البحرين توقع اتفاقا "تاريخيا" مع إسرائيل للتعاون الأمني

المنامة - وقعت إسرائيل والبحرين اتفاقا للتعاون الأمني الخميس، هو الأول من نوعه بين إسرائيل ودولة خليجية، وذلك خلال زيارة قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للمملكة على وقع توترات تسود المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان “إن مذكرة التفاهم ستعزز أي تعاون مستقبلي في مجالات المخابرات، والتعاون العسكري، والصناعي وغير ذلك”، من دون أن تقدم المزيد من التفاصيل عنه.
ونقلت وزارة الدفاع عن غانتس قوله “بعد عام واحد فقط من توقيع اتفاقات (إبراهيم)، أبرمنا اتفاقا دفاعيا مهمّا سيسهم في تعزيز أمن البلدين واستقرار المنطقة”.
وأضافت الوزارة أن غانتس وقع على الوثيقة مع نظيره البحريني عبدالله بن حسن النعيمي عقب محادثات مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة في القصر الملكي.

براد كوبر: الزيارة تسلط الضوء على أهمية الشراكة مع إسرائيل
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية الاتفاق بـ”التاريخي”، مشيرة إلى أنه “امتداد لاتفاقات التطبيع ويؤسس للعلاقات الأمنية بين تل أبيب والمنامة”.
ويرى مراقبون أن الاتفاق يندرج في سياق تحركات خليجية - إسرائيلية مكثفة لمواجهة تعاظم التهديدات الإيرانية.
وكانت صحيفة “إسرائيل ديفينز” أشارت في وقت سابق إلى أن زيارة غانتس إلى البحرين تهدف إلى إبرام اتفاقات أمنية بينها نشر قوات بحرية لها في منطقة الخليج.
وأشارت الصحيفة إلى أن بحث وجود دائم للأسطول الإسرائيلي في البحرين غير مرجح حاليا نظرا لمخاطره بالنسبة إلى المنامة، لكن من المرتقب أن يجري توافق على ضمان زيارات دورية للقوات البحرية الإسرائيلية إلى البلاد.
ووصل وزير الدفاع الإسرائيلي إلى البحرين الأربعاء في زيارة ليومين، قام خلالها بجولة في مقر الأسطول الخامس الأميركي والتقى خلالها بقائد الأسطول الأدميرال براد كوبر، حيث بحث الجانبان سبل حماية طرق الشحن الدولية من الخليج العربي إلى البحر الأحمر من تهديدات طهران.
ودعا غانتس خلال الجولة التي شملت المدمّرة الأميركية “يو.أس.أس كول” التي من المقرر أن تتجه إلى أبوظبي لمساعدة الدولة الخليجية الحليفة في التصدي لهجمات المتمردين الحوثيين “إلى تعميق التعاون الإقليمي بين إسرائيل وحلفائها لمواجهة التهديدات البحرية والجوية”.
ونقل بيان عن وزير الدفاع الإسرائيلي أن “تعميق التعاون سيمكننا من الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والدفاع عن المصالح المشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة والبحرين”، مضيفا “أكدنا مرة أخرى التزامنا بالوقوف متحدين في الدفاع عن سيادة شركائنا الإقليميين بالإضافة إلى السلام والاستقرار في المنطقة”.ويقع مقر الأسطول الأميركي قبالة مياه الخليج على بعد بضعة مئات الكيلومترات من إيران، وعند منطقة بحرية تعبرها يوميا المئات من الناقلات المحمّلة بالنفط، وقد شهدت في السنوات الأخيرة هجمات ضد سفن اتُهمت طهران بالوقوف خلفها.
وهذه أول زيارة رسمية لوزير دفاع إسرائيلي إلى البحرين منذ توقيع اتفاق تطبيع بين البلدين في العام 2020 بعد تطبيع العلاقات مع الإمارات، في اتفاق تاريخي أعطى إسرائيل موطئ قدم غير مسبوق في المنطقة الواقعة على مقربة من إيران.
والثلاثاء انطلق تدريب بحري كبير في المنطقة بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة 60 دولة ومنظمة مشتركة من بينها إسرائيل، التي تشارك للمرة الأولى في هذه التدريبات إلى جانب عدد من الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية معها وبينها السعودية واليمن.
وقال قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية نائب الأدميرال براد كوبر عقب جولة غانتس إنّ الزيارة “تسلّط الضوء على أهمية العلاقة الاستراتيجية للأسطول الأميركي الخامس الممتدة لعقود مع البحرين وتوسيع الشراكة مع إسرائيل”.
ويأتي التدريب في وقت يتصاعد فيه التوتر في المنطقة بسبب البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، واستهداف المتمردين اليمنيين الموالين لإيران للسعودية والإمارات التي تتهيأ لاستقبال المدمرة “يو.أس.أس كول” ومقاتلات أميركية لمساندتها في التصدي للهجمات.
وفي يوليو الماضي تعرّضت ناقلة النفط “أم/تي ميرسر ستريت” التي يشغّلها رجل أعمال إسرائيلي، إلى هجوم قبالة إيران أدى لمقتل اثنين من أفراد طاقمها. واتهمت عدة دول أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، إيران بالوقوف خلف الهجوم، وهو ما نفته طهران.
وتتقاسم إسرائيل ودول الخليج المخاوف بشأن إمكانية بلوغ طهران قريبا “العتبة النوويّة”، أي أن يكون لديها ما يكفي من الوقود لإنتاج قنبلة ذرّية، فضلا عن القلق حيال ترسانتها من الصواريخ الباليستية وما تشكله الميليشيات التابعة لها والمنتشرة في المنطقة من خطر كبير.