البحرين تمسح بصمتها الكربونية في سلسلة إنتاج الألومنيوم

شركة "ألبا" ستكون أول الكيانات المملوكة للدولة التي ستترجم مساعي الحكومة واقعيا.
السبت 2022/01/22
حان وقت استبدال طريقة العمل

المنامة – كثفت البحرين من خطواتها نحو تجسيد رؤيتها المستقبلية في مجال البصمة الكربونية واللحاق بباقي جيرانها الخليجيين، الذين شرعوا منذ عدة أشهر في السير على هذا الطريق، ضمن برامج الإصلاح التي تشمل صداقة البيئة في عمليات الإنتاج والتوريد.

وستكون شركة ألومنيوم البحرين “ألبا” أول الكيانات المملوكة للدولة التي ستترجم مساعي الحكومة واقعيا، ضمن خطوة استراتيجية لتعزيز جهود أكبر منتج في هذه الصناعة خارج الصين، في تطبيق أفضل الممارسات في الجوانب البيئية والاجتماعية والحوكمة.

ووقّعت ألبا الأسبوع الجاري مذكرة تفاهم مع شركة ميتسوبيشي اليابانية للصناعات الثقيلة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، المحدودة التابعة لمجموعة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، تهدف إلى التعاون في مجال الإنتاج معدوم الكربون.

وتعول الحكومة على خطط شركة الألومنيوم لإزالة الكربون، حيث سيكون للشركة دور رئيسي في تحقيق أهداف الحياد الصفري الكربوني والطاقة المتجددة في البلد، بعدما أعلن المسؤولون مؤخرا عن خطة لإنجاح هذا المسعى.

وأكد الشيخ دعيج بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس إدارة ألبا، أن “الاتفاقية سيكون لها دور محوري في تحقيق طموحاتنا لمضاعفة جهودنا في مجال الاستدامة وإدماج مبادئها في عملياتنا التشغيلية لتعزيز مسؤوليتنا تجاه البيئة”.

ونسبت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية إلى الشيخ دعيج قوله “تتصدر الجوانب البيئية والاجتماعية والحوكمة جميع أوجه عملياتنا في ألبا”.

وتعتبر الاتفاقية هي الأولى التي يتم إبرامها مع مصنع للألومنيوم لإرساء القواعد الأساسية، للعمل على دراسة جدوى حول استخدام التقنية التي طورتها ميتسوبيشي.

الشيخ دعيج آل خليفة: تتصدر الجوانب البيئية والاجتماعية والحوكمة أوجه عملياتنا

وسيشمل التعاون شركة كانساي للطاقة الكهربائية لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون من انبعاثات الوقود الغازية، بهدف خفض الانبعاثات في مصهر ألبا وإزالة الكربون من عملياتها.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة إن “مثل هذه الشراكات تساهم في تمكين الشركات الصناعية من التحول السريع نحو تحييد الكربون”.

ويقود إنتاج الألومنيوم انتعاش صادرات أصغر اقتصادات منطقة الخليج، إذ تسعى المنامة لتجاوز محنة الأزمة الصحية وزيادة عمليات إنتاج هذا الخام الذي تعول عليه الحكومة كثيرا.

وأظهرت بيانات نشرتها الشركة في وقت سابق هذا الشهر أن ألبا سجلت العام الماضي رقما قياسيا جديدا في عملياتها الإنتاجية، وهو ما يفتح الأبواب أمامها باتجاه المزيد من النمو مع تعافي الطلب العالمي وتخفيف قيود الإغلاق، رغم منغصات متحور أوميكرون.

ووصل حجم إنتاج الشركة المملوكة للدولة إلى أكثر من 1.56 مليون طن. كما حققت إنجازا على صعيد السلامة، إذ اختتمت 2021 بتسجيل أكثر من 20 مليون ساعة عمل آمنة دون أي إصابات مضيعة للوقت، وذلك لأول مرة في تاريخ العمليات التجارية للشركة.

وتشير التقديرات وبيانات صادرة من جهات تعمل في قطاع الألومنيوم إلى أن الزيادة السنوية للطلب على هذا الخام على مستوى العالم، تبلغ حوالي 5 في المئة، على الرغم من التداعيات التي خلفتها الجائحة على سلاسل الإمدادات العالمية.

وتحاول ألبا التي تعتبر أحد أكبر مصاهر الألومنيوم في العالم بعد الصين ومن كبرى الشركات الصناعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الاستحواذ على حصة في سوق عالمية آخذة في النمو.

ألبا

ويعتبر مشروع تايتن الذي تنفذه الشركة جزءا من استراتيجية ألبا، من أجل زيادة القيمة المضافة وتحقيق العمليات التشغيلية المستدامة.

ولدى المسؤولين في الشركة طموحات كبيرة لتصبح ألبا يوما ما أكبر مصهر للألومنيوم في العالم، بعدما بدأت في أواخر 2018 تشغيل خط الصهر السادس رسميا، في خطوة رأى خبراء أنها تعكس رؤية المنامة لتعزيز دور هذه الصناعة في الاقتصاد المحلي وفي ميادين المنافسة العالمية.

وكان نائب الرئيس التنفيذي للشركة علي البقالي قد قال في تصريحات خاصة لـ”العرب” في شهر نوفمبر 2018، إن “ألبا تقود قطاع الصناعة الاستراتيجي المهم في البحرين، والذي يسهم بقرابة 12 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد”.

وأوضح آنذاك أن أولويات الشركة تتمثل في تلبية احتياجات الصناعة التحويلية المحلية ومتطلباتها، حيث تخصص نحو 45 في المئة من إنتاجها للزبائن المحليين، بينما يتم تصدير باقي الإنتاج إلى 25 دولة حول العالم.

10