البشير يعترف بمسؤوليته الكاملة عن انقلاب 1989 في السودان

الخرطوم – اعترف الرئيس السوداني المعزول عمر البشير بأنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن أحداث قضية انقلاب 1989 الذي أوصله و27 من معاونيه إلى السلطة، لكنه نفى في ذات الوقت مشاركة أي مدني في التخطيط والتنفيذ.
وقال البشير لدى مثوله أمام هيئة المحكمة، بمقر معهد الشرطة للعلوم القضائية، الثلاثاء بالعاصمة الخرطوم، في لهجة تنم عن افتخار بما قام به "أتحمل كامل المسؤولية عن أحداث يونيو 1989"، وفق التلفزيون السوداني الرسمي.
وأكد البشير، الذي حكم السودان على مدى 30 عاما، أن "تدخل القوات المسلحة كان بسبب عجز السياسيين عن إدارة الشأن العام"، مشددا على أن أحداث 1989 هي عمل عسكري بحت ولم يشارك أي مدني في التخطيط والتنفيذ، قائلا "لا أعرف أيا من المدنيين في الاجتماعات التحضيرية للانقلاب".
وأوضح أنه "تم استدعاء واختيار أعضاء مجلس قيادة الثورة لأنهم كوكبة من خيرة أبناء القوات المسلحة تمثيلا لبعض الوحدات وبعض الجهات"، معتبرا أن "ما تم في عام 1989 كان لإنقاذ الشعب السوداني لأن كل الشعب أجمع على أن البلد في طريقه إلى الضياع لو لم نتدخل".
وتحدث البشير الذي خضع للفحص الطبي أثناء الإدلاء بأقواله داخل المحكمة عن إنجازات فترة حكمه المتعلقة بالتوافق الوطني والسلام واستخراج النفط وإنشاء البنى التحتية.
وقال "دعونا 77 من قيادات الأحزاب للحوار بعد أحداث الثلاثين من يونيو 1989، بهدف إحلال السلام بالبلاد والتوافق الوطني".
وتابع "أولينا اهتماما بقضية السلام لأنه مفتاح لحل كل القضايا التي يعاني منها الوطن، وسعينا من أجل تحقيق ذلك".
وبدأت في الحادي والعشرين من يوليو 2020 أولى جلسات محاكمة البشير مع آخرين، باتهامات بينها تدبير "انقلاب"، و"تقويض النظام الدستوري".
وتقدم محامون سودانيون في مايو 2019 بعريضة قانونية إلى النائب العام بالخرطوم ضد البشير ومساعديه بنفس التهمة، وفي الشهر ذاته فتحت النيابة تحقيقا في البلاغ.
ومن بين المتهمين، إلى جانب البشير، قيادات بحزب المؤتمر الشعبي (أسسه الراحل حسن الترابي): علي الحاج، وإبراهيم السنوسي، وعمر عبدالمعروف، إضافة إلى قيادات النظام السابق: علي عثمان ونافع علي نافع وعوض الجاز وأحمد محمد علي الفششوية.
وفي الثلاثين من يونيو 1989 نفذ البشير "انقلابا" عسكريا على حكومة رئيس الوزراء الصادق المهدي، وتولى منصب رئيس مجلس قيادة ما عُرف بـ"ثورة الإنقاذ الوطني"، وأصبح خلال العام ذاته رئيسا للبلاد.
وأُودع البشير في سجن "كوبر" المركزي شمالي الخرطوم، عقب عزل الجيش له من الرئاسة في الحادي عشر من أبريل 2019 بعد ثلاثة عقود في الحكم، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الوضع الاقتصادي.