البيت العربي يتوج عقده الثاني كشخصية العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب

مؤسسة البيت العربي تؤدي دورا رئيسيا في تعزيز العلاقات الثقافية بين إسبانيا والدول العربية عبر أنشطتها المختلفة.
السبت 2024/04/27
مؤسسة تقدم الثقافة العربية إلى إسبانيا ودول العالم

أبوظبي - أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها الـ18، التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، عن فوز مؤسسة “البيت العربي” في إسبانيا بلقب فئة شخصية العام الثقافية، تقديرا لإنجازات المؤسسة، بوصفها جسرا يصل بين الثقافتين العربية والإسبانية، والتعريف بالثقافة واللغة العربيتين في أوروبا ودول أميركا اللاتينية.

وقرر مجلس أمناء الجائزة وهيئتها العلمية بالإجماع منح مؤسسة البيت العربي لقب “شخصية العام الثقافية” لهذا العام، استنادا إلى المساهمة الفاعلة للمؤسسة في بناء حوار بين الحضارات عبر استضافة العديد من الأدباء والفنانين والمفكرين العرب، والتعاون مع المستعربين الإسبان لهذا الغرض، في سياق يقوم على الإيمان بالتسامح واحترام التنوع الثقافي.

وقال محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي “لجائزة الشيخ زايد للكتاب دور محوري في تعزيز تبادل الأفكار بين الحضارات في أنحاء العالم، وهي مهمة نتشاركها مع مؤسسة البيت العربي، شخصية العام الثقافية، التي تؤدي دورا مهما في تقريب المسافات بين الثقافات والشعوب، فضلا عن كونها مركزا مميزا لاحتضان الأدب والثقافة والفكر، ما يسمح بإنتاج مساحة أكبر من المعرفة المتبادلة بين إسبانيا والعالم العربي”.

جائزة "شخصية العام الثقافية"
جائزة "شخصية العام الثقافية"

وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب “تهدف جائزة الشيخ زايد للكتاب إلى تكريم الممارسات العالمية الرائدة في المجال الثقافي والإبداعي، وتعزيز القيم المشتركة والتسامح بين الشعوب، وأود أن أبارك لمؤسسة البيت العربي تكريمها عن فئة شخصية العام الثقافية، لما تبذله من جهود كبيرة في إثراء المشهد الثقافي على المستوى العالمي”.

وأكد أن مؤسسة البيت العربي تؤدي دورا رئيسيا في تعزيز العلاقات الثقافية بين إسبانيا والدول العربية، عبر أنشطتها الاجتماعية والثقافية والتعليمية والاقتصادية، فضلا عن مساهمتها في تعزيز الوعي بالتنوع الثقافي للعالم العربي من خلال مبادراتها ومشاريعها وبرامجها.

وأوضح أن مؤسسة البيت العربي أُسست لتكون مركزا لتعليم اللغة العربية منذ 16 عاما، لتتطور بعد ذلك وتُصبح مرجعا وطنيا لتدريس اللغة العربية التي تُعد ركيزة أساسية لأنشطته، للتعريف بالتراث العربي العريق، وإرث الثقافة الأندلسية وتأثيرها الحضاري.

وتُعد مؤسسة البيت العربي نقطة التقاء للحوار والتفاعل، وتهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية دور الثقافة الإسلامية والعربية، فضلا عن جهودها في فتح آفاق التعاون والتفاعل بين المهتمين من المثقفين والأدباء والكُتاب والمترجمين والفنانين والطلاب من مختلف الثقافات، من خلال تعزيز العلاقات وتوجيه الحوار بين الثقافات، وبناء جسور حضارية بين الأمم.

وتتسع مكانة مؤسسة البيت العربي لتصبح مركزا إستراتيجيا لعلاقات إسبانيا مع العالم العربي، ونقطة التقاء للأفراد والمؤسسات الخاصة والعامة من عالم الأعمال والتعليم والأوساط الأكاديمية والثقافية.

