البرلمان الليبي يصادق على خارطة الطريق بالتزامن مع اجتماع لباتيلي في بنغازي

المبعوث الأممي يحث الجهات الليبية على تسوية القضايا المتنازع عليها.
الأربعاء 2023/07/26
ليبيا في حاجة إلى الاستقرار السياسي قبل الذهاب للانتخابات

تواصل الأطراف الأممية والدولية جهودها لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين في ليبيا، في مسعى لتجاوز الخلافات القائمة وإعداد خارطة طريق تتوج بإجراء استحقاق انتخابي طال انتظاره.

بنغازي (ليبيا) - أكّد البرلمان الليبي المضي في المصادقة على خارطة طريق تفضي إلى تجاوز مرحلة الانقسام والتجاذبات والتمهيد لإجراء انتخابات بالبلاد، في وقت يحثّ فيه الممثل الخاص للأمين العام لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبدالله باتيلي، في مدينة بنغازي، الجهات الليبية على تسوية القضايا المتنازع عليها.

وأكد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح الاثنين لمبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا عبدالله باتيلي مضي البرلمان قدماً لإنجاز خارطة طريق جديدة للمرحلة المقبلة.

وذكر بيان للبرلمان أن صالح شدد أيضا على “النظر في مخرجات لجنة 6+6 من أجل الوصول إلى توافق حول القوانين الانتخابية، بهدف الوصول إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب الآجال”.

وأشار البيان إلى أنَّ صالح وباتيلي ناقشا أيضا تطورات الأوضاع السياسية في ليبيا، بما في ذلك مخرجات لجنة 6+6 وتشكيل حكومة موحدة في البلاد”.

وتشكّلت لجنة (6+6) من ممثلين لمجلسي النواب والأعلى للدولة بموجب تعديل دستوري لوضع قوانين الانتخابات، التي تعذر إجراؤها في ديسمبر 2021 في ظل وجود حكومتين بالبلاد.

وسائل إعلام ليبية أفادت أن لجنة (6+6) توافقت على إجراء الانتخابات بين ديسمبر ويناير القادمين

والتقى المبعوث الأممي أيضا بالقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر بحضور عددٍ من سفراء الدول المعتمدين لدى ليبيا، ورئيس الحكومة المكلَّف من البرلمان أسامة حماد، وذلك في إطار اجتماعات اللجنة الأمنية المنبثقة عن مؤتمر برلين.

وحثّ باتيلي الثلاثاء الجهات المعنية الرئيسية والمؤسسات الليبية على التوصل إلى تسوية شاملة للقضايا السياسية المتنازع عليها.

واحتضنت مدينة بنغازي (شرق) الثلاثاء أعمال اجتماع “مجموعة العمل الأمنية” المنبثقة عن مسار برلين مع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، (خمسة أعضاء من القطب العسكري الشرقي وخمسة أعضاء من القطب العسكري الغربي)، بحضور رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا عبدالله باتيلي وعدد من السفراء الأجانب في ليبيا.

وفي كلمته التي حضرها صحافيون قال باتيلي إن “جهود مجلسي النواب والدولة الليبيين تمثل خطوة مهمة وهما يحملان مسؤولية كبيرة بشأن مخرجات لجنة (6+6)”.

واعتبر أن “قانوني الانتخابات بشكلهما الحالي لن يمكنا من الوصول إلى انتخابات ناجحة”، مشددًا على “ضرورة العمل لتحسينهما”.

كما حدد باتيلي 4 تحديات أمام استقرار ليبيا، وهي “ضمان بيئة آمنة للانتخابات، ومعالجة إشكاليات التشكيلات المسلحة، والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، وحقوق الإنسان”.

وسبق اجتماع مجموعة العمل الأمنية الدولية لقاء باتيلي قائد القوات المسلحة بالشرق الليبي المشير خليفة حفتر في مقر القيادة العامة بمدينة بنغازي بحضور رئيس الحكومة المعينة من البرلمان أسامة حماد وعدد من سفراء الدول الأجنبية في ليبيا، على غرار السفيرة البريطانية والسفيرين الفرنسي والإيطالي، وفق بيان القيادة العامة عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك.

وأكد باتيلي عبر تويتر أنه “أجرى نقاشات مثمرة مع المشير حفتر حول الوضع السياسي الراهن”، مضيفاً “اتفقنا على ضرورة معالجة القضايا الخلافية في مشروعي قانوني الانتخابات، وأكدنا أهمية مشاركة وقبول جميع المؤسسات الليبية ذات الصلة والأطراف الرئيسة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تمهد لإجراء انتخابات ناجحة وشاملة تلبي تطلعات الشعب الليبي”.

من جهته، قال المتحدث باسم مجلس النواب عبدالله بليحق “إن رئيس المجلس المستشار عقيلة صالح ناقش مع المبعوث الأممي عبدالله باتيلي خارطة الطريق للمرحلة المقبلة ومخرجات لجنة إعداد القوانين الانتخابية 6+6، وتشكيل حكومة موحدة في أنحاء البلاد كافة” خلال لقاء جمعهما في مقر إقامة عقيلة صالح في مدينة بنغازي وتناول التطورات السياسية في ليبيا.

وأكد صالح خلال لقائه باتيلي على “مضي مجلس النواب قدما في إنجاز خارطة طريق جديدة للمرحلة المقبلة، والنظر في مخرجات لجنة 6+6 من أجل الوصول إلى توافق حول القوانين الانتخابية بهدف الوصول إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب فرصة”.

وفي السادس من يونيو الماضي، أعلنت لجنة “6+6″ المشكلة من مجلسي النواب والدولة الليبيين بالمناصفة توقيع أعضائها على القوانين الانتخابية المتعلقة بانتخاب رئيس الدولة ومجلسي النواب والشيوخ المقبلين.

وبالموازاة مع النقاشات العسكرية، تقود الأمم المتحدة عبر بعثتها جهود تسوية سياسية في ليبيا لإيصال البلاد إلى انتخابات نهاية العام الجاري، لحل أزمة صراع على السلطة بين حكومة كلفها مجلس النواب مطلع 2022، وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة الذي يرفض التسليم إلا لحكومة يكلفها برلمان جديد منتخب.

وأواخر الشهر الماضي، أفادت وسائل إعلام ليبية أنَّ لجنة (6+6) توافقت على إجراء الانتخابات البرلمانية في ديسمبر 2023 والرئاسية في يناير 2024.

وتشهد ليبيا نزاعا على الشرعية بين حكومتين الأولى في طرابلس برئاسة عبدالحميد الدبيبة مقالة من قبل البرلمان، والثانية في بنغازي برئاسة أسامة حماد.

4