البحرين تقود ملفا مشتركا لإدراج الخيل العربية في قائمة اليونسكو

التعاون العربي لإدراج الخيل العربية في قائمة التراث الثقافي غير المادي يعكس وحدة هويتها ويعزز تكاملها الثقافي.
الجمعة 2024/11/15
الخيول العربية هوية ثقافية مشتركة

المنامة - تقود مملكة البحرين جهود إدراج ملف "الخيل العربية" في القائمة التمثيلية لمنظمة التربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للتراث الثقافي غير المادي، حيث استضافت ما بين الحادي عشر والثالث عشر من نوفمبر 2024 الاجتماع التنسيقي لإعداد ملف الترشيح المشترك بمشاركة 17 دولة عربية. ونظمت الاجتماع هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).

ويأتي هذا الاجتماع تتويجا لعدد من اللقاءات التنسيقية السابقة تمهيدا لتقديم الملف قبل يوم الحادي والثلاثين من مارس 2025، لدى اليونسكو، وترسيخا لدور البحرين في قيادة ملفات ترشيح العديد من عناصر التراث الثقافي غير المادي.

وتعد هذه أول مرة تعمل فيها البحرين على قيادة ملف عربي مشترك للتراث الثقافي غير المادي، ويأتي ذلك بعد سلسلة من الإنجازات التي حققتها في هذا المجال، حيث كانت جزءا من جهود إدراج عدد من الملفات العربية المشتركة السابقة كالخط العربي والنخلة، إضافة إلى نجاحها في إدراج ملف منفرد للتراث الثقافي غير المادي وهو “فن الفجري”، علاوة على إطلاقها لعدد من المبادرات المعنية بالترويج لأهمية الحفاظ على هذا الجانب المهم من تراث مملكة البحرين.

وبهذه المناسبة قال الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار “تفخر مملكة البحرين بقيادة الجهود العربية المشتركة لإدراج الخيل العربية في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، بالتعاون مع 17 دولة عربية” مؤكدا أن هذه الخطوة تعكس الدور الريادي للبحرين في مجال حماية التراث الثقافي العربي، وتعكس حرصها على صون هذا الإرث وحمايته للأجيال القادمة.

وأضاف أن التعاون العربي في إعداد هذا الملف يعكس وحدة الهوية الثقافية ويعزز التكامل الثقافي بين الدول العربية، معربا عن أمله في أن تسهم هذه المبادرة في رفع مستوى الوعي بأهمية حماية التراث الثقافي غير المادي العريق للشعوب العربية، وتعزيز قيم الأصالة والفخر بالهوية على المستويين المحلي والإقليمي.

وعرف العرب منذ القدم بشغفهم الكبير بالخيل، واحتلت مكانة كبيرة في حياتهم، وتفاخروا بها وأفردوا لها الكتب والرسائل وقالوا فيها الشعر والحكم وضربوا بها الأمثال وكانت عنصرا محوريا في حياتهم وفي مخيالهم أيضا، علاوة على دورها الكبير في مختلف مناحي الحياة اليومية.

◙ ترشيح ملف "الخيل العربية" على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي يدعم الجهود الإقليمية للمحافظة على هذا التراث وضمان استمراريته

ويعود أصل الخيل العربية كما أثبتتها الكتب إما إلى خيل نبي الله سليمان عليه السلام، وهذه يطلق عليها “زاد الركب” أو “زاد الراكب”، وإما إلى خيل إسماعيل عليه السلام وهذه تسمّى عوج، كما ورد في كتب الأخبار والتفسير أن أول من ركب الخيل إسماعيل عليه السلام، ولذلك سميت بالعراب، وكانت قبل ذلك وحشية كسائر الوحوش، وإما أن تكون من الاثنين معا (خيل سليمان وخيل إسماعيل عليهما السلام).

كما أكدت المصادر التاريخية والأدبية تلك العلاقة الوثيقة بين العرب والخيل، حيث أفردوا لها المصنفات العديدة، وعرف التراث الأدبي العربي أدباء كثيرين خاضوا في موضوع الخيل وألفوا فيها كتبا تتناول تاريخها وصفاتها وأسماءها.

وشهدت الاجتماعات المكثفة على مدار ثلاثة أيام مناقشة جوانب عديدة من ملف ترشيح “الخيل العربية”، كما تم إلقاء الضوء على أهمية الخيل كجزء من التراث والثقافة العربية المشتركة، إضافة إلى استعراض علاقتها بتاريخ المنطقة ودورها في تشكيل ملامح الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمنطقة عبر العصور.

وناقش الحاضرون المعايير المطلوبة للتسجيل، مع التركيز على الجوانب المرتبطة بانتقال المهارات والمعارف المتعلقة بتربية الخيل العربية وتدريبها من جيل إلى جيل. وتم التطرق أيضا إلى سبل الحفاظ على هذا التراث وضمان استدامته للأجيال المقبلة، من خلال وضع تدابير صون فعّالة تتناسب مع متطلبات التنمية المستدامة، وتشجيع المشاركة المجتمعية في تعزيز ثقافة الفخر بهذا الإرث.

وتأتي هذه الاجتماعات استكمالا لتوصية الدورة الثالثة والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي الذي انعقد بالمملكة العربية السعودية – الرياض في ديسمبر 2022، بالعمل على ترشيح ملف “الخيل العربية” على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي.

كما تستكمل البحرين إعداد ملف الترشيح خلال العام 2024 ليتم تقديمه إلى منظمة اليونسكو خلال مارس 2025، فيما ستتم مناقشة الملف لإدراجه في القائمة التمثيلية في اجتماع اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي في العام 2026.

ويدعم ترشيح ملف “الخيل العربية” على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية الجهود الإقليمية للمحافظة على هذا التراث وضمان استمراريته، وهو بدوره ما سيساهم في الجهود الكبيرة التي تبذلها البحرين من أجل الحفاظ على أجود أنواع سلالات الخيل في المملكة.

ويذكر أن تسجيل عناصر التراث في قوائم اليونسكو يوفر نافذة للتعريف بالثقافات الإنسانية والإنجازات الحضارية التي أسهمت فيها شعوب العالم، ويساهم كذلك في دعم جسور التواصل بين الثقافات، إلى جانب توحيد الرؤى والإستراتيجيات الرامية إلى حماية مقومات التراث المشتركة واستدامتها.

13