البرهان يستنجد بإرهابيين من داعش والقاعدة في مواجهة الدعم السريع

حميدتي يناشد المجتمع الدولي بالتحرك والتدخل ضد جرائم البرهان لقصفه المدنيين بطائرات حربية، فيما تم الكشف عن وجود قناصة تابعين للجيش لخلق فوضى في البلاد.
الاثنين 2023/04/17
خيار واحد لدى قوات الدعم السريع هو النصر

الخرطوم – تشير أنباء من داخل السودان إلى أن قائد الجيش الفريق الأول عبدالفتاح البرهان بات يستعين بعناصر إرهابية تنتمي إلى تنظيمي داعش والقاعدة لمواجهة قوات الدعم السريع بقيادة الفريق الأول محمد حمدان دوقلو "حميدتي"، وهي خطوة تشير إلى إحباط البرهان وعدم قدرة جيشه على الصمود بعد أن شهد انشقاقات واسعة في صفوفه، في ظل الانتصارات الكاسحة التي حققها الدعم السريع ميدانيا بعد سيطرته على عدد من المواقع الاستراتيجية للجيش في العاصمة الخرطوم وولايات أخرى، في مقدمتها القصر الرئاسي ومحيطه كما وعد الشعب بإنهاء الانقلاب وإعادة السلطة إليه.

وقام الجيش السوداني بإطلاق سراح إرهابيين من السجون وتسليحهم للمشاركة في هذه المعارك التي دخلت اليوم الاثنين يومها الثالث، ما يؤكد المعطيات التي سبق أن نشرتها قوات الدعم السريع عن محاربتها جماعة متطرفة وفلول نظام عمر البشير.

وتنذر خطوة البرهان بأنه يعمل على جر البلاد إلى حرب أهلية طويلة الأمد دون النظر إلى ما سينجر عن ذلك من تقسيم للبلاد في ظل طموح هذين التنظيمين على تركيز دولتهما في شمال أفريقيا.

وتصاعدت الإدانات بشأن استخدام الجيش السوداني للطيران والمدفعية في المناطق السكنية المكتظة ما يمثل خطرا على حياة المدنيين فيما أكدت قوات الدعم السريع في بيان الاثنين تمكنها من اسقاط عدد من الطائرات المقاتلة والاستيلاء على دبابات تسببت في تهديد الأرواح وتدمير البنية التحتية.

وناشد حميدتي في تغريدة له على تويتر، الاثنين، ضرورة تحرك المجتمع الدولي الآن والتدخل ضد "جرائم" رئيس مجلس السيادة السوداني البرهان، واصفا إياه بأنه "إسلامي متطرف يقوم بقصف المدنيين من الجو".

وأضاف في التغريدة "جيشه (البرهان) يشن حملة وحشية ضد الأبرياء، يقصفهم بطائرات الميج"، وهي إشارة على أن حرب الطائرات التي يتفوق فيها الجيش على قوات الدعم السريع دخلت المعارك، في محاولة لحسمها مبكرا عن طريق هذا السلاح قبل أن يشرع المجتمع الدولي في التدخل مباشرة، أو يبدأ وفدا الوساطة من الاتحاد الأفريقي أو هيئة الايغاد في القيام بعملها من الخرطوم بعد تصاعد حدة المعارك.

وقال حميدتي "نحن نقاتل ضد الراديكاليين الإسلاميين الذين يريدون إبقاء السودان معزولا في الظلام وبعيدا عن الديمقراطية"، متوعدا بـ"مواصلة ملاحقة البرهان وإحضاره إلى العدالة".

ورصد ناشطون داخل بعض الأحياء في العاصمة المثلثة، الخرطوم وأمدرمان والخرطوم بحري، وجود قناصة على أسطح المباني العالية.

وتمكنت لجان بعض الأحياء من القبض على عدد من القناصة الذين أدلوا باعترفات مثيرة، كشفوا من خلالها تبعيتهم لهيئة العمليات العسكرية المحلولة (تابعة للجيش).

وقال أحد القناصة أن الخطة تستهدف إثارة الرأي العام وخلق نوع من الفوضى وسط الأحياء باستهداف المدنيين، ثم استخدامهم كدروع بشرية لحماية جنود الجيش من مطاردة قوات الدعم السريع التي تسيطر على مداخل ومخارج المدن الثلاث، وتتمركز في المواقع الاستراتيجية للعاصمة الخرطوم.

