البنتاغون يرى "تحسنا ضئيلا" في أمن أفغانستان

تقرير للبنتاغون يكشف أن التصريحات المتفائلة حول تحسّن الوضع الأمني في أفغانستان لا تتفق والواقع.
الأربعاء 2018/05/23
لا حواجز أمام التفجيرات

واشنطن – كشف تقرير رسمي نشرته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن التصريحات المتفائلة حول تحسّن الوضع الأمني في أفغانستان لا تتفق والواقع، إذ أن الوضع الميداني يظهر “مؤشرات قليلة جدا” لحصول تقدم على الصعيد الأمني بعد 17 عاما من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لهذا البلد.

وأوضح التقرير الفصلي الذي أعدّه المفتش العام للبنتاغون حول العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان خلال الربع الأول من العام الجاري أنه في الوقت الذي لا تنفك فيه وزارة الدفاع الأميركية تردد، يوما تلو الآخر، أن الوضع الأمني يتحسّن في أفغانستان، فإن الواقع يظهر أن حركة طالبان ما زالت تشن هجمات تحصد ضحايا مدنيين.

وقال التقرير “خلال هذا الفصل، أكد المسؤولون الأميركيون أن طالبان لا تحقق أهدافها وأن مجرى الأحداث يتحوّل لمصلحة الجيش الأفغاني، لكن البيانات المتوافرة تظهر تحسنا ضئيلا”.

وكان القائد العام للقوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جون نيكولسون قال في نوفمبر الماضي، إن الجيش الأفغاني “اجتاز المنعطف” في هذه الحرب، الأطول على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة، متوقعا أن تتمكن القوات الحكومية في غضون عامين من توسيع نطاق سيطرتها لتشمل مناطق يقطنها 80 بالمئة من السكان مقابل 64 بالمئة اليوم.

لكن المفتش العام لوزارة الدفاع الأميركية قال في تقريره إنه لم يجد سوى “تغير إيجابي ضئيل” في الربع الأول من العام الجاري إذ ارتفعت نسبة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية أو نفوذها إلى 65 بالمئة، أي أن الزيادة مقدارها 1 بالمئة فقط.

وفي الفترة ذاتها انخفض عدد القوات الأفغانية من 331 ألفا و708 عناصر إلى 313 ألفا و728 عنصرا، وهو رقم يقل بنسبة 11 بالمئة عن العدد اللازم والبالغ 352 ألف عنصر. واعتبر المفتش العام في تقريره أن هذا الانخفاض في العدد “يجدد المخاوف” بشأن عمليات التجنيد في القوات الأفغانية وقدرتها على الاحتفاظ بعناصرها ومعدلات الإصابة في صفوفها و”الفعالية الشاملة” لهذه القوات.

ولفت التقرير إلى أن بيانات بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان تظهر أن عدد الضحايا المدنيين في الربع الأول من العام الجاري مماثل لعددهم في الفصل الأول من العام 2017 وأيضا من العام 2016.

وخلص التقرير إلى أن هذه البيانات “تظهر أنه حتى وإن قالت القوات الأميركية إن الجيش الأفغاني يتحسن وينتقل إلى الهجوم ضد طالبان فإن الشعب الأفغاني قد لا يشعر بتحسن الوضع الأمني”.

والاثنين دعت حركة طالبان سكان كابول إلى تجنب المراكز العسكرية في المدينة التي تشهد إجراءات أمنية مشددة فيما أعلنت أنها تخطط لشن المزيد من الهجمات في العاصمة حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر للنزاع بين السلطات والمتمردين.

وقدرة الحركة المتطرفة على ضرب قلب العاصمة رغم تكثيف عمليات التفتيش التي تجريها الشرطة قد سلطت الأضواء على الثغرات الأمنية والاستخباراتية في هذا البلد في وقت يزداد فيه الضغط على حكومة الرئيس أشرف غني لحماية المدنيين.

5