البابا يعتزم تحقيق الحلم بتتبع رحلة النبي إبراهيم في العراق

الزيارة تهدف إلى بث الطمأنينة في نفوس المسيحيين الذين أجبروا على الفرار من العراق ودول أخرى في الشرق الأوسط.
الثلاثاء 2020/12/08
رسالة سلام

الفاتيكان - أعلن الإثنين في الفاتيكان عن قرار البابا فرنسيس القيام بزيارة إلى العراق هي الأولى على الإطلاق التي يقوم بها بابا إلى هذا البلد الذي يمثّل أحد أكبر المراكز التاريخية لمسيحيي الشرق، قبل أن تعصف بهم الأحداث الدامية وحالة عدم الاستقرار التي عاشها بشكل متواصل خلال العشريات الماضية وأفضت أخيرا إلى دفعهم إلى هجرات جماعية قلّصت أعدادهم إلى حدود دنيا.

وذكر المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني أن البابا، الذي سيبلغ الرابعة والثمانين من عمره الأسبوع المقبل، سيزور العاصمة بغداد وأور المرتبطة في العهد القديم بالنبي إبراهيم، وأربيل والموصل وقرقوش في سهل نينوى.

وأضاف بروني أن الزيارة التي تأتي بدعوة من الحكومة العراقية والكنيسة الكاثوليكية المحلية، ستستمر من الخامس حتى الثامن من مارس القادم.

وقال في بيان “برنامج الزيارة سيعلن في ما بعد وسيأخذ في الاعتبار تطورات أوضاع حالة الطوارئ الصحية حول العالم”.

وستكون تلك الرحلة الخارجية هي الأولى للبابا فرنسيس منذ أكثر من عام إذ جرى إلغاء كل الزيارات التي كانت مقررة للخارج هذا العام بسبب جائحة كورونا.

وقال مصدر بالفاتيكان إن أحد أهداف الزيارة هو بث الطمأنينة في نفوس المسيحيين الذين أُجبروا على الفرار من العراق ودول أخرى بالشرق الأوسط وسط الحروب والصراعات.

وكتب الرئيس العراقي برهم صالح على تويتر قائلا إن الزيارة “ستكون رسالة بليغة لدعم العراقيين بمختلف أطيافهم، وتؤكد وحدة الإنسانية في التطلع إلى السلام والتسامح ومجابهة التطرف”.

وعانت الأقلية المسيحية في العراق التي يقدر عددها ببضع مئات من الآلاف على وجه الخصوص من صعوبات عندما سيطر تنظيم داعش على مساحات واسعة من البلاد بين عامي 2014 و2017. وانفرجت أوضاعهم نسبيا منذ طرد التنظيم منها، لكن الكثيرين منهم مازالوا يخشون أن يؤدي حدوث المزيد من الاضطرابات في العراق إلى إلحاق ضرر بالغ بهم، ومازالوا يتطلعون للهجرة.

وقال البابا فرنسيس في يونيو 2019 لأعضاء في مؤسسات خيرية تساعد المسيحيين في الشرق الأوسط إنه كلما تأمل مشكلات المنطقة كان يفكر دوما في زيارة العراق.

وكان يأمل في القيام بتلك الزيارة هذا العام لكن خططه ألغيت أولا بسبب مخاوف أمنية ثم بسبب الجائحة.

وأراد البابا الراحل يوحنا بولس الثاني زيارة أور في العراق عام 2000 كأول محطة في رحلة تقتفي رحلة النبي إبراهيم وتشمل العراق ومصر وإسرائيل. لكن المفاوضات مع حكومة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين انهارت ولم يتمكن من الذهاب إلى هناك.

3