البوكر في دورة استثنائية والجميع ينتظر الفائز

جائزة البوكر العربية تسعى إلى مكافأة التميز في الرواية العربية والترويج لها عالميا وستعلن في دورتها الـ13 عن الرواية الفائزة عبر بث فيديو على موقع الجائزة.
الثلاثاء 2020/04/14
الجائزة ساهمت في تحريك المشهد الثقافي

أبوظبي- أحمد النعيمي- شارك 1781 كاتبا وكاتبة من 24 بلدا في الدورات الـ13 المتعاقبة للجائزة العالمية للرواية العربية منذ تأسيسها في عام 2008 إلى عام 2020، ما أسهم في إثراء المشهد الثقافي العربي والعالمي عبر الكشف عن أسماء ومواهب جديدة لتصبح من أهمّ الجوائز الأدبية المرموقة في العالم العربي التي تحظى بترقب وشغف الجميع لمتابعة الجائزة كل عام.

وتشهد الدورة الـ13 للجائزة العالمية للرواية العربية 2020 الإعلان عن الرواية الفائزة الثلاثاء إلكترونيا عبر بث فيديو على موقع الجائزة، وذلك نتيجة الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم والتي تتطلب الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية حفاظا على الصحة والسلامة العامة في المجتمعات.

ونستعرض في التقرير التالي تطور الجائزة منذ تأسيسها، كونها ساهمت في تحريك المشهد الثقافي وأعطت له دينامية وحيوية حيث ازداد الاهتمام بالرواية قراءة وكتابة إضافة إلى تعزيز حضور الرواية العربية والحفاظ على هذا النهج الأدبي في المجتمع واكتشاف المواهب الجديدة في هذا الإطار.

إعلان الجائزة العالمية للرواية العربية عن قائمتيها الطويلة ثم القصيرة أصبح موسما عربيا لقراءة هذه الروايات

وأصبح إعلان الجائزة العالمية للرواية العربية عن قائمتيها الطويلة ثم القصيرة موسما عربيا لقراءة هذه الروايات وإبداء الرأي فيها ثم المفاضلة في ما بينها ريثما يُعلن عن الرواية الفائزة، فيما تحظى الروايات الفائزة التي تصل إلى القائمتين الطويلة والقصيرة بنسبة قراءة عالية وتوزيع على نطاق واسع في معارض الكتب والمكتبات من المحيط إلى الخليج ويتداولها القراء والنقاد.

وتسعى الجائزة العالمية للرواية العربية إلى مكافأة التميز في الرواية العربية والترويج لها عالميا حيث ترجمت الروايات التي وصلت إلى قوائمها إلى ثلاثين لغة عالمية من الإنجليزية إلى الألمانية إلى الإيسلندية إلى الكورية واليونانية، حيث تهدف الجائزة إلى مكافأة التميز في الأدب العربي المعاصر ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالميا من خلال ترجمة الروايات الفائزة.

وحققت الروايات الفائزة نجاحا كبيرا حيث ترجمت إلى لغات عديدة منها على سبيل المثال رواية “دروز بلغراد” لربيع جابر “الفائزة عام 2012” التي صدرت في تسع لغات عالمية و“فرانكشتاين في بغداد” لأحمد سعداوي التي ترجمت إلى 23 لغة ووصلت نسختها الإنجليزية إلى القائمة القصيرة لجائزة المان بوكر العالمية.

كما فاز عدد من هذه الترجمات بجوائز في بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها من البلدان، آخر هذه الجوائز هي جائزة معهد العالم العربي في باريس لأفضل رواية عربية مترجمة للفرنسية لسنة 2019 التي مُنحت للنسخة الفرنسية لرواية “في غرفة العنكبوت” لمحمد عبدالنبي “القائمة القصيرة عام 2017”.. فيما تدعم الجائزة مشاركة الكتاب الفائزين في مهرجانات ومعارض كتب مؤتمرات دولية ما يسهم في الترويج لأعمالهم وتوسيع دائرة قرائهم.