يشير هذا التطور إلى أن الجيش السوداني تبدو الخيارات أمامه ضعيفة بعد أن أخفق في كسب تأييد الرأي العام والأحزاب السياسية والمجتمع المدني وقوى إقليمية ودولية، وكانت عمليات القنص في أوساط المدنيين متوقع لها أن تؤدي إلى إثارة المواطنين ضد قوات الدعم السريع، غير أن وقوع عدد منهم في الأسر كشف هذا السيناريو.

وثمنت قوات الدعم السريع "مواقف القوى الوطنية من الأحزاب والتنظيمات السياسية وقوى المجتمع المدني التي صدحت بصوت الحق ضد الظلم والطغيان"، ودعتهم إلى "مواصلة العمل للتصدي لمغامرات الانقلابين التي تمثل قفزة في الظلام".

ونشر الدعم السريع مقطع فيديو اليوم الاثنين يؤكد فيه سيطرته الكاملة على مقر الاستخبارات العسكرية بالقيادة العامة وأيضا على مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون بأم درمان نافيا وجود أي اشتباكات مع ما وصفه بـ"القوات الإنقلابية" حول محيط الإذاعة والتلفزيون، وذلك بعد ما تم تحقيقه خلال الساعات الماضية من انتصارات كاسحة ميدانيا في الخرطوم وعدد من المحافظات.

 

هذا وتجري قوات الدعم السريع عمليات بحث مكثفة في مختلف المناطق عن قائد الجيش الذي توارى عن الأنظار منذ اندلاع الاشتباكات، وقد اقتحمت كتيبة من الدعم السريع منزل عضو مجلس السيادة شمس الدين الكباشي بحثا عن البرهان ومعاونيه.

وقالت قوات الدعم السريع في بيان الاثنين، إنها عازمة على "وضع حد نهائي للمجموعة الانقلابية التي اختطفت إرادة شعبنا وقواته المسلحة المشهود لها بالوطنية"

وأضافت "نحن أمام خيار واحد هو النصر وإزاحة هذا الكابوس الذي يجثم على صدر شعبنا، محاولاً سرقة ثورته".

وأشارت إلى أن معارك اليومين الماضيين، انتهت بـ"السيطرة على مقر القوات البرية، وبرج وزارة الدفاع، وبسط السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري ومحيطه، وتحرير رئاسات الفرق العسكرية بولايات دارفور والاستيلاء على عتادها وآلياتها العسكرية، والاستيلاء على أكثر من مئتي دبابة، وإسقاط 3 طائرات مقاتلة".

وأكدت "قريبا سنرفع التمام لشعبنا باجتثاث المجموعة الانقلابية ليكون له الخيار في إدارة البلاد وفاءا لعهدنا الذي قطعناه على أنفسنا بأن ندعم العملية السياسية التي ستقود الى تحول ديمقراطي حقيقي.. ثقتنا في النصر أكيدة متسلحين بعزيمة لا تلين.. وما النصر الا من عند الله.. الجنة والخلود للشهداء الأبرار.. الخزي والعار لقوى الظلام..العزة والكرامة لشعبنا الصامد".

وأظهرت مقاطع فيديو استسلام كتيبة بقيادة ضابط برتبة عميد، سلمت آلياتها القتالية لقوات الدعم السريع بشرق النيل.

كما نشرت قوات الدعم السريع، عبر حسابها على تويتر، فيديو لمدير معهد الاستخبارات العسكرية، ومدير دائرة القضاء العسكري، مشيرة إلى أنهما "في قبضة القوات".

وأعلنت قيادة المنطقة الغربية للقوات المسلحة السودانية، انضمامها بكل جنودها وعتادها العسكري لقوات الدعم السريع وفتح مقراتها وقواعدها لمواجهة "فلول النظام البائد".

ويأتي هذا فيما يتواصل القتال في العاصمة السودانية صباح الاثنين لليوم الثالث على التوالي بين الجيش وقوات الدعم السريع مع سماع إطلاق نار ودوي انفجارات في خطوة تهدد بسقوط المزيد من القتلى المدنيين.

وارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان إلى 97 قتيلا وعدد كبير من الجرحى على ما أعلنت نقابة أطباء السودان صباح الاثنين.