وتمتاز المؤسسة بحضور فاعل وإستراتيجي في العالم الرقمي، ما أسهم في تعزيز فاعلية أنشطتها ونطاق انتشارها من خلال الممارسات التكنولوجية المبتكرة، والحضور القوي والنشط على مواقع التواصل الاجتماعي.

خخ

وتؤدي مؤسسة البيت العربي دورا مهما في تقديم الثقافة العربية إلى إسبانيا ودول العالم، بكل ما تحمله من مكونات ثرية من الفن والآداب والهندسة المعمارية والرياضة والإبداعات الثقافية، مع التركيز على اللغة العربية وإبراز جمالياتها وتعليمها

لغير الناطقين بها؛ لأن اللغة الأداة الأولى لتقريب المسافات بين الشعوب. ويسلط برنامج مؤسسة البيت العربي الثقافي الضوء على قيمة التراث التاريخي العربي والإسلامي، والأفق المعرفي والإنساني.

ويسعى البيت العربي بمقريه الرئيسيين في مدريد وقرطبة منذ تأسيسه في يوليو 2006 إلى تعزيز مجموعة العلاقات الواسعة مع الدول العربية والإسلامية، وإجراء دراسات مرجعية حول واقع هذه البلدان وتاريخها، كما يحرص على إنجاز مهمة متبادلة من خلال نشر المعرفة عن الواقع العربي والإسلامي في السياق الأوروبي والغربي والعكس بالعكس.

ساهمت في بعث المؤسسة وزارة الخارجية الإسبانية وحكومتا إقليم مدريد وأندلسيا، أما المبادرة الحقيقية فكانت من السفير الليبي آنذاك نوري بيت المال باعتباره عميد السفراء العرب.

وتقدم نوري بيت المال لذوي الشأن في الحكومة الإسبانية باقتراح لإنشاء مشروع مشابه يعنى بتوطيد العلاقات الثقافية بين العرب والإسبان، وقبل اقتراحه في ديسمبر 2005 حيث أعطى مجلس الوزراء الإسباني الإذن بتوقيع اتفاقية لبعث مؤسسة البيت العربي ومعهد الدراسات العربية والعالم الإسلامي التابع لها، وتم تأسيس

المشروعين رسميا ونهائيا في شهر يوليو 2006، ودشن البيت العربي بحضور الملك خوان كارلوس ووزير الخارجية آنذاك ميغال أنخل موراتينوس.

وتعود أسباب بعث البيت العربي إلى أهمية المنطقة العربية والإسلامية للعلاقات الدولية والدور البارز الذي يؤديه هذا الجزء من العالم في السياسة الإسبانية الخارجية. هذا بالإضافة إلى القرب الجغرافي، والصلات التاريخية، ووجود عدد كبير من المهاجرين العرب في إسبانيا، ولأن إسبانيا الجسر الرابط بين العالم العربي وأوروبا فقد جاءت المؤسسة لتساهم في إثراء المعرفة وتطبيع التبادل المباشر بين الضفتين.

وجاء تأسيس البيت العربي لتحقيق غايات مختلفة، منها تشجيع البحث العلمي والثقافي لتقديم صورة الإسلام الحقيقية للإسبان بصفة خاصة والغرب بصفة عامة، وتنقية الإسلام مما لحق به من تشويهات متعمدة أساءت إلى العرب والمسلمين. يأتي هذا في إطار التقارب والحوار الإيجابي بين الشرق والغرب، والحضارتين العربية – الإسلامية والأوروبية.

يُذكر أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تمنح جائزة “شخصية العام الثقافية” كل عام لمؤسسة أو شخصية اعتبارية بارزة على المستوى العربي أو الدولي، لما تتميز به من إسهام واضح في إثراء الثقافة العربية إبداعا أو فكرا، على أن تتجسد في أعمالها أو نشاطاتها قيم الأصالة والتسامح والتعايش السلمي.

وتكرم جائزة الشيخ زايد للكتاب الفائزين بدورتها الحالية خلال حفل تكريم ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، بالتزامن مع فعاليات النسخة الثالثة والثلاثين من معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

12