البرهان يوافق على لقاء تنسيقية تقدم وسط شكوك بالتزامه إنهاء الحرب

قيادي بارز في التنسيقية يشير إلى أن الموافقة لم تحدد موعدا للقاء ولا مكانه، لكنه يتوقع أن يكون في جوبا.
الثلاثاء 2024/01/16
البرهان يريد رفع العتب لا غير

الخرطوم - أكدت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" تلقيها موافقة قائد الجيش السوداني الفريق الأول عبدالفتاح البرهان على عقد لقاء مع التحالف لبحث سبل وقف الحرب، فيما يشكك مراقبون أن يوقع البرهان على اتفاق يلزمه بإنهاء النزاع ومد يده للسلام.

ويأتي هذا التأكيد بعد أن أعلن نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، الإثنين، موافقة الحكومة السودانية على لقاء تحالف "تقدم" خلال الأيام القادمة.

وتريد تنسيقية تقدم التي تمثل المكون المدني في السودان، عقد لقاء مع البرهان، في ظل مخاوف كبيرة من تحول الصراع المندلع منذ أبريل الماضي إلى حرب "الكل ضد الكل"، وإمكانية دخول قوى إقليمية ودولية على خط الأزمة مع احتدام التوترات في البحر الأحمر.

وبحسب قيادي بارز في التنسيقية، فإن موافقة البرهان وصلت إلى التحالف الأحد، دون تحديد زمان ومكان اللقاء، لكنه توقع أن يكون في جوبا.

ويشكك مراقبون في أن يوقع البرهان على أي اتفاق مع القوى المدنية يجبره على تقديم التزامات بإنهاء القتال، فقد سبق أن قال في الخامس من يناير الحالي إن الجيش سيقاتل قوات الدعم السريع "حتى تنتهي أو ننتهي". كما قال إن "اتفاق السياسيين مع قوات الدعم السريع غير مقبول ولا قيمة له".

ويرى مراقبون أن قبول البرهان لقاء تنسيقية تقدم جاء لرفع العتب لا أكثر، خصوصا بعد أن ناشدت القوى الممثلة في تنسيقية "تقدم" قائد الجيش السوداني العدول عن المواقف الخطيرة التي أعلن عنها، ومن بينها سد باب المصالحة مع قوات الدعم السريع، وإعلان استعداد الجيش لتسليح المدنيين لصد تقدم الأخيرة في الولايات والمدن الخارجة عن سيطرتها.

وكان رئيس الوزراء السوادني السابق عبدالله حمدوك الذي يقود تنسيقية "تقدم" قد جدد في الرابع من يناير مخاطبة قائد الجيش لحثه على قبول طلب الاجتماع المباشر مع التنسيقية، بعد لقاء قيادات من التحالف بقائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) مطلع يناير الحالي بأديس أبابا، واتفاق الجانبين على التزام الدعم السريع بحزمة بنود لوقف الحرب.

وقال نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار في تصريح إعلامي الإثنين "إن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية طلبت لقاء البرهان وتمت مناقشة الطلب في اجتماعات رسمية للحكومة ورد القائد العام للجيش لتنسيقية تقدم".

وأضاف عقار أن الحكومة السودانية ردت بأنها ستقابلهم كما تقابل كل المكونات السياسية السودانية، مشيرا إلى أنهم بصدد التعاطي مع كل المكونات وليس مكون واحد.

وتابع "نحن منفتحون على كل المبادرات والمكونات والأحزاب السياسية سواء كانت كتل أو أحزاب وليس هناك ما يمنع ذلك".

وأوضح أنه لم يتم تحديد موعد للقاء البرهان وحمدوك "لكن رحبنا بلقاء تقدم من ضمن ترحيبنا بلقاء الأحزاب السياسية الأخرى".

وأفاد عقار بأن خطاب تنسيقية تقدم لم يحدد أي موعد للقاء وكان بمثابة سؤال هل بالإمكان مقابلة رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش؟

وفي أواخر ديسمبر الماضي، أعلن حمدوك إرسال خطابين إلى قائد الجيش البرهان وقائد قوات الدعم السريع للقاء القوى المدنية وبحث كيفية وضع حد للحرب الدائرة منذ منتصف أبريل الماضي.

ووقعت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية اتفاقا مع قائد قوات الدعم السريع في الأول من يناير الحالي بوقف عدائيات لإنهاء الأزمة الإنسانية التي خلفها القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وفي 29 نوفمبر الماضي، تبنت تنسيقية تقدم خارطة طريق لإنهاء الحرب وتأسيس حكم مدني ديمقراطي عبر حل سياسي متفاوض عليه ويتم التوقيع عليه من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع والقوى المدنية كافة عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول والحركة الإسلامية وواجهاتها، ليكون أساسا ملزما للعملية السياسية.