وجاء في بيان للنقابة أن "ما لا يقل عن 97 شخصا قتلوا (..) منذ اندلاع الاشتباكات في البلاد، السبت" موضحا أن الحصيلة لا تشمل كل القتلى إذ أن الكثير منهم لم ينقلوا إلى المستشفيات بسبب صعوبات التنقل.

وأضاف البيان أن "365 شخصا أصيبوا" أيضا.

ودعا الجيش السوداني فجر يوم الاثنين، منتسبي قوات "الدعم السريع"، إلى "المسارعة بالانضمام إلى القوات المسلحة لخدمة بلادهم بين صفوفها".

وقال الجيش في بيان "في ظل هذا المنعطف التاريخي، ندعو جميع منسوبي الدعم السريع، للمسارعة بالانضمام إلى القوات المسلحة لخدمة بلادهم بين صفوفها، فنحن نربأ بهم أن يكونوا مطية لخدمة أهداف وأجندة لشخص واحد (حميدتي)، بل لتوجيه طاقاتهم بين إخوانهم في الجيش ومكونات المنظومة الأمنية للدولة".

وأكد الجيش أن "قيادة القوات المسلحة ستظل على عهدها وكلمتها معه بألا تراجع ولا نكوص عن تنفيذ المسار السياسي الذي التزمت به".

وتجددت الاشتباكات مساء الأحد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومدن أخرى، مصحوبة بغارات جوية للجيش في محيط سلاح المهندسين في الخرطوم، رغم إعلان هدنة لمدة 3 ساعات، فيما تعالت الدعوات الإقليمية والدولية لوقف القتال.

وشهدت الخرطوم ومدينة أم درمان تجدد الاشتباكات المسلحة بين قوات الطرفين المتصارعين، فيما أكدت تقارير إعلامية أن الخرطوم تعاني من تذبذب في خدمات الاتصالات والإنترنت.

وكانت القوات المسلحة السودانية، أعلنت الأحد أنها توافق على مقترح الأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، لمدة 3 ساعات تبدأ من الساعة الرابعة عصرا، فيما أعلنت قوات الدعم السريع من جانبها السماح للمسارات الآمنة لمدة 4 ساعات استجابة للمبادرة الأممية.

وقال ناشطون إن "الاشتباكات العنيفة مستمرة في محيط القصر الرئاسي في الخرطوم، وعدد من مناطق العاصمة بالإضافة إلى أم درمان".

وفي المعارك التي تشهدها العاصمة السودانية وعدد من المدن الأخرى في البلاد، تُستخدم كل أنواع الأسلحة من بنادق ومدفعية وطائرات مقاتلة، وفقاً لتقارير محلية.

وفي ظل تضارب المعلومات، أعلن الناطق باسم الجيش السوداني أن الموقف العام مستقر جداً، وأن هناك اشتباكات محدودة حول محيط القيادة العامة.

وفي وقت سابق، أفادت تقارير إعلامية أن "قوات الدعم السريع غادرت مطار مروي العسكري، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش".

ونشرت عناصر من الجيش السوداني، مساء الأحد مقاطع فيديو تظهر دخولهم قاعدة مروي العسكرية، فيما أفاد شهود عيان، بانسحاب قوات الدعم السريع من مطار مروي في شمال السودان، وأضافوا أن قوات الدعم السريع باتت تتمركز على بعد 3 كيلو مترات من مطار مروي بعد الانسحاب منه.

ووفق شهود العيان، أقدمت قوات الدعم السريع على حرق مستودعات الذخيرة بمطار مروي قبل مغادرته.

وأعلن وزير المعادن السوداني مساء الأحد مقتل 2 من أفراد أسرته و2 من عناصر حمايته بعد سقوط قذيفتين على منزله بالخرطوم.

ويأتي ذلك فيما، أعلن الجيش السوداني، في وقت سابق، سيطرة قواته على قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في 7 ولايات، وقال الجيش في بيان نشره على فيسبوك إن القوات سيطرت على قواعد ومقرات الدعم السريع في بورتسودان وكسلا والقضارف والدمازين وكوستي وكادوقلي، مضيفاً أن أفراد قوات الدعم فروا من تلك المواقع، تاركين كل عتادهم ومركباتهم، ونفى الجيش السوداني سيطرة قوات الدعم السريع على أي مقر من مقرات القيادة العامة.

ويتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في إشارة إلى أن الجانبين غير مستعدين لإنهاء الأعمال العدائية، على الرغم من تصاعد الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار.

وخلال الساعات الماضية تصاعدت التحذيرات والمخاوف الدولية والإقليمية من انزلاق الوضع في السودان إلى ما هو أسوأ، وقد حذّر خبراء ومحللون من استغلال الجماعات المسلحة في الداخل حالة الصراع الراهن لتحقيق مكاسب على الأرض.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الاثنين إن هناك "قلق عميق مشترك" لدى الحلفاء حيال القتال في السودان ووجهة نظر مشتركة بأن القتال يجب أن يتوقف على الفور وأن يعود الطرفان إلى المحادثات.

كان بلينكن يتحدث على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع باليابان.

وأشار إلى وجود رأي مشترك بضرورة اتخاذ خطوات لحماية المدنيين وغير المنخرطين في القتال والأجانب.

وأردف "توجد أيضا وجهة نظر راسخة بقوة لدى جميع شركائنا بوجود حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المحادثات، وهي محادثات كانت واعدة جدا فيما يخص وضع السودان على طريق الانتقال الكامل إلى حكومة يقودها مدنيون".

وأيد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي تصريحات بلينكن.

وقال كليفرلي "في نهاية المطاف، المستقبل القريب هو في أيدي القادة العسكريين المنخرطين في هذا القتال وندعوهم إلى جعل السلام أولويتهم، ووضع حد للقتال، والعودة إلى المفاوضات".

ومن جهتها، أعلنت السفارة الأميركية في السودان، بيان مساء الأحد، أنه لا توجد خطط حالياً لإجلاء الرعايا الأميركيين من السودان، في ظل الموقف الأمني الضبابي وإغلاق مطار الخرطوم.

وتصاعدت دعوات المجتمع الدولي إلى وقف القتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وكان آخرها الأمم المتحدة التي شددت على ضرورة وقف الاقتتال في السودان ومحاسبة المسؤولين عن قتل المدنيين.

ومن جانبه، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، بـ"محاسبة المسؤولين" عن مقتل 3 من عمال الإغاثة التابعين لبرنامج الغذاء العالمي في السودان التابعة للأمم المتحدة، فيما أعلن "الغذاء العالمي"، تعليق كافة عملياته في السودان، وذلك بعد مقتل العمال الثلاثة في منطقة كبكابية بشمال دارفور.

وبدورهم، قرر قادة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، الأحد، إرسال رؤساء كينيا وجنوب السودان وجيبوتي في أقرب وقت ممكن إلى السودان من أجل وضع حد للمعارك التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع صباح السبت، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى.

وفي السياق، حذر رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك من نتائج كارثية للاشتباكات الدامية بين طرفي الصراع، داعياً إلى حوار يؤدي لاتفاق بين جميع الأطراف.

وقال حمدوك في مؤتمر صحافي في أبوظبي مساء الأحد، إن "هذه الحرب اللعينة ستقضي على الأخضر واليابس، ونطالب بوقف فوري لإطلاق النار، والوصول لتفاهمات سريعة"، مضيفاً "هذه حرب المنتصر فيها خاسر".

وتابع "أدعو إلى حوار يؤدي إلى اتفاق، وإلى رفض أي تدخل أجنبي في الشأن السوداني"، مضيفاً "يجب أن تتوقف الحرب اليوم قبل الغد لإتاحة الفرصة للشعب السوداني كي يعود لمسار الانتقال الذي بدأ قبل 3 سنوات، ويجب العمل على إقرار هدنة تسمح للمواطنين بالحصول على احتياجاتهم الأساسية".

وأردف "أدعو المجتمع الدولي والإقليمي لمساعدة السودان في هذه المحنة"، مشيراً إلى أن المعاناة كانت موجودة في السودان، والآن تفاقم الوضع في هذه الحرب، مشدداً على أن الوضع الإنساني كارثي، ولا خيار أمام الشعب السوداني إلا خيار السلام.

وكشفت قوات الدعم السريع لاحقا في مقطع مصور بسط سيطرتها الكاملة على مطار مروي العسكري الاستراتيجي، بعد أن أفادت تقارير إعلامية أن "قوات الدعم السريع غادرت المطار، بعد اشتباكات عنيفة مع الجيش وأنها باتت تتمركز على بعد 3 كيلو مترات من المطار.

