البرلمان الليبي يطالب بتشكيل لجنة تضع حدا للتدخلات الخارجية السلبية

النائب الأول لرئيس مجلس النواب يقول إن الشعب الليبي قادر على تجاوز الخلافات الداخلية إذا ما توقفت التدخلات الخارجية.
الثلاثاء 2025/01/28
فوزي النويري: استقرار ليبيا لن يتحقق إلا من خلال توافق دولي واضح

طرابلس - طالب النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي فوزي النويري بضرورة تشكيل لجنة دولية برعاية الأمم المتحدة تضم الدول المتداخلة في الشأن الليبي، بهدف وضع حد لما وصفه بـ"التدخلات السلبية" وضمان توافق دولي وإقليمي يساعد في دعم استقرار ليبيا.

جاء ذلك ضمن بيان للنويري، مساء الاثنين، رحب فيه أولا بتعيين المبعوثة الخاصة الجديدة للأمم المتحدة، حنّا سيروا تيتيه، متمنيا لها النجاح في أداء مهامها، بما يخدم مصلحة ليبيا واستقرارها.

وقال النويري إن الشعب الليبي “عانى طويلا من التدخلات الخارجية والصراعات التي أدت إلى تعقيد المشهد السياسي والأمني، وهو ما يستدعي من البعثة الأممية تركيز جهودها بتقديم المساعدة في معالجة جذور المشكلة، والتي تكمن أساسا في تضارب المصالح بين الدول الإقليمية والدولية المتدخلة في الشأن الليبي.”

وفي ذات السياق، طالب النويري بإعادة توجيه دور البعثة الأممية ليكون معنيا بمعالجة الخلافات بين الدول الإقليمية والدولية، بدلا من التركيز فقط على التفاصيل الداخلية التي رأى أنها “تمثل انعكاسا لهذه التدخلات.”

وتابع بالقول “إن استمرار البعثة في تجاهل هذه الأولويات سيؤدي بالبلاد إلى نفس الحلقة المفرغة التي عاشتها خلال السنوات الماضية، حيث يتم استبدال المبعوثين دون تحقيق تقدم ملموس في حل الأزمة.”

سيروا تيتيه تحتل المرتبة العاشرة بين المبعوثين الذين تولوا إدارة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، والثانية في قائمة الأفارقة

كما نوّه النويري إلى أن “ليبيا دولة ذات سيادة وشعبها قادر على تجاوز الخلافات الداخلية إذا ما توقفت التدخلات الخارجية وتوفرت الظروف المناسبة لذلك،” مشيرا إلى أن استقرار ليبيا “لن يتحقق إلا من خلال توافق دولي واضح وشفاف يحترم إرادة الشعب الليبي وحقه في تقرير مصيره بعيدا عن الإملاءات الخارجية.”

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أعلن السبت عن تعيين الدبلوماسية الغانية حنّا سيروا تيتيه ممثلا له في ليبيا ورئيسا لبعثة الدعم، موضحا أنها تتمتع بخبرة تمتد لعقود على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.

وحنّا سيروا تيتيه، واحدة من أبرز الدبلوماسيات الأفريقيات، وُلدت عام 1967 بمدينة سيجد في المجر لأب غاني وأم مجرية. درست القانون في جامعة غانا وتخصصت في المحاماة، لتبدأ مسيرة مهنية جمعت بين السياسة والدبلوماسية والعمل الأممي.

وشغلت مناصب عديدة، كان أبرزها وزيرة التجارة والصناعة ووزيرة الخارجية في غانا، وعضوة في البرلمان الغاني لدورتين ومبعوثة خاصة للأمين العام إلى القرن الأفريقي وممثلة خاصة للأمين العام بالاتحاد الأفريقي وذلك خلال الفترة بين 2018 و2020.

وتحتل تيتيه المرتبة العاشرة بين المبعوثين الأمميين الذين تولوا إدارة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، والثانية في قائمة الأفارقة الذي تولوا هذه المهمة بعد السنغالي عبدالله باتيلي الذي كان قد استقال من منصبه في أبريل الماضي تحت ضغوط من دول غربية نافذة.

وتعد تيتيه من أبرز السيدات الأفريقيات الناجحات في مجالاتهن، وهي واحدة من أهم المدافعات عن حقوق المرأة الأفريقية ومنزلتها. فبمناسبة منتدى وجوائز المرأة الأفريقية الجديدة بفندق أنداز في لندن، قالت تيتيه إن “المرأة الأفريقية هي السبب في استمرار أفريقيا في البقاء،” وفسرت ذلك  بالقول “أود أن يرى الناس المرأة الأفريقية على حقيقتها الآن.”

ولا يستبعد أن يتم التصديق على استمرار ستيفاني خوري في منصبها كنائب لرئيس البعثة مكلفة بالشؤون السياسية، وهو ما يعني استمرارها في محاولة تنفيذ بنود مبادرتها السياسية لحلحلة الأزمة التي كانت أعلنت عنها في ديسمبر الماضي.

4