التجربة المغربية في مجال الدعم المباشر للسكن تحظى باهتمام المنتدى الحضري العالمي

تعتبر التجربة المغربية في دعم السكن رائدة، بفضل النتائج الملموسة التي حققتها على الأرض، وهو ما جعلها محل اهتمام من قبل المنتدى الحضري العالمي الذي تختتم أشغاله الجمعة في العاصمة المصرية القاهرة.
القاهرة - شهدت أشغال الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي، التي ينظمها برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الهابيتات) بالقاهرة خلال الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر الجاري، تسليط الضوء على التجربة المغربية في مجال الدعم المباشر للسكن ومساهمة ودور هيئة الموثقين فيها.
وللمغرب برنامج رائد في “دعم السكن”، وإلى غاية الخامس من نوفمبر الجاري، بلغ عدد طلبات دعم السكن في المملكة 113.081، استفاد منها 28.458، منها 26 في المئة من المستفيدين هم من مغاربة الخارج و37 في المئة في المائة هم شباب أقل من 35.
وقدرت قيمة المساكن التي تم اقتناؤها 11,4 مليارات درهم كانت مساهمة الدولة فيها 2,3 مليارات درهم، أي بنسبة 20 في المئة من القيمة الإجمالية للمساكن”.
وقال الكاتب العام للمجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب، محمد رشيد التدلاوي، على هامش مشاركته في جلسة نقاشية حول “السكن للجميع، كيفية تدبير الولوج للسكن في عالم متغير”، إنه أبرز بهذه المناسبة التجربة المغربية في مجال السكن ولاسيما من خلال رقمنة برنامج الدعم المباشر للسكن.
وأوضح التدلاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تكاثف جهود جميع المتدخلين من أجل إنجاح هذه الورش أمر حيوي، مشيرا إلى الدور الهام الذي تضطلع به هيئة الموثقين بالمغرب في مواكبة ودعم المواطنين المستفيدين من برنامج الدعم المباشر للسكن.
وكانت الحكومة المغربية تعهدت بمواصلة برامج دعم الولوج إلى السكن، خلال برنامج عمل سنة 2025؛ عبر تحسين مستمر لنجاعة البرنامج وتعزيز التواصل مع المواطنين الراغبين في الاستفادة من البرنامج بتنظيم معارض جهوية مخصصة.
وأوضح التدلاوي أنه في إطار التحضيرات النهائية التي تسبق تنفيذ برنامج المساعدة السكنية المباشرة الذي دخل حيز التنفيذ في 1 يناير 2024، تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة والمجلس الوطني لهيئة الموثقين تروم ضمان مرافقة ودعم المواطنين من قبل الموثقين، في جميع أنحاء المملكة، وذلك طوال عملية منح الدعم السكني المباشر (2024-2028).
وأضاف أن هذه الشراكة تشكل خطوة هامة في إطار تفعيل هذه الورش التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي ستمكن من تعزيز دعم طلب الطبقات الاجتماعية المستهدفة للحصول على السكن اللائق.
وأشار الكاتب العام للمجلس الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب إلى أنه سلط الضوء خلال الحلقة النقاشية على التجربة المغربية في مجال توثيق السكن والتي تعد تجربة رائدة يمكن استلهامها بفضل رقمنة جميع مراحل هذه العملية. وأوضح في هذا السياق أن جميع الإجراءات الخاصة بعملية التوثيق تخضع لنظام الرقمنة لتسهيل العمليات وذلك من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.
كما تطرق التدلاوي إلى أهمية ودور منصة “توثيق” وهي منصة رقمية خاصة بالموثقين المغاربة تهدف إلى الربط بين الأنظمة المعلوماتية لجميع المتدخلين من موثقين وإدارات ومصالح عمومية بهدف تبسيط الإجراءات وتقليل تكاليفها وآجالها وكذا تحسين إدارة الدراسات التوثيقية.
وأبرز أنه لمس لدى المشاركين في هذا اللقاء تقديرا وتنويها بالتجربة المغربية في مجال رقمنة الإجراءات والمساطر الخاصة بالولوج إلى السكن ولاسيما في إطار برنامج الدعم المباشر للسكن.
وشكلت هذه الحلقة النقاشية فرصة لاستعراض الخطوات الهامة التي اتخذها المغرب لإرساء أسس مجتمع أكثر استدامة وشمولا حيث يكون السكن اللائق في متناول الجميع، ومناسبة لتبادل تجربة رقمنة برنامج الدعم المباشر للسكن.
ويشارك المغرب في المنتدى الحضري العالمي بوفد يضم ممثلين عن عدد من الوزارات والمؤسسات العمومية والهيئات المنتخبة والهيئات المهنية، من بينها على الخصوص وزارات إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة والداخلية والاقتصاد والمالية وصندوق الإيداع والتدبير ومجموعة العمران، والوكالات الحضرية.