وأظهرت مقاطع فيديو استسلام كتيبة بقيادة ضابط برتبة عميد، سلمت آلياتها القتالية لقوات الدعم السريع بشرق النيل.

كما نشرت قوات الدعم السريع، عبر حسابها على تويتر، فيديو لمدير معهد الاستخبارات العسكرية، ومدير دائرة القضاء العسكري، مشيرة إلى أنهما "في قبضة القوات".

وأعلنت قيادة المنطقة الغربية للقوات المسلحة السودانية، انضمامها بكل جنودها وعتادها العسكري لقوات الدعم السريع وفتح مقراتها وقواعدها لمواجهة "فلول النظام البائد".

ويأتي هذا فيما يتواصل القتال في العاصمة السودانية صباح الاثنين لليوم الثالث على التوالي بين الجيش وقوات الدعم السريع مع سماع إطلاق نار ودوي انفجارات في خطوة تهدد بسقوط المزيد من القتلى المدنيين.

وارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان إلى 97 قتيلا وعدد كبير من الجرحى على ما أعلنت نقابة أطباء السودان صباح الاثنين.

وجاء في بيان للنقابة أن "ما لا يقل عن 97 شخصا قتلوا (..) منذ اندلاع الاشتباكات في البلاد، السبت" موضحا أن الحصيلة لا تشمل كل القتلى إذ أن الكثير منهم لم ينقلوا إلى المستشفيات بسبب صعوبات التنقل.

وأضاف البيان أن "365 شخصا أصيبوا" أيضا.

ودعا الجيش السوداني فجر يوم الاثنين، منتسبي قوات "الدعم السريع"، إلى "المسارعة بالانضمام إلى القوات المسلحة لخدمة بلادهم بين صفوفها".

وقال الجيش في بيان "في ظل هذا المنعطف التاريخي، ندعو جميع منسوبي الدعم السريع، للمسارعة بالانضمام إلى القوات المسلحة لخدمة بلادهم بين صفوفها، فنحن نربأ بهم أن يكونوا مطية لخدمة أهداف وأجندة لشخص واحد (حميدتي)، بل لتوجيه طاقاتهم بين إخوانهم في الجيش ومكونات المنظومة الأمنية للدولة".

وأكد الجيش أن "قيادة القوات المسلحة ستظل على عهدها وكلمتها معه بألا تراجع ولا نكوص عن تنفيذ المسار السياسي الذي التزمت به".

وتجددت الاشتباكات مساء الأحد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومدن أخرى، مصحوبة بغارات جوية للجيش في محيط سلاح المهندسين في الخرطوم، رغم إعلان هدنة لمدة 3 ساعات، فيما تعالت الدعوات الإقليمية والدولية لوقف القتال.

وشهدت الخرطوم ومدينة أم درمان تجدد الاشتباكات المسلحة بين قوات الطرفين المتصارعين، فيما أكدت تقارير إعلامية أن الخرطوم تعاني من تذبذب في خدمات الاتصالات والإنترنت.

وكانت القوات المسلحة السودانية، أعلنت الأحد أنها توافق على مقترح الأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، لمدة 3 ساعات تبدأ من الساعة الرابعة عصرا، فيما أعلنت قوات الدعم السريع من جانبها السماح للمسارات الآمنة لمدة 4 ساعات استجابة للمبادرة الأممية.

وفي المعارك التي تشهدها العاصمة السودانية وعدد من المدن الأخرى في البلاد، تُستخدم كل أنواع الأسلحة من بنادق ومدفعية وطائرات مقاتلة، وفقاً لتقارير محلية.

وفي ظل تضارب المعلومات، أعلن الناطق باسم الجيش السوداني أن الموقف العام مستقر جداً، وأن هناك اشتباكات محدودة حول محيط القيادة العامة.

وأعلن وزير المعادن السوداني مساء الأحد مقتل 2 من أفراد أسرته و2 من عناصر حمايته بعد سقوط قذيفتين على منزله بالخرطوم.

