البرلمان الأوروبي يصنف روسيا دولة راعية للإرهاب

خطوة رمزية من التكتل الأوروبي يقابلها رد غاضب من موسكو على القرار.
الخميس 2022/11/24
خطوة رمزية لكنها مؤثرة

بروكسل - صنف البرلمان الأوروبي الأربعاء روسيا دولة راعية للإرهاب وقال إن الهجمات العسكرية التي تشنها موسكو على أهداف مدنية مثل البنية التحتية للطاقة والمستشفيات والمدارس والملاجئ في أوكرانيا، تنتهك القانون الدولي. وأيد نواب البرلمان الأوروبي قرارا يصف روسيا بأنها دولة راعية للإرهاب.

والخطوة رمزية إلى حد كبير إذ ليس لدى الاتحاد الأوروبي إطار عمل قانوني يدعم ذلك. وفي الوقت نفسه فرض التكتل عقوبات غير مسبوقة على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا. وردت موسكو بغضب على قرار البرلمان الأوروبي.

وكتبت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية على تطبيق تلغرام قائلة "أقترح تصنيف البرلمان الأوروبي راعيا للحماقة". وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الولايات المتحدة ودولا أخرى على إعلان روسيا دولة راعية للإرهاب متهما قواتها باستهداف المدنيين، وهو ما تنفيه موسكو. ورفض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حتى الآن إدراج روسيا في تلك القائمة على الرغم من صدور قرارات من مجلسيْ الكونغرس تحثه على ذلك.

وتشمل قائمة وزارة الخارجية الأميركية حاليا للدول الراعية للإرهاب أربع دول هي كوبا وكوريا الشمالية وإيران وسوريا، مما يعني حظر الصادرات الدفاعية وفرض قيود مالية. ومن بين دول الاتحاد الأوروبي أقرت برلمانات أربع دول حتى الآن تصنيف روسيا دولة راعية للإرهاب وفقا لخدمة الأبحاث البرلمانية الأوروبية، وتلك الدول هي ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا وبولندا.

ماريا زاخاروفا: نقترح أيضا تصنيف البرلمان الأوروبي
ماريا زاخاروفا: نقترح أيضا تصنيف البرلمان الأوروبي

وشهدت العاصمة الأوكرانية كييف ومناطق أخرى وقوع هجمات صاروخية جديدة الأربعاء. وكتب عمدة كييف فيتالي كليتشكو على خدمة تلغرام للرسائل "تضرر أحد عناصر البنية التحتية الحيوية في كييف، من خلال نيران روسية أيضا". ولم يتضح في البداية أي مبنى كان قد تضرر.

وانقطع البث التلفزيوني لفترة وجيزة وتعرضت شبكة الطاقة المنكوبة لتقلبات أقوى. وأطلقت صافرات الإنذار في جميع أنحاء البلاد. كما تم الإبلاغ عن وقوع انفجارات -بعضها متأتّ من الدفاع الجوي- في مناطق أوديسا وميكولايف وبولتافا ودنيبروبتروفسك.

وكان عمدة كييف قال إن شتاء قاتما ينتظر سكان العاصمة الأوكرانية البالغ عددهم 3 ملايين نسمة، بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للطاقة في البلاد جراء القصف الروسي. وأضاف كليتشكو "هذا أسوأ شتاء منذ الحرب العالمية الثانية". وقال إنه يتعين على المدينة أن تكون مستعدة “لأسوأ سيناريو" لانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في درجات حرارة منخفضة، وفي هذه الحالة سيتعين إجلاء بعض السكان، مضيفا “لكننا لا نريد أن يصل الأمر إلى هذا الحد".

واتهم كليتشكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمحاولة طرد السكان من كييف من خلال شن هجمات على البنية التحتية المدنية. وقال إن "بوتين يريد إرهاب السكان وجعلهم يتجمدون دون إضاءة للضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. لكن هذا لن يحدث. انطباعي هو أن غضب الناس سوف يزداد فقط ، وسيصبحون أكثر تصميما. لن نموت أو نهرب كما يريد بوتين".

وطلب كليتشكو من ألمانيا أن ترسل فورا مولدات كهربائية وملابس واقية وسلعا إنسانية بالإضافة إلى الأسلحة الدفاعية. وتسببت الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر في مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد الملايين وألحقت أضرارا جسيمة بالاقتصاد العالمي. وقالت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن "أسوأ أزمة طاقة عالمية منذ سبعينات القرن الماضي قد تحدث ركودا اقتصاديا حادا، مع وقوع الضرر الأكبر على أوروبا".

وقال وزير المالية سيرهي مارتشينكو إن "أوكرانيا تلقت الثلاثاء دفعة من الدعم المالي قيمتها 2.5 مليار يورو (2.57 مليار دولار) من الاتحاد الأوروبي". وفي واشنطن قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين "سيبدأ صرف 4.5 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية الأميركية لأوكرانيا في الأسابيع المقبلة لتعزيز استقرارها الاقتصادي".

5