البطريرك بطرس الراعي: نريد رئيسا ينهض بلبنان

بيروت – قال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الأحد إن لبنان بحاجة إلى رئيس لإنقاذه، في تصريحات قال مراقبون إنها رسالة غير مباشرة للرئيس ميشال عون الذي تشارف ولايته على نهايتها دون إنجاز يذكر.
وذكرت مصادر لبنانية أن تصريحات الراعي قد تؤثر على توجهات الناخبين في الانتخابات البرلمانية المقبلة، في الوقت الذي يعاني فيه التيار الوطني الحر، الذي أسسه عون، تراجعا في شعبيته داخل بيئته المسيحية.
وتمت تزكية عون رئيسا للجمهورية بناء على النتائج التي حققها التيار الوطني الحر في انتخابات 2018، إذ استطاع تأمين تزكية حزب الله رغم اعتراض حركة أمل التي يقودها نبيه بري الذي كان متحمسا لتزكية سليمان فرنجية رئيسا للبلاد.
وقال الراعي عن الانتخابات النيابية “إن انتخابات نيابية ناجحة هي ضمانة لانتخابات رئاسية ناجحة، فيأتي رئيس يكون قادرا على النهوض بالبلاد”، مضيفا أن “الانتخابات مناسبة للشعوب لتغيير واقعها نحو الأفضل. والجدير بالمرشحين أن يحدثوا اللبنانيين عن مشاريعهم الإصلاحية بدل تراشقهم غير المجدي”.
وتنتهي عهدة عون في أكتوبر المقبل دون أي إنجاز يذكر وهو ما حاول تلافيه في المدة الأخيرة من خلال اندفاعه لتسوية ملف المناطق البحرية المتنازع عليها مع إسرائيل وإعادة إحياء ملف النازحين السوريين.
ويقول مراقبون إن عون بات في أمس الحاجة إلى إنجاز اقتصادي للعمل عليه انتخابيا وهو ما دفعه للتراجع عن تحفظات سابقة بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل والدفع باتجاه تسوية قبل موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في الخامس عشر من مايو المقبل.
ويشير هؤلاء إلى أن عون لن يستطيع تسوية ملف شائك بالسرعة التي يريدها بعد أن عرقل مساعي حله في عدة مناسبات سابقة.
ويرى محللون في تصريحات الراعي أيضا تحذيرا من مغبة دفع لبنان إلى حالة فراغ ومنع انتخاب رئيس جمهورية ضمن مهلة الاستحقاق الدستوري، وبالتالي الذهاب في اتجاه تعديل الصيغة اللبنانية.
ولا تخفي أطراف سياسية لبنانية مخاوفها من سيناريو الدفع باتجاه فراغ رئاسي وهو سيناريو محتمل لمح له عون في تصريحات سابقة عندما قال إنه لن “يسلم البلاد للفراغ ” وأنه “مستعد لتمديد ولايته الرئاسية”.