البحرية الأميركية ترسل غواصة نووية إلى الشرق الأوسط استعراضا للقوة

تسيير غواصة تعمل بالطاقة النووية، ومزوّدة بصواريخ موجهة في البحر الأحمر يأتي ردا على الهجمات على المواقع الأميركية من قبل الميليشيات المتحالفة مع إيران.
السبت 2023/04/08
الغواصة ستساعد على نشر الأمن والاستقرار البحري الإقليمي

واشنطن – أعلنت البحرية الأميركية، اليوم السبت، أن غواصة تعمل بالطاقة النووية، ومزوّدة بصواريخ موجهة، بدأت العمل في الشرق الأوسط، دعماً للأسطول الخامس الأميركي الذي يتخذ من البحرين مقراً له، وذلك في استعرض للقوة وسط تزايد التوترات مع إيران.

في خطوة نادرة، أصدر البنتاغون صورة للغواصة يو إس إس فلوريدا، وهي غواصة من طراز أوهايو، وهي تعبر قناة السويس في طريقها إلى الخليج العربي.

وعادة لا تكشف الولايات المتحدة عن مواقع غواصاتها أثناء وجودها في البحر.

وذكر المتحدث باسم البحرية، تيموثي هوكينز، في بيان، أن الغواصة "فلوريدا" دخلت المنطقة الخميس، وبدأت بعبور قناة السويس.

وأضاف هوكينز أن الغواصة "قادرة على حمل ما يصل إلى 154 صاروخ "كروز" من طراز توماهوك"

وأوضح البيان أن "إرسال الغواصة جاء بهدف تقديم الدعم للأسطول الخامس لضمان نشر الأمن والاستقرار البحري الإقليمي".

وتعد البحرين مقرا للأسطول البحري الخامس الأميركي، الذي تشمل عملياته منطقة الخليج وخليج عُمان وبحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر، وأجزاء من المحيط الهندي، حيث يتمركز في منطقة "الجفير"، شرق العاصمة البحرينية المنامة.

ويعتبر تأمين منطقة الخليج، التي تمر عبر مياهها قرابة نصف الإمدادات النفطية للعالم، أحد مهام الأسطول الأميركي الخامس.

ورفض متحدث باسم البحرية الأميركية في البحرين تقديم المزيد من التفاصيل بشأن المهمة أو تحديد ما إذا كانت الغواصة متجهة إلى الخليج العربي، حيث أن سيتعارض مع بروتوكولات الأمن التشغيلية.

ويأتي نشر الغواصة في استعراض للقوة بعد إعادة تموضع جورج إتش. مجموعة بوش كاريير سترايك في البحر الأبيض المتوسط بالقرب من الشرق الأوسط، وكذلك الضربات الجوية الأميركية على منشآت في سوريا تستخدمها الجماعات التابعة للحرس الثوري الإيراني.

وقُتل متعاقد أميركي الشهر الماضي وأصيب خمسة من أفراد الخدمة الأميركية ومقاول أميركي آخر في هجوم طائرة مسيرة على منشأة في قاعدة للتحالف في شمال شرق سوريا.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في بيان إن أجهزة المخابرات حددت أن الطائرة بدون طيار من أصل إيراني.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن قوات القيادة المركزية الأميركية ردت بـ "ضربات جوية دقيقة" على منشآت في شرق سوريا تستخدمها الجماعات التابعة للحرس الثوري الإيراني.

وجاءت هذه الإجراءات وسط توترات متصاعدة مع إيران، التي تواصل مضايقة شحن ومهاجمة ناقلات النفط في المنطقة، بما في ذلك العديد منها مملوكة لإسرائيليين.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين قولهم إن لديهم معلومات استخبارية تفيد بأن إيران تخطط لمزيد من الهجمات في جميع أنحاء المنطقة على المدى القريب.

ويقوم الأسطول الخامس بدوريات في مضيق هرمز، وهو المصب الضيق للخليج الفارسي الذي يمر عبره 20 بالمئة من إجمالي النفط. تشمل منطقتها مضيق باب المندب قبالة اليمن والبحر الأحمر الممتد حتى قناة السويس، وهو الممر المائي المصري الذي يربط الشرق الأوسط بالبحر الأبيض المتوسط.

يمكن لصواريخ توماهوك كروز التي تطلق من السفن أو الغواصات أن تصيب أهدافًا تصل إلى 2500 كيلومتر (1500 ميل).

واتهمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل إيران باستهداف ناقلات النفط والسفن التجارية في السنوات الأخيرة، وهو ما نفته طهران. كما أبلغت البحرية الأميركية عن سلسلة من المواجهات المتوترة في البحر مع القوات الإيرانية التي قالت إنها كانت عدوانية بشكل متهور.

وتصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ انسحاب الرئيس دونالد ترامب حينها من اتفاق 2015 مع القوى العالمية الذي نص على تخفيف العقوبات مقابل كبح إيران لأنشطتها النووية ووضعها تحت المراقبة المشددة.

ووصلت جهود إدارة بايدن لإعادة الاتفاق إلى طريق مسدود العام الماضي. تفاقمت التوترات مع قيام إيران بتزويد القوات الروسية بطائرات مسيرة هجومية في أوكرانيا، ومع تصعيد إسرائيل وإيران لحرب الظل المستمرة منذ سنوات في الشرق الأوسط.

بالإضافة إلى تقاربها مع موسكو، سعت طهران إلى تحسين العلاقات مع الصين، التي توسطت في اتفاق الشهر الماضي لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين 000 والسعودية.