ويأتي ذلك فيما، أعلن الجيش السوداني، في وقت سابق، سيطرة قواته على قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في 7 ولايات، وقال الجيش في بيان نشره على فيسبوك إن القوات سيطرت على قواعد ومقرات الدعم السريع في بورتسودان وكسلا والقضارف والدمازين وكوستي وكادوقلي، مضيفاً أن أفراد قوات الدعم فروا من تلك المواقع، تاركين كل عتادهم ومركباتهم، ونفى الجيش السوداني سيطرة قوات الدعم السريع على أي مقر من مقرات القيادة العامة.

ويتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في إشارة إلى أن الجانبين غير مستعدين لإنهاء الأعمال العدائية، على الرغم من تصاعد الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار.

وخلال الساعات الماضية تصاعدت التحذيرات والمخاوف الدولية والإقليمية من انزلاق الوضع في السودان إلى ما هو أسوأ، وقد حذّر خبراء ومحللون من استغلال الجماعات المسلحة في الداخل حالة الصراع الراهن لتحقيق مكاسب على الأرض.

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الاثنين إن هناك "قلق عميق مشترك" لدى الحلفاء حيال القتال في السودان ووجهة نظر مشتركة بأن القتال يجب أن يتوقف على الفور وأن يعود الطرفان إلى المحادثات.

كان بلينكن يتحدث على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع باليابان.

وأشار إلى وجود رأي مشترك بضرورة اتخاذ خطوات لحماية المدنيين وغير المنخرطين في القتال والأجانب.

وأردف "توجد أيضا وجهة نظر راسخة بقوة لدى جميع شركائنا بوجود حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المحادثات، وهي محادثات كانت واعدة جدا فيما يخص وضع السودان على طريق الانتقال الكامل إلى حكومة يقودها مدنيون".

وأيد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي تصريحات بلينكن.

وقال كليفرلي "في نهاية المطاف، المستقبل القريب هو في أيدي القادة العسكريين المنخرطين في هذا القتال وندعوهم إلى جعل السلام أولويتهم، ووضع حد للقتال، والعودة إلى المفاوضات".

ومن جهتها، أعلنت السفارة الأميركية في السودان، بيان مساء الأحد، أنه لا توجد خطط حالياً لإجلاء الرعايا الأميركيين من السودان، في ظل الموقف الأمني الضبابي وإغلاق مطار الخرطوم.

وتصاعدت دعوات المجتمع الدولي إلى وقف القتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وكان آخرها الأمم المتحدة التي شددت على ضرورة وقف الاقتتال في السودان ومحاسبة المسؤولين عن قتل المدنيين.

ومن جانبه، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأحد، بـ"محاسبة المسؤولين" عن مقتل 3 من عمال الإغاثة التابعين لبرنامج الغذاء العالمي في السودان التابعة للأمم المتحدة، فيما أعلن "الغذاء العالمي"، تعليق كافة عملياته في السودان، وذلك بعد مقتل العمال الثلاثة في منطقة كبكابية بشمال دارفور.

وبدورهم، قرر قادة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، الأحد، إرسال رؤساء كينيا وجنوب السودان وجيبوتي في أقرب وقت ممكن إلى السودان من أجل وضع حد للمعارك التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع صباح السبت، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى.

وفي السياق، حذر رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك من نتائج كارثية للاشتباكات الدامية بين طرفي الصراع، داعياً إلى حوار يؤدي لاتفاق بين جميع الأطراف.

وقال حمدوك في مؤتمر صحافي في أبوظبي مساء الأحد، إن "هذه الحرب اللعينة ستقضي على الأخضر واليابس، ونطالب بوقف فوري لإطلاق النار، والوصول لتفاهمات سريعة"، مضيفاً "هذه حرب المنتصر فيها خاسر".

وتابع "أدعو إلى حوار يؤدي إلى اتفاق، وإلى رفض أي تدخل أجنبي في الشأن السوداني"، مضيفاً "يجب أن تتوقف الحرب اليوم قبل الغد لإتاحة الفرصة للشعب السوداني كي يعود لمسار الانتقال الذي بدأ قبل 3 سنوات، ويجب العمل على إقرار هدنة تسمح للمواطنين بالحصول على احتياجاتهم الأساسية".

وأردف "أدعو المجتمع الدولي والإقليمي لمساعدة السودان في هذه المحنة"، مشيراً إلى أن المعاناة كانت موجودة في السودان، والآن تفاقم الوضع في هذه الحرب، مشدداً على أن الوضع الإنساني كارثي، ولا خيار أمام الشعب السوداني إلا خيار السلام.