البحرين تمنح خليجي 24 ختاما تاريخيا

اعتماد مدرب المنتخب البحريني تشكيلات مغايرة في مباريات فريقه يعد أحد أهم أسرار التتويج باللقب.
الأربعاء 2019/12/11
دفعة قوية نحو بلوغ مونديال 2022

الدوحة - لم يكن المنتخب البحريني بالطبع هو المرشح الأقوى للفوز بلقب بطولة كأس الخليج (خليجي 24)، ولكن فوزه باللقب منح هذه النسخة الخليجية لمسة تاريخية بعد بطولة استثنائية في العديد من الأشياء.

وتوّج المنتخب البحريني بلقب خليجي 24، ليكون اللقب الأول له في تاريخ بطولات كأس الخليج، ما منح هذه النسخة ختاما تاريخيا بعدما أصبح الأحمر البحريني سابع منتخب يسطر اسمه في السجل الذهبي للبطولة. ولكن مكاسب المنتخب البحريني من البطولة لا تقتصر على كأس البطولة. كما أن المنتخبات الأخرى التي شاركت في البطولة استفادت كثيرا من هذه النسخة التي ستظل محفورة في الأذهان.

وأظهرت البطولة مدى عمق وقوة المنتخب البحريني، حيث واصل سوزا الاعتماد في كل مباراة على تشكيلة مغايرة لتلك التي يخوض بها المباراة السابقة.

وكان هذا واضحا وجليا خلال المباراة النهائية، حيث خاض الفريق البحريني المباراة بتشكيلة تخلو تماما من أي لاعب ممن شاركوا في مباراة الفريق السابقة أمام المنتخب السعودي والتي انتهت بفوز الأخير 0-2 في الدور الأول (دور المجموعات) بهذه النسخة.

كشف سوزا السر وراء هذا الأسلوب، مشيرا إلى أنه يثق بجميع لاعبي فريقه وكذلك اللاعبين الذين لم يستطع اصطحابهم معه إلى الدوحة نظرا إلى أنه مقيد بقائمة تضم 23 لاعبا فقط. وأكد سوزا أن الفوارق بين لاعبي الفريق ضئيلة للغاية ما يساعده على الدفع بتشكيلتين مختلفتين في المباريات الرسمية، موضحا أن هدفه الأول هو أن يستمتع اللاعبون بالمباريات وأن يكتسبوا الخبرات من هذه التجارب القوية.

وبهذا، أصبح لدى المنتخب البحريني أكثر من فريق جاهز سيساعد سوزا ومعاونيه في الارتباطات القادمة، ومنها التصفيات المزدوجة المؤهلة لبطولتي كأس العالم 2022 بقطر وكأس آسيا 2023 بالصين. وفي المقابل، ورغم خسارته المباراة النهائية، كان مجرد الوصول إلى النهائي مكسبا كبيرا للمنتخب السعودي في ظل قرار المشاركة الذي اتخذ في وقت متأخر للغاية إضافة إلى غياب العديد من اللاعبين الأساسيين عن صفوف الفريق في بداية البطولة بسبب مشاركتهم مع الهلال السعودي في نهائي أبطال آسيا.

لدى المنتخب البحريني أكثر من فريق جاهز سيساعد المدرب سوزا في الارتباطات القادمة، ومنها التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023
لدى المنتخب البحريني أكثر من فريق جاهز سيساعد المدرب سوزا في الارتباطات القادمة، ومنها التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023

كما كانت البطولة فرصة جيدة ليتعرف الفرنسي هيرفي رينارد المدير الفني للفريق على السلبيات في أداء لاعبيه لعلاجها قبل الارتباطات المهمة القادمة، وفي مقدمتها تصفيات المونديال، لاسيما وأن رينار أكد أكثر من مرة أن هدفه الأساسي مع الفريق هو بلوغ كأس العالم 2022.

وعلى الرغم من خسارته أمام المنتخب السعودي في المربع الذهبي، كانت التجربة مفيدة للغاية بالنسبة إلى المنتخب القطري صاحب الأرض، حيث وضع يده على عدد من السلبيات التي لا بدّ من علاجها في إطار استعداداته لمونديال 2022.

أما المنتخب العراقي الذي ودّع البطولة الخليجية من المربع الذهبي على يد نظيره البحريني، فإنه تشابه كثيرا مع نظيره البحريني من خلال اعتماد مديره الفني السلوفيني سريتشكو كاتانيتش على عدد كبير من لاعبي الفريق، وساهم في هذا غياب عدد من النجوم الأساسيين عن مباراة الفريق الأولى بالبطولة.

ومنح هذا المنتخب العراقي الفرصة لتجربة العديد من اللاعبين الذين حصلوا على الثقة التي ستفيد الفريق كثيرا في ارتباطاته المقبلة.

وبخلاف المنتخب اليمني الذي شارك في البطولة وسط معاناة بلاده من أزمات عدة، والذي لم يكن مرشحا بقوة للعبور إلى الدور قبل النهائي في البطولة، كانت الفرصة سانحة حتى اللحظة الأخيرة أمام كل من منتخبات عمان والإمارات والكويت للعبور إلى المربع الذهبي في هذه النسخة.

22