البرهان يتعهد بتأسيس جيش لا ينخرط في السياسة

الخرطوم - تعهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبدالفتاح البرهان الثلاثاء بتأسيس لجيش لا يتدخل في السياسة مستقبلا وذلك في خضم تقدم سياسي هام وقرب توقيع اتفاقي سياسي نهائي بين القوى المدنية والعسكرية وتشكيل حكومة مدنية.
وقال في خطاب جماهيري ألقاه البرهان وهو أيضا قائد الجيش، بمدينة "بارا" بولاية شمال كردفان (جنوب) وبثه التلفزيون الرسمي"نؤسس لإقامة جيش لا يتدخل في السياسة مستقبلا".
واعتبر أنه "لا يوجد عسكري ينفذ انقلابا، السياسيون هم من ينفذون الانقلابات"، دون أن يوضح كيفية ذلك.
وأردف "يجب ألا يكون للجيش دور سياسي"، مضيفا "مقبلون على مرحلة جديدة وسيحدث انتقال مرض للجميع".
وأوضح البرهان أن "الاستقرار سيتحقق قبل إجراء الانتخابات وندعو السياسيين إلى تقبل الآخرين".
وعانى السودان من الانقلابات العسكرية ومن تدخل الجيش في الحكم والسياسة في تاريخه الحديث فيما يحاكم الرئيس السوداني عمر البشير بسبب انقلاب سنة 1989.
ويعتبر خطاب عبدالفتاح البرهان ثوريا لتاريخ الجيش السوداني في التدخل في الوضع السياسي منذ ستينات القرن الماضي لكنه من المتوقع ان يواجه بمعارضة داخل المؤسسة العسكرية.
ومساء الأحد، أعلن المتحدث باسم العملية السياسية النهائية بالسودان خالد عمر يوسف، أن الاتفاق النهائي بين الفرقاء سيُوقع مطلع أبريل المقبل، فيما يبدأ تشكيل الحكومة الجديدة في 11 من الشهر ذاته.
وأضاف أن "الاجتماع اختار لجنة لصياغة الاتفاق السياسي النهائي من 11 شخصا، 9 من القوى المدنية وممثل من الجيش وآخر من الدعم السريع، و40 بالمئة من النساء".
وفي 8 يناير الماضي، انطلقت المرحلة النهائية للعملية السياسية بين الموقّعين على "الاتفاق الإطاري" المبرم في 5 ديسمبر الماضي بين مجلس السيادة العسكري الحاكم وقوى مدنية، للتوصل إلى اتفاق يحل الأزمة في البلاد.
والقوى الموقّعة مع مجلس السيادة على "الاتفاق الإطاري" هي إعلان الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، وقوى سياسية أخرى (الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، المؤتمر الشعبي) ومنظمات مجتمع مدني، وحركات مسلحة تنضوي تحت لواء "الجبهة الثورية".
وتهدف العملية السياسية الجارية إلى حل أزمة ممتدة منذ 25 اكتوبر 2021، حين فرض البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.
وقبل إجراءات البرهان الاستثنائية، بدأ بالسودان في 21 اغسطس 2019 مرحلة انتقالية كان مقررا أن تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، يتقاسم خلالها السلطة كلٌّ من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقَّعت مع الحكومة اتفاق سلام جوبا عام 2020.