وواجهت الجائزة تحديات مختلفة شأن كل الجوائز الأدبية الكبيرة حيث يثير إعلان نتائجها جدلا في الأوساط الثقافية وهو أمر طبيعي، نظرا إلى أهميتها كونه يتمحور حــــول الروايات وعناصرها الفنية وليست حول انتماءات الكتاب أو المحكمين الجغرافية.

وفي الدورة الحالية للجائزة واجهت ظروفا استثنائية، لذا قررت إلغاء الاحتفالية التي تقام سنويا في أبوظبي وتأجيل الاحتفاء بالرواية الفائزة وكاتبها أو كاتبتها في الإمارات إلى وقت لاحق حيث يجري الإعلان عن الرواية الفائزة إلكترونيا.. وتسعى الجائزة إلى الترويج لروايات القائمة القصيرة والرواية الفائزة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فيما تتوفر أفلام عن الكتّاب الستة على قناة اليوتيوب الخاصة بالجائزة بالإضافة إلى مقتطفات من رواياتهم بالعربية والإنجليزية على الموقع.

وتعد الجائزة العالمية للرواية العربية أهم جائزة للرواية في العالم العربي كونها كسبت ثقة القراء والنقاد والناشرين العرب والأجانب وتدل القارئ إلى أعمال عربية جديدة ومتميزة سواء للكتاب المخضرمين أو الشباب فالجائزة تُمنح للنصوص وليس للكتّاب.

تعد الجائزة العالمية للرواية العربية أهم جائزة للرواية في العالم العربي
تعد الجائزة العالمية للرواية العربية أهم جائزة للرواية في العالم العربي

ومن مبادرات الجائزة أيضا عقد ورشة إبداع للكتاب الشباب الموهوبين سنويا في الإمارات وتم عقدها أيضا في الأردن وسلطنة عمان شارك فيها كتاب شباب من بلدان عربية مختلفة فيما يشهد المشاركون السابقون بأن تجربتهم في الورشة كانت مشجعة ومحفزة وفعالة في تطوير مهاراتهم الأدبية.

وتضمنت القائمة القصيرة للروايات المرشحة لنيل الجائزة في دورتها الـ13 هذا العام ست روايات تم اختيارها من بين 16 رواية دخلت القائمة الطويلة وهي صادرة باللغة العربية بين يونيو 2018 ويوليو 2019، فيما تهدف الجائزة إلى مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالميا من خلال ترجمة الروايات الفائزة والتي وصلت إلى القائمة القصيرة إلى لغات رئيسية أخرى ونشرها.

وضمت القائمة روايتين جزائريتين هما “الديوان الإسبرطي” لعبدالوهاب عيساوي و“حطب سراييفو” لسعيد خطيبي، وروايات “ملك الهند” للبناني جبور الدويهي و“الحي الروسي” للسوري خليل الرز و“فردقان” للمصري يوسف زيدان و“التانكي” للعراقية عالية ممدوح.

وتدار الجائزة بالشراكة مع مؤسسة جائزة “بوكر” في لندن وبدعم من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي وبالرغم من أن كثيرا ما يتم الإشارة إلى الجائزة العالمية للرواية العربية بوصفها “جائزة البوكر العربية”، إلا أن هذا ليس بتشجيع أو تأييد من الجائزة العالمية للرواية العربية أو من مؤسسة جائزة البوكر وهما مؤسستان منفصلتان ومستقلتان تماما، والجائزة العالمية للرواية العربية ليست لها أي علاقة بجائزة بوكر.

جدير بالذكر أن الكتّاب المرشحين يتنافسون للفوز بالجائزة الكبرى والبالغة قيمتها 50 ألف دولار فيما يحصل كل كاتب وصل إلى القائمة القصيرة على مبلغ 10 آلاف دولار وذلك خلال الإعلان عن الرواية الفائزة إلكترونيا في 14 أبريل بأبوظبي.

15