البحريني أحمد عنان يرتدي "قميص الغياب" في معرضه الجديد

المنامة- هناك تجربة فنية بحرينية جديدة أصبحت متاحة الآن للجمهور في مركز الفنون، مع افتتاح معرض الفنان أحمد عنان الذي يحمل عنوان “قميص الغياب”، والذي يستمر حتى السابع عشر من يونيو المقبل.

تتنوع الأعمال الفنية في المعرض ما بين لوحات ومنحوتات أبدعها الفنان عنان باستخدام خامات وتقنيات مختلفة من اللوحات القماشية والألوان ومعدن البرونز، وعبرها يقدّم نظرته لحالة الفقد التي يمكن لأي إنسان أن يمر بها، هذا إضافة إلى تعبيره عبر أروقة المعرض عن تجربته الشخصية التي مر بها.

“قميص الغياب” معرض قائم على عددٍ من اللوحات الزيتية الممزوجة بمواد مختلفة، وعدد من الأعمال النحتية المصاغة بمواد متنوعة منها خامة البرونز. يترجم من خلالها الفنان أحمد عنان الحالة الخاصة التي عاشها، وأراد أن يرويها رمزا دون إفصاحٍ مباشر؛ ليوضح القيمة الجمالية التي تختبئ وراء الشعور بالفقد والألم.

وجاء هذا المعرض كجزء من تكريم الفنان أحمد عنان على فوزه بالمركز الثاني في النسخة السابعة والأربعين من معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية عام 2021.

وتتميز أعمال أحمد عنان -غالبا- بالألوان الزاهية والرسوم التي تتسم بالأسلوب الجريء في التعبير عن المشاعر والأفكار الاجتماعية والثقافية التي تستبطن تلك القيمة الفاخرة لمفهوم الأنسنة بمعناه المجاوز للحالة القارة أو المغلقة، متقصداً شحن أعماله بمفردات متشابكة ومتحولة ليكون الفرح مجابهاً للمعنى المفتوح لمفردة كالحزن، والحياة مقابل الفناء، من تلك المتواليات التي لا تعرف سوى النهايات المفتوحة.

وكتب عنه الناقد السوري عبدالقادر الخليل فقال “الفنان أحمد عنان فنان الفكرة، فنان النقد الاجتماعي، فنان الأسئلة بكل تصميم، لم ير الركود فكر الفنان، وفي كل عمل يستخدم الخيال بأوسع حدود له كي يصل إلى المتلقي المتجاوب… عنان فنان مُنغمر في عمله الفني وفي تصميماته المتنقلة بين أسلوب وآخر. نراه تارة يتحدث باللغة التعبيرية ويشتكي من أشياء يستغرب أن تكون في يومنا هذا. وتارة أخرى يتحدث بأسلوب خيالي ليجعل من اللوحة قصة يكتبها بلغة الألوان، آملا أن يجد عضدا له ومتجاوبا معه يرى ويشعر كما يرى الفنان ويشعر.. وفي بعض الأحيان يميل إلى استخدام المدرسة الرمزية”.

ويضيف أن “منجزات أحمد عنان الفنية ترفض التناقض العقلي والفكري، فهو يطرح بلوحاته حوارا جديدا، حوارا فكريا مميزا ويترك للمتلقي كامل الحرية كي يكون هو الناطق الأخير، مستخدما كل أنواع التكتيك الفني”.

جدير بالذكر أن الفنان أحمد عنان هو تشكيلي بحريني من مواليد المنامة عام 1968. صاغ تجربته الفنية من خلال الجهد الشخصي والاحتكاك المباشر بكبار الفنانين في المنطقة والعالم في مجالات الرسم والتصوير والنحت والطباعة وفنون الكولاج.   تم تكريمه عدة مرات وله مشاركات في معارض عديدة داخل البحرين وخارجها.