البحث عن 10 آلاف فلسطيني تحت 50 مليون طن من أنقاض غزة

إزالة الأنقاض معقدة بسبب التلوث بمادة الأسبستوس وقد يستغرق ذلك 21 عاما، فيما تتطلب إعادة الإعمار عقودا من الزمن ومليارات الدولارات.
الاثنين 2025/01/20
دمار هائل صدم السكان العائدين إلى بيوتهم

غزة/القاهرة - قال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة اليوم الاثنين إن البحث جار عن آلاف الفلسطينيين الذين يعتقد أنهم دفنوا تحت الأنقاض فيما عبر سكان القطاع عن صدمتهم إزاء الدمار في اليوم الثاني من سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

ودخل الاتفاق في الحرب المستمرة منذ 15 شهرا، والتي دمرت قطاع غزة وأشعلت الشرق الأوسط، حيز التنفيذ الأحد مع تحرير دفعة أولى من الرهائن الذين تحتجزهم حماس ضمت ثلاث إسرائيليات وإطلاق سراح 90 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.

والآن بدأ الاهتمام يتحول إلى إعادة بناء الجيب الساحلي الذي دمره الجيش الإسرائيلي انتقاما من هجوم قادته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وبحسب إحصاءات إسرائيلية، أسفر الهجوم عن مقتل 1200 شخص واقتياد نحو 250 رهينة إلى غزة. ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، تسببت الحرب التي تلت الهجوم في مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل "نبحث عن جثامين أكثر من 10 آلاف شهيد لا تزال أجسادهم تحت الأنقاض حتى الآن".

وأضاف "عدد الشهداء الذين تبخرت أجسادهم ولم نجد لهم أثرا بسبب القصف الإسرائيلي بلغ 2842 شهيدا".

وقال سكان ومسعفون في غزة إن اتفاق وقف إطلاق النار صامد إلى حد كبير، رغم حدوث وقائع متفرقة. وقال مسعفون إن ثمانية أشخاص أصيبوا بنيران إسرائيلية منذ صباح اليوم الاثنين في مدينة رفح بجنوب القطاع، دون تقديم تفاصيل عن حالتهم.

أكد الجيش الإسرائيلي أنه يتحقق من صحة التقارير.

وسيتطلب إعادة إعمار غزة بعد الحرب مليارات الدولارات. وأظهر تقييم للأضرار أصدرته الأمم المتحدة هذا الشهر أن إزالة أكثر من خمسين مليون طن من الأنقاض التي خلفها القصف الإسرائيلي قد يستغرق 21 عاما وقد يكلف ما يصل إلى 1.2 مليار دولار.

وذكر تقرير للأمم المتحدة صدر العام الماضي إن إعادة بناء المنازل المدمرة في غزة قد تستغرق على الأقل حتى عام 2040، لكن الأمر قد يستمر لعدة عقود.

ويُعتقد أن الأنقاض ملوثة بمادة الأسبستوس، إذ من المعروف أن بعض مخيمات اللاجئين التي ضربت أثناء الحرب بُنيت بهذه المادة.

وتقول إسرائيل إن هدفها في الحرب هو القضاء على حماس وتدمير شبكة الأنفاق التي بنتها تحت الأرض.

ووفقا لبيانات الأقمار الصناعية للأمم المتحدة في ديسمبر، فإن ثلثي المباني في غزة قبل الحرب، أكثر من 170 ألف مبنى، تهدمت أو سويت بالأرض، وهذا يعادل حوالي 69 بالمئة من إجمالي مباني قطاع غزة.

وفقا لتقديرات الأمم المتحدة فإن هذا الإحصاء يتضمن ما مجموعه 245123 وحدة سكنية. وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن أكثر من 1.8 مليون شخص يحتاجون حاليا إلى مأوى في غزة.

وذكر تقرير للأمم المتحدة والبنك الدولي أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تقدر بنحو 18.5 مليار دولار حتى نهاية يناير 2024، وأثرت على المباني السكنية وأماكن التجارة والصناعة والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والطاقة.

وأظهر تحديث صادر عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية هذا الشهر أن المتاح الآن من إمدادات المياه أقل من ربع الإمدادات قبل الحرب، في حين تعرض ما لا يقل عن 68 بالمئة من شبكة الطرق لأضرار بالغة.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللتها الأمم المتحدة أن أكثر من نصف الأراضي الزراعية في غزة، والتي تعد حيوية لإطعام السكان الجوعى في القطاع الذي مزقته الحرب، تدهورت بسبب الصراع.

وتكشف البيانات زيادة في تدمير البساتين والمحاصيل الحقلية والخضراوات في القطاع الفلسطيني، حيث ينتشر الجوع على نطاق واسع بعد 15 شهرا من القصف الإسرائيلي.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة العام الماضي إن 15 ألف رأس من الماشية، أو أكثر من 95 بالمئة من إجمالي الماشية، ونحو نصف الأغنام، ذبحت أو نفقت منذ بدء الصراع.

وتُظهِر البيانات الفلسطينية أن الصراع أدى إلى تدمير أكثر من 200 منشأة حكومية، و136 مدرسة وجامعة، و823 مسجدا، وثلاث كنائس. وأظهر تقرير مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن العديد من المستشفيات تهدمت أثناء الصراع، حيث لم تعد تعمل سوى 17 وحدة فقط، من أصل 36 وحدة، وبصورة جزئية في يناير الثاني.

وسلط مختبر أدلة الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية الضوء على مدى الدمار على الحدود الشرقية لقطاع غزة. فحتى مايو 2024، كان أكثر من 90 بالمئة من المباني في هذه المنطقة، بما في ذلك أكثر من 3500 مبنى، إما مدمرة أو تعرضت لأضرار شديدة.