البريطانية سامانثا هارفي تؤكد هيمنة الكاتبات على بوكر 2024

"أوربيتال" أول رواية تدور أحداثها في الفضاء تتوج بالجائزة.
الخميس 2024/11/14
أهدي الجائزة إلى كل من يتحدث لصالح الأرض

عاكست جائزة البوكر الأدبية البريطانية توقعات النقاد والمتابعين بتتويج واحد من الأميركيين بيرسيفال إيفريت ومواطنته رايتشل كوشنر، لتذهب إلى كاتبة بريطانية هي سامانثا هارفي، بينما كانت دورة هذا العام من الجائزة دورة النساء الكاتبات بامتياز إذ هيمنّ على القائمة القصيرة وكن الأوفر حظا في التويج.

لندن – فازت الكاتبة البريطانية سامانثا هارفي، مساء الثلاثاء، بجائزة البوكر الأدبية البريطانية العريقة عن روايتها “أوربيتال” Orbital التي تتناول قصة ستة رواد فضاء يراقبون الأرض من محطة الفضاء الدولية.

ويتمحور الكتاب حول تفاصيل يوم يمضيه رواد فضاء من اليابان وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا في محطة الفضاء الدولية وهم يراقبون الأرض، ويتحدّثون عن مواضيع الحداد والرغبة وأزمة المناخ.

الجميع ولا أحد

مُنحت جائزة البوكر التي يحصل الفائز بها على 50 ألف جنيه إسترليني (64 ألف دولار)، للمرة الأولى عام 1969. ومن بين الفائزين السابقين بها مارغريت أتوود، وإيان ماك إيوان، وجوليان بارنز، وكازوو إيشيغورو. وهارفي هي أول كاتبة أنثى تفوز بالجائزة منذ 2019، العام الذي فازت فيه الكندية مارغريت أتوود والبريطاني برناردين إيفاريستو مناصفة.

ثاني أقصر رواية تفوز بالجائزة كتاب عن عالم جريح لكنه مفعم بالأمل وملائم للوقت وعابر للزمن

وقالت هارفي عند تسلّمها الجائزة “لم أكن أتوقع الفوز”، وأهدت هذه المكافأة إلى “كل من يتحدث لصالح الأرض لا ضدها، ولصالح كرامة البشر الآخرين والحياة الأخرى لا ضدّهما، ولجميع البشر الذين يتحدثون لصالح السلام ويدعون إليه ويعملون من أجله.”

وتعيش شخصيات الرواية في حيز محدود، حيث تمر بـ16 عملية شروق و16 غروبا في اليوم الواحد، وهي محاصرة رفقة بعضها البعض ومفتونة بجمال الأرض الهش.

تُعدّ رواية “أوربيتال” الممتدة على 136 صفحة فقط، ثاني أقصر رواية تفوز بالجائزة والأولى التي تدور أحداثها في الفضاء، بحسب “بوكر برايز فاوندايشن” التي تمنح الجائزة.

وهذه الرواية الخامسة لهارفي البالغة 49 عاما، والتي تفوز بعد 15 عاما من إدراج كتابها الأول “ذي ويلدرنس” The Wilderness في القائمة الطويلة لجائزة البوكر.

ووصف رئيس لجنة التحكيم إدموند دي وال “أوربيتال” بأنه “كتاب عن عالم جريح” موضوعه “الجميع ولا أحد”. وأضاف “بلغتها الغنائية وأسلوبها، تجعل هارفي عالمنا غريبا وجديدا علينا.”

وأشارت جابي وود، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة جائزة البوكر، إلى أنه “في عام يشهد أزمات جيوسياسية، ومن المرجح أن يكون العام الأكثر حرارة في التاريخ المسجل،” كانت الرواية الفائزة “مفعمة بالأمل وملائمة للوقت وعابرة للزمن.”

وقالت هارفي، في مقابلة مع منظمي الجائزة بعد إدراج روايتها في قائمة البوكر الطويلة “أردت أن أكتب عن احتلالنا البشري للمدار الأرضي المنخفض خلال ربع القرن الأخير، ليس بأسلوب خيال علمي بل بواقعية.” وأضافت “هل يمكنني استحضار جمال نقطة المراقبة هذه بعناية؟ هل يمكنني الكتابة عن الدهشة؟ (…) هذه كانت التحديات التي وضعتها لنفسي.”

خمس نساء

هيمنة واضحة للنساء
هيمنة واضحة للنساء

شكّل وجود خمس نساء بين المتنافسين على خلافة الكاتب الأيرلندي بول لينش رقما قياسيا لهذه الجائزة التي ساهمت في بروز كتّاب عالميين كثيرين على غرار سلمان رشدي ومارغريت أتوود والفائزة بنوبل الآداب هذه السنة هانغ كانغ التي نالت جائزة البوكر عام 2016. وتنافست خمس نساء في قائمة المتأهلين الستة النهائيين للفوز بالجائزة التي مُنحت في احتفال أقيم في لندن.

وضمت القائمة يائيل فان دير فودن، وهي أول هولندية تصل إلى القائمة النهائية لجائزة البوكر، مع روايتها الأولى “ذي سايفكيب” (The Safekeep)، وهي دراما عائلية تدور أحداثها في بلدها بعد مرور 15 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية، وتتناول ماضيه النازي. وتشمل القائمة أيضا أسماء كبيرة في الأدب المكتوب بالإنجليزية، كالأميركي من أصول أفريقية بيرسيفال إيفريت ومواطنته رايتشل كوشنر.

شخصيات الرواية المتوجة تعيش في حيز محدود؛ تمرّ بـ16 عملية شروق و16 غروبا في اليوم الواحد

ورشح الكثيرون إيفريت ليكون الأوفر حظا لنيل الجائزة عن “جيمس” الذي يتناول العبودية، من خلال صياغة جديدة لإحدى روائع الأدب الأميركي، وهي “أدفنتجرز أوف هاكلبري فين” (Adventures of Huckleberry Finn) لمارك توين الصادرة عام 1884، بعدما كانت روايته “إيريجور” (Erasure) برزت من خلال فوز فيلم مقتبس عنها بجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو عام 2023. ولم ينجح إيفريت في الحصول على جائزة البوكر عام 2022 وهذه المرة الثانية التي لا ينال فيها الجائزة.

أما كوشنر فهي أيضا كانت من بين الأوفر حظا للفوز وسبق أن كانت مرشحة عام 2018، وتنافست على الجائزة بروايتها عن عالم الجاسوسية “كرييشن لايك” (Creation Lake) التي تدور أحداثها حول عميل سري يتسلل إلى مجموعة من الناشطين البيئيين.

كما ضمت القائمة القصيرة الكندية آن مايكلز عن روايتها الثالثة “هيلد” (Held) التي تتناول فيها موضوعات قصصها السابقة، كالتاريخ والذاكرة وآثار الصدمة والحداد على مدى فترات طويلة، من خلال قصة رجل يحاول التغلب على جروح الحرب العالمية.

أما الأسترالية شارلوت وود فقد خاضت المنافسة بروايتها “ستون يارد ديفوشنال” (Stone Yard Devotional)، وهي قصة راوٍ بلا اسم، يشعر بخيبة أمل من عمله كحافظ للأنواع المهددة بالانقراض، فيقرر الانتقال إلى دير.

واختير المتأهلون الست من قائمة أولى مكونة من 13 روائيا. ويُنظر إلى جائزة البوكر على أنها تكشف مواهب لا تكون بالضرورة معروفة لدى العامة على نطاق واسع.

12