البرهان يحل النقابات والاتحادات المهنية في السودان

الاحتجاجات تتواصل في الخرطوم ضد سيطرة الجيش في وقت تعطلت فيه خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية وأغلقت المتاجر والطرقات.
الثلاثاء 2021/10/26
استمرار الاحتجاجات الرافضة لسيطرة الجيش على السلطة

الخرطوم - أصدر القائد العام للجيش السوداني عبدالفتاح البرهان الثلاثاء قرارا بحل اللجان التسييرية للنقابات والاتحادات المهنية، في وقت تتواصل الاحتجاجات في مناطق مختلفة من البلاد تنديدا بما اعتبره المتظاهرون "انقلابا"، وذلك بعد يوم حافل بالاضطرابات السياسية على إثر إطاحة الجيش بالحكومة الانتقالية واعتقال وزرائها والعديد من السياسيين.

وقال التلفزيون السوداني الرسمي في نبأ مقتضب، إن "البرهان أصدر قرارا بحل كافة اللجان التسييرية في كل مؤسسات الدولة وفي النقابات واتحاد المهنيين والاتحاد العام لأصحاب العمل القومي".

وبعد الإطاحة بنظام عمر البشير في أبريل 2019، تم حل مجالس إدارة النقابات المهنية في ديسمبر من العام ذاته، على اعتبار أنها كانت تحت سيطرته، ولاحقا تم تشكيل لجان تسييرية لإدارة هذه النقابات.

واقترحت اللجان المهنية في "تجمع المهنيين السودانيين" أعضاء هذه اللجان التسييرية، فيما تولت التصديق عليها لجنة "إزالة التمكين"، التي تشكلت بغرض إنهاء تمكين المحسوبين على نظام البشير في مؤسسات الدولة ومحاربة الفساد واسترداد الأموال.

وقاد "تجمع المهنيين" الاحتجاجات التي أطاحت بالبشير، وهو الجهة الأبرز في الاحتجاجات الحالية ضد قرارات البرهان.

وفي خطاب متلفز، برر البرهان قرارات الاثنين بأن "التحريض على الفوضى من قوى سياسية دفعنا إلى القيام بما يحفظ السودان"، معتبرا أن "ما تمر به البلاد أصبح يشكل خطرا حقيقيا".

وتتزامن هذه القرارات مع تعطل مظاهر الحياة العامة في العاصمة السودانية الخرطوم ومدينة أم درمان المقابلة لها على الضفة الأخرى من نهر النيل الثلاثاء، حيث أُغلقت الطرق إما بجنود الجيش أو بحواجز أقامها المحتجون.

وذكرت وكالة رويترز أن "الخدمات توقفت في الخرطوم، وأغلقت المتاجر، كما تعطلت الاتصالات الهاتفية وانتشرت الطوابير أمام المخابز".

وأغلقت عربات عسكرية الطرق الرئيسية والجسر الواصل بين الخرطوم وأم درمان. كما أغلقت البنوك وتوقفت آلات الصرف الآلي عن العمل وتطبيقات الهواتف المحمولة المستخدمة على نطاق واسع في تحويل الأموال.

وفتحت بعض المخابز أبوابها في أم درمان، غير أن الناس اضطروا إلى الوقوف في طوابير لعدة ساعات أي أطول من المعتاد.

وواصل سودانيون مناهضون للعسكر الثلاثاء احتجاجهم على سيطرة العسكريين على السلطة وإخراج شركائهم المدنيين من الحكم، بعدما قُتل أربعة أشخاص وأصيب أكثر من ثمانين بجروح في الخرطوم خلال تظاهرات مناهضة لخطوته.

وبحسب مقاطع فيديو نشرها ناشطون على موقع تويتر، تشهد مناطق متفرقة من الخرطوم الثلاثاء استمرار الاحتجاجات الرافضة لسيطرة الجيش على السلطة. وأظهرت المقاطع بعض المحتجين وهم يشعلون الإطارات في أحد الشوارع.

وأعلن البرهان الاثنين فرض حالة الطوارئ وتشكيل حكومة جديدة. وحلّ مجلس السيادة الذي كان يترأسه والحكومة برئاسة عبدالله حمدوك وإعفاء كافة الولاة (محافظي المحافظات)، وتجميد لجنة إزالة التمكين وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية المتعلقة بتنظيم العلاقة بين المدنيين والعسكريين وهياكلها.

وأبلغت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق، في رسالة إلى نظرائها في الدول الأفريقية والعربية والغربية، الثلاثاء بأن "حمدوك وأعضاء حكومته المختفين ما زالوا في مكان غير معلوم حتى اللحظة".

وذكرت وزارة الإعلام السودانية في صفحتها الرسمية على فيسبوك أن وزيرة الخارجية أعربت في رسالتها عن إدانة الحكومة "للانقلاب العسكري وأنها لن تستسلم لإعلاناته غير الدستورية، وستقاومه بكل وسائل المقاومة المدنية".

وقالت وزارة الإعلام والثقافة إن رئيس الوزراء اقتيد إلى مكان مجهول، بعد رفضه إصدار بيان مؤيد للانقلاب.