التبخير بالليزر أكثر علاجات البروستاتا سلامة

تتسبب الجراحة وطرق العلاج التقليدية في الكثير من المضاعفات لمن يعانون من تضخم البروستاتا، وعلاوة على ذلك يظل أغلبهم في حاجة ماسة إلى فترات نقاهة طويلة. كان التدخل الجراحي التقليدي وما يُسبّبه من تأثيرات الحل الوحيد للعلاج قبل ابتكار طريقة التبخير بالليزر التي يرى فيها الجراحون والأخصائيون فرصة ذهبية لتجاوز العقبات.
برلين – يعد التبخير بالليزر أحدث طفرة في علاج تضخم البروستاتا، ويمثل أملا جديدا للكثيرين، خاصة لمرضى القلب والكبد وسيولة الدم؛ لأن الطرق الكلاسيكية -كالجراحة المفتوحة والمناظير التقليدية- تشكل خطرا كبيرا عليهم.
وأكد باحث في كلية الجراحين الملكية بإنكلترا أن عملية التبخير بالليزر آمنة تماما، ويتم إجراؤها في أقل من ساعة، ويمكن للمريض الخروج من المستشفى معافى بعد 24 ساعة والعودة إلى ممارسة أعماله اليومية سريعا.
يوضح تقرير نشر في موقع بروميير هيلث كيير الألماني، تفاصيل عملية “التبخير الانتقائي للبروستاتا باستخدام أشعة الليزر”. وأفاد التقرير بأنه يتم استخدام الليزر ذي الطاقة العالية لتبخير الأنسجة الزائدة في البروستاتا بشكل انتقائي، وهو إجراء يحتاج إلى تدخل جراحي أقل من القطع التنظيري ولكنه أكثر فاعلية من جراحات البروستاتا الأخرى.
يقوم الجراح أثناء تلك العملية بتثبيت جهاز يحتوي على ألياف ضوئية إلى البروستاتا عن طريق أنبوب يمر من الإحليل. ويصدر الجهاز نبضات عالية الكثافة من الضوء، يقوم الجراح بتوجيهها إلى الأنسجة المراد التخلص منها، مما يؤدي إلى “ذوبان” هذه الأنسجة وتبخرها، فيتم بذلك التخلص تماما من الأنسجة المتضخمة.
تُسهِم عمليات الليزر في فقدان دم أقل ومضاعفات أقل خطورة مقارنة ببقية الطرق الكلاسيكية، ويحتاج المريض بعدها إلى وقت أقصر للتعافي. وفضلا عن كل ذلك، تشير الدراسات إلى أن هذه العمليات تكافئ الطرق الكلاسيكية من حيث الفاعلية.
ويؤكد الأطباء أن عددا قليلا للغاية من المرضى قد يحتاجون إلى إجراء عملية جراحية أخرى في البروستاتا بعد الخضوع لعملية ليزر الضوء الأخضر.
ومن بين الجراحات المشابهة التي يتم اعتمادها في علاج البروستاتا بالليزر، توجد جراحة الاجتثات بليزر الهوليميوم، وهي في الأساس مطابقة لجراحة ليزر الضوء الأخضر ولا تختلف عنها إلا على مستوى نوعية الليزر المستخدم لتبخير الأنسجة، وتوجد أيضا جراحة الاستئصال بليزر الثوليوم، وفيهما يتم القطع بواسطة الليزر بدلا من تبخير الأنسجة الزائدة.
التبخير بالليزر يجرى في أقل من ساعة ويمكن للمريض الخروج من المستشفى معافى بعد 24 ساعة واستئناف نشاطه سريعا
أوضح استشاري جراحة المسالك البولية في المعهد القومي للكلى بالقاهرة، الدكتور خالد حبيب، أنه يتم فصل الجزء المتضخم من البروستاتا كاملا عن طريق التبخير بليزر الثوليوم دون حدوث أي نزيف، ثم يُستَخرَج عن طريق جهاز “المورسيلاتور”، مما يضمن إزالة الجزء المتضخم بنسبة 100 بالمئة، ولذلك تختفي جميع الأعراض ولا يحتاج المريض إلى إجراء العملية مرة أخرى.
يعتبر التضخم في حجم البروستاتا غير سرطاني ويعرف بتضخم البروستاتا الحميد. ويؤكد الأطباء على أن التضخم لا يكون بالضرورة خبيثا، إلا أن بقاءه مضر ويتطلب إجراء فحوص لدرء الخطر، وكلما كان اكتشاف المرض مبكرا زادت فرص الشفاء منه.
كما أظهرت الأبحاث أن معاناة المريض من تضخم البروستاتا لا تعني بالضرورة زيادة مخاطر إصابته بسرطان البروستاتا. وتعد البروستاتا غدة ذكرية تناسلية. وهذه الغدة مسؤولة عن إفراز السائل المنوي. وكأي عضو من أعضاء الجسم قد تتعرض هذه الغدة للإصابة.
يتعرض الكثير من الرجال إلى احتمال الإصابة بتضخم البروستاتا، خاصة أولئك الذين تجاوزوا سن الخمسين.
وبينت الأبحاث أن تضخم البروستاتا يسبب ضغطا على المثانة والإحليل، وهو ما يؤدي إلى الإحساس بالألم عند التبول. ولا يتم اللجوء إلى الجراحة إلا في الحالات التي يعاني فيها المريض من آلام وأعراض متوسطة إلى شديدة عند التبول لا يمكن علاجها بالأدوية فقط.
وتتمثل أعراض تضخم البروستاتا في مشاكل التبول كضُعف اندفاع البول وتكرار التبول أثناء النهار والليل والحاجة الملحة إليه، والشعور بآلام أثناء التبول والإحساس بأوجاع في منطقة الحوض، ومن الممكن أن يصل الأمر إلى حد ظهور مرض السلس البولي.
لذا أكد الدكتور حبيب على أهمية إجراء فحوصات منتظمة بدءا من سن الخمسين، مع ضرورة استشارة أخصائي مسالك بولية فور ملاحظة الأعراض سالفة الذكر للخضوع للعلاج في الوقت المناسب.
وفي أغلب الأحيان يتم علاج تضخم البروستاتا بالأدوية، ولكن في حال حدوث مضاعفات كتكوّن حصوات المثانة والالتهابات المتكررة والاحتباس البولي لا يكون هناك بديل عن التدخل الجراحي.
تجدر الإشارة إلى أن اختبار قياس معدل الدفاع المناعي الشخصي “مضاد البروستاتا المحدد” (بي.أس.أي) هو أحد الفحوص الطبية التي يتوجب على الرجال القيام بها بانتظام للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، لكن الخبراء يختلفون بشأن جدوى الاعتماد عليه ويقولون إن فحص الأنسجة أكثر دقّة.
وكشف موقع دويتشه فيله الألماني أنه في مستشفى هايدلبيرغ الجامعي يتم اللجوء إلى أمرين في آن واحد: التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير بالموجات فوق الصوتية. وقبل فحص عينات الأنسجة، يتم دمج الصورتين معاً ما يسمح لطبيب المسالك البولية بمعاينة البروستاتا بشكل أدقّ.