البحث عن فضيحة في البرلمان التونسي

الفضائح الجنسية تلهب غريزة الفضول في تونس وتكتسب طابع الإثارة حيث يتم استغلالها لضرب خصوم سياسيين ونسف شعبيتهم خاصة في فترات الاحتقان السياسي.
الأربعاء 2019/03/06
المزايدات باسم حب الوطن تجارة مزدهرة

تراشق بالتدوينات على فيسبوك كان محور معركة بين الناطق الإعلامي باسم البرلمان التونسي ونائب فيه على خلفية اتهامات بالتحرش والتحيل.

تونس- انشغل التونسيون على فيسبوك في اليومين الأخيرين بمتابعة أطوار فضيحة “أخلاقية” أبطالها نائب في مجلس نواب الشعب (البرلمان) ياسين العياري، والناطق الإعلامي باسم المجلس حسان الفطحلي، ومتدربة بقسم الملتيميديا في البرلمان.

وبدأ الأمر بتدوينة نشرها العيّاري على حسابه في موقع فيسبوك، اتهم خلالها الفطحلي، بـ“الاحتيال والتحرش” بإحدى المتدربات في البرلمان وتدعى هناء، مشيرا إلى أن الفطحلي أوهم المتدربة بإمكانية تأمين عقد عمل لها في البرلمان واستغلها لأكثر من سنة، حيث عملت دون أجر، كما حاول “التحرش” بها، وحين صدته أبلغها أن عملها انتهى في البرلمان، ولم تحصل على أيّ تعويض على اعتبار أنها كانت في “فترة اختبار”.

وأشار العياري، المعروف بمواقفه المثيرة للجدل، إلى أن المتدربة وكلت محاميا للتقدم بقضيتين “قضية شغل ضد مجلس نواب الشعب، وقضية في التحيل ضد حسان الفطحلي”، داعيا إلى “فضح الفاسدين والمتحيلين والمتحرشين ومحتقري الشباب”. ورد الفطحلي بتدوينة في حسابه على فيسبوك، اتهم فيها العياري بالافتراء والقذف العلني. وكتب:

Fathalli Hassen

استغربت من المحاكمة الافتراضية التي نصبها ياسين العياري وحملة التشويه التي يقودها ضدي باطلا وبهتانا. كنت سأتوقف عند الافتراءات الإدارية التي تهم المتربصة (المتدربة)، وجميعها موثق ومسجل وسوف يتم مدّ القضاء بها.

وأشار الفطحلي إلى أن هناء حصلت على وثيقة تثبت أنها قضت فترة تدريب في إدارة الميلتميديا في البرلمان “وفق إجراءات إدارية مثبتة وموثقة لمدة ثلاثة أشهر وحتى إيداعها تقرير التدريب بعد سنة كاملة، وحصولها على وثيقة ختم التدريب في نهاية السنة الماضية. بالنسبة لطلبات التجديد والقيام بتدريب ثان بالمركز الإعلامي التي أودعتها لدى مكتب الضبط المركزي طيلة الفترة (وحتى حصولها على شهادة نهاية التدريب الأول) فقد قوبلت بالرفض. ثم إصرارها على البقاء كمتعاونة إلى حين قبول تجديد التربص موثق إداريا وبالشهود؛ الانتداب يكون وفق إجراءات قانونية تحترم شروط التناظر على أساس المساواة والكفاءة وليس في نهاية “تدريب” اختياري أو بوعد من نائب شعب”

وبعدها بقليل نشرت صفحة مجهولة على موقع يوتيوب عدة فيديوهات تحتوي محادثة تتضمن كلمات “غير أخلاقية” بين العياري والمتدربة. ويسأل العياري المتدربة إن كانت تعرف منازل مؤثثة للكراء لإقامة علاقة حميمية.وانتشر فيديو ثان للمتدربة بملابس شخصية.

وأكّد العياري أن الفيديو الذي تم نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي والذي يوحي بمحادثة فيسبوكية حميميّة بينه وبين هناء قد تم تركيبه بعد إعلانه عن مساندته للمصورة المتدربة.

فيما نشرت المتدربة فيديو على صفحتها في موقع فيسبوك، اتهمت فيه الفطحلي باختراق حسابها، ونشر صور خاصة لها، بهدف الإساءة إلى سمعتها، وأشارت إلى تقدمها بشكوى قضائية ضده. وقال معلق على فيسبوك معلنا تضامنه مع العياري:

‎الخال عمار جماعي‎

لماذا ياسين؟ لو كان النائب ياسين العيّاري من طراز السياسيين التقليديين لما أثار الآن شبهة الفساد والتحرّش وهو مقبل على مغامرة سياسية. أقلّها أن “يتوسّط” عند رئيس مجلسه و”يغمّ الموضوع!!” ما له ولوجع الرّأس؟!..

وأضاف:

‎الخال عمار جماعي‎

وكم أخذ الكثيرون بالشّبهة في عالم قذر!! لو كان ياسين من “الجماعة إيّاهم” لآثر السلامة ولكنّه من طينة أخرى.. طينة الشجعان! ناصر ياسين الحقّ ووقف إلى جانب المظلوم وليكن بعدها ما يكون!

لكن أحد المدونين قال:

Abdeljabbar Maddouri

ياسين العياري لا أعرفه بصفة مباشرة ولم تسبق لي مقابلته، وقد سبق أن تهجم عليّ مرتين على الأقل في مواقع التواصل الاجتماعي، من ذلك مثلا أنه اتهمني بأنني “بعت نضالي بالكيلوغرام” عندما عدت إلى عملي الذي طردت منه بسبب نشاطي السياسي منذ عشرين عاما بموجب قانون العفو العام… ورغم ذلك أعلن تضامني معه في علاقة باستهداف حياته الشخصية، بطريقة تذكرنا بممارسات النظام السابق الذي كان يتلصص على معارضيه.

وتلهب الفضيحة الجنسية دائما غريزة الفضول وتكتسب طابع الإثارة، حتى وإن كانت نزوة بشرية عابرة أو مجرد إشاعة. وفي تونس، خاصة بعد ثورة 14 يناير تم تداول عدة “فضائح” إعلاميّا، وتم استغلالها لضرب خصوم سياسيين ونسف شعبيتهم خاصة في فترات الاحتقان السياسي.

وتعتبر أشهر فضيحة جنسية في تونس في عهد “الترويكا” تلك التي تورط فيها القيادي في حركة النهضة ووزير الخارجية حينها رفيق عبدالسلام سنة 2012، حيث نشرت المدونة ألفة الرياحي وثائق واتهمته بـ”إهدار المال العام” عبر الإقامة في نزل بمبالغ ضخمة، ثم اتهمته بالخيانة الزوجية بعد أن أكّدت أنّه قضى ليالي مع امرأة في نفس النزل ودفع تكاليف إقامتها من ميزانية وزارة الخارجية.