاتحاد الطلبة
وفاز بموقع أمين الصندوق الطالب علي الحوامدة من قائمة “نبض الزراعة”، فيما حصل الطالب أسامة المومني من قائمة “النشامى” على منصب أمين السر. فيما لم تحصل كتلة “أهل الهمة” التي قاطعت الاستحقاق.
وقالت الكتلة المحسوبة على جماعة الإخوان في بيان لها إنه “رغم سعينا الحثيث لإنجاح التجربة الديمقراطية في الجامعة الأردنية من خلال المشاركة الفاعلة في انتخابات اتحاد الطلبة، ورغم حصول كتلة أهل الهمة على أكثر من 50 في المئة من أصوات الطلبة و45 في المئة من عدد المقاعد، إلا أن حجم الضغوط والتدخلات الخارجية التي قادتها إحدى الجهات ذات النفوذ وبإشراف مباشر من شخصيات ذوي سلطات عليا يعملون بها، وتعرض لها أعضاء منتخبون من مختلف التيارات…. أدى إلى إفساد هذه التجربة الحديثة”.
وأشارت الكتلة في بيانها إلى أنها قررت في ضوء الضغوط التي مورست الانضمام إلى عدد من المستقلين الذين أعلنوا مقاطعتهم لانتخابات الهيئة التنفيذية للاتحاد.
ويقول مراقبون إن انتخابات مجالس الطلبة هي بمثابة نموذج مصغر عما سيحدث في الانتخابات التشريعية، حيث من المتوقع أن يعزز حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية لجماعة الإخوان تقدمه في الاستحقاق لكنه لن تكون لديه القدرة عمليا على السيطرة على المجلس النيابي المقبل.
ويلفت المراقبون إلى أن التعديلات التي أدخلت على قانون الانتخابات في فبراير الماضي تحول دون تمكن أي حزب من السيطرة الكلية على المجلس.
ويشير المراقبون إلى أن المرجعيات السياسية العليا في البلاد حريصة على ضمان قدر من التوازن في المشهد، وعدم احتكار أي لون سياسي للمشد سواء كان التشريعي أو الطلابي أو غيرهما، لضمان سيطرتها على مجريات الأمور. وخلال الانتخابات الطلابية بلغ عدد الطلبة المرشحين 685 طالبا وطالبة، من بينهم 416 طالبا و269 طالبة، 92 منهم ترشحوا على مستوى الجامعة، و593 ترشحوا على مستوى الكليات.

وبلغت النسبة العامة للاقتراع 52.52 في المئة، حيث جاءت أعلى نسبة اقتراع في كلية علوم التأهيل بنسبة 71.25 في المئة، فيما كانت أقل نسبة اقتراع في كلية العلوم التربوية بنسبة 32.97 في المئة.
ودعا رئيس الجامعة الأردنية نذير عبيدات أعضاء اتحاد طلبة الجامعة الجديد إلى أن يعكسوا ما حققته الجامعة الأردنية من إنجازات تاريخية على مقاييس التصنيف التي جعلت منها واحدة من أبرز الجامعات العربية والعالمية.
وأوصى الطلبة بأن يكونوا “شجعانا في الذود عن قضاياهم وأن يحافظوا على منجزات الجامعة وأن يستلهموا من ذكرى الاستقلال الدروس والعبر الرامية إلى بناء الأوطان وتطوير المجتمعات ونمائها وازدهارها”.
وحثّ عبيدات الطلبة خلال مراسم أداء الأعضاء الجدد “القسم القانوني” مساء الاثنين، وأن يكونوا فرسانا جددا من فرسان الاستقلال ينقلون فرح وقضايا زملائهم إلى مجالس الحاكمية في الجامعة، مؤكدا دعمه الشخصي لتذليل العقبات والصعاب إن وجدت أمام تواصلهم مع مختلف عمادات ودوائر الجامعة.
وأعرب عن فخره بمدى الوعي والالتزام الذي أظهره طلبة الأردنية خلال فترة الترشح والحملات الانتخابية ويوم الاقتراع، مشيرا إلى أن الانتخابات كانت على مستوى تطلعات وطموحات الجامعة الهادفة إلى تعميق جذور الديمقراطية الحقيقية التي تركز على التنوع وإعطاء الفرص للطلبة للتدرب على التعبير عن آرائهم وقبول الرأي والرأي الآخر.
وشدّد عبيدات على أن الجامعة تقف على مسافة واحدة من جميع الطلبة، وتحرص على تكريم طلبتها على إنجازاتهم وتفوقهم، وأن توفر لهم البيئة الديمقراطية والأجواء الانتخابية اللازمة، في الوقت الذي لن تتوانى فيه عن اتخاذ الإجراء المناسب بحق كل من أخلّ بالتعليمات والأنظمة المعمول بها.