البرهان يتهم بعثات دبلوماسية بالتحريض ضد الجيش السوداني

الخرطوم - اتهم رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان الأربعاء بعض الوفود الدبلوماسية الأجنبية، التي لم يسمها، بالعمل على تحريض أطراف سياسية سودانية، محذرا من اتخاذ إجراءات في مواجهتها.
وقال البرهان في كلمة ألقاها في ختام مناورات عسكرية بمنطقة المعاقيل بولاية نهر النيل الأربعاء، "نرى البعثات الدبلوماسية تتجول بكل حرية في الخرطوم وتعمل على الفتن ضد الجيش، ونحن لا نتركها ونحذرها وسنتخذ إجراءات (لم يوضحها)".
وذكر رئيس مجلس السيادة السوداني أن السلطات قادرة على تقديم كل من أجرم بحق الشعب السوداني إلى العدالة.
وأضاف البرهان أنه ملتزم بالاتفاق الذي توصل إليه الشهر الماضي مع رئيس الوزراء عبدالله حمدوك حتى الوصول إلى حكومة منتخبة.
كما أكد دعمه لرئيس الوزراء حمدوك، قائلا "بدأنا مرحلة جديدة نعمل فيها بصدق وإخلاص لاستكمال الفترة الانتقالية".
ووقّع البرهان وحمدوك اتفاقا سياسيا في الحادي والعشرين من نوفمبر المنقضي، يتضمن 14 بندا منها: إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وعودة حمدوك إلى منصبه بعد نحو شهر على عزله، وتشكيل حكومة كفاءات (بلا انتماءات حزبية)، وتعهد الطرفان بالعمل سويا على استكمال المسار الديمقراطي.
ومقابل ترحيب دول ومنظمات إقليمية ودولية باتفاق البرهان وحمدوك، رفضه وزراء معزولون وقوى سياسية وفعاليات شعبية في السودان، معتبرين إياه "محاولة لشرعنة الانقلاب والحيلولة دون قيام الدولة المدنية الديمقراطية".
وقاد البرهان انقلابا في الخامس والعشرين من أكتوبر خلال مرحلة انتقال هشة في السودان، واعتقل معظم المدنيين في السلطة وأنهى الاتحاد الذي شكله المدنيون والعسكريون وأعلن حالة الطوارئ.
ومنذ ذلك الحين تنظم احتجاجات ضد الجيش تطالب بعودة السلطة المدنية، خصوصا في الخرطوم وتقمعها قوات الأمن، فيما اعتبر البرهان أن إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر جاءت "لحماية البلاد من خطر حقيقي".
وشدد البرهان على التزام الجيش بتحضير البلاد للانتخابات، مشيرا إلى أن تلك الجهوزية تحتاج إلى إشاعة جو من الحرية والأمن.
وكان البرهان نفى الأحد مشاركة العسكريين في الانتخابات المقبلة وفق ما تنص عليه الوثيقة الدستورية، وذلك ردا على مقابلة معه نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية، كان تحدث خلالها عن أن "جميع القوى السياسية، وبينهم العسكريون، سيتمكنون من الترشح في انتخابات 2023".
وفي موضوع آخر، وصف البرهان التدريبات العسكرية في ولاية نهر النيل بأنها إجراء روتيني ولا تستهدف أحدا.
وقال إن القوات المسلحة مسؤولة عن حماية وحراسة السودان، مضيفا أن من يشكك في ذلك عليه أن يزور الجبهات المختلفة.
وأشار إلى أن القوات المسلحة خسرت 16 من عناصرها على حدود السودان الشرقية خلال الأيام الماضية.
وكان يشير بذلك إلى الاشتباكات التي جرت مؤخرا في منطقة الفشقة بولاية القضارف (شرقي السودان)، بين الجيش السوداني وقوات إثيوبية.
وكان الجيش السوداني قد تحدث عن اعتداءات إثيوبية على قواته في منطقة الفشقة الصغرى، في حين نفت أديس أبابا ذلك.