البحرية الأميركية تصادر شحنة أسلحة إيرانية موجهة للحوثيين

واشنطن - ضبطت البحرية الأميركية في مياه الخليج شحنة أسلحة على متن سفينة صيد مصدرها إيران، ويُعتقد أنّها كانت في طريقها إلى المتمردين الحوثيين في اليمن الغارق في الحرب، حسبما أفاد بيان ليل الأربعاء - الخميس.
وتتألف الشحنة بحسب بيان الأسطول الخامس الأميركي، من نحو 1400 رشاش من طراز "أي.كيه -47" وأكثر من 226 ألف طلقة ذخيرة. وقد جرت العملية في شمال بحر العرب في العشرين من ديسمبر.
وغالبا ما تتّهم الولايات المتحدة وكذلك السعودية، الداعم الرئيسي للحكومة اليمنية التي تقاتل المتمردين في هذا البلد، إيران بتهريب الأسلحة إلى الحوثيين، وهو ما تنفيه طهران التي تؤكد أنّ دعمها لهم سياسي فقط.
وقالت البحرية إنّ سفنها عثرت على الأسلحة "أثناء عملية تفتيش أجراها أفراد من خفر السواحل الأميركي، وتم نقل الأسلحة والذخيرة غير المشروعة في وقت لاحق إلى مدمّرة، حيث يُنتظر التخلص منها نهائيا".
وحددت البحرية مصدر السفينة إيران. وقد عبرت المياه الدولية على طول طريق "يُستخدم تاريخيا لتهريب الأسلحة بشكل غير قانوني إلى الحوثيين في اليمن"، وفقا للبيان الأميركي.
وعرّف طاقم السفينة المكون من خمسة أفراد عن أنفسهم بأنهم يمنيون وسيُعادون إلى اليمن. وقرّرت القوات البحرية الأميركية أن السفينة "تشكل خطرا على الملاحة والشحن التجاري وأغرقتها".
وفي مايو الماضي، صادرت البحرية الأميركية الآلاف من الأسلحة في المنطقة ذاتها، بما في ذلك صواريخ موجهة مضادة للدبابات وقذائف آر.بي.جي، وغيرها.
كما ضبطت في فبراير شحنة أسلحة إيرانية في بحر العرب وتتألف من الآلاف من البنادق الهجومية من طراز "أي.كيه -47"، والمدافع الرشاشة الخفيفة، وبنادق القنص الثقيلة، وقاذفات القنابل ذات الدفع الصاروخي.
وصعّدت طهران من عمليات تهريب السلاح للحوثيين، حيث يعد الضبط المتكرر لشحنات الأسلحة المهربة أدلة بارزة على استمرار تدفق الأسلحة المستمر منذ أكثر من عقد إلى الميليشيات الموالية لطهران، واختراق إيران للحظر المفروض بموجب قرار مجلس الأمن 2216.
ويعد توريد الأسلحة بشكل مباشر أو غير مباشر أو بيعها أو نقلها إلى جماعة الحوثي اليمنية انتهاكا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والعقوبات الأميركية.
ويشهد اليمن منذ منتصف 2014 حربا طاحنة على السلطة بين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، منذ بداية عملياته في هذا البلد في 2015.
وتسبّبت الحرب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة، وفي مقتل مئات الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين من السكان عن منازلهم نحو مخيمات مؤقتة.
وإيران هي الدولة الوحيدة التي تعترف بسلطة الحوثيين. وتتّهمها الرياض خصوصا بتهريب مواد تُستخدم في تصنيع الطائرات المسيّرة التي يحاول الحوثيون مهاجمة المملكة بها.
وجاءت عملية ضبط شحنة الأسلحة في وقت تصاعدت المواجهات في اليمن، مع شن قوات التحالف ضربات متواصلة على مدى الأيام الماضية ضد أهداف في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ 2014.
ومساء الأربعاء أعلن التحالف عن استهداف معسكر الأمن المركزي بصنعاء "بضربات موجعة"، ردا على محاولة جديدة لمهاجمة المملكة بطائرات مسيّرة، مشيرا إلى أنّه دمّر مخازن للطائرات المسيّرة والأسلحة في المعسكر.
وكان التحالف قام في وقت سابق هذا الأسبوع بقصف أهداف في مطار صنعاء المتوقف عن استقبال الطائرات التجارية منذ 2016. وأعلن الحوثيون أن الاستهداف عطّل قدرة المطار على استقبال طائرات المنظمات الإغاثية، لكن التحالف ذكر أن المتمردين أوقفوا العمل فيه قبل استهدافه.