البابا يجتمع مع زعماء مسيحيين لبنانيين لبحث أوضاع البلاد

الفاتيكان (إيطاليا) – يجتمع البابا فرنسيس الثلاثاء بزعماء الطوائف المسيحية في لبنان، لبحث أسوأ أزمة يمر بها بلدهم منذ الحرب الأهلية التي انتهت عام 1990.
وكان البابا فرنسيس قد وعد بزيارة لبنان إذا اتفق ساسته المنقسمون على حكومة جديدة.
وقال البابا الأحد في عظته الأسبوعية التي ألقاها أمام الزوار والسياح في ساحة القديس بطرس، إن اللقاء الذي ينعقد في الفاتيكان الثلاثاء سيكون بمثابة "يوم للتفكر في الموقف المقلق في البلاد".
وأكد أنه سيدعو قادة لبنان المسيحيين إلى الفاتيكان في الأول من يوليو للصلاة من أجل "السلام والاستقرار" في بلدهم.
ويعيش لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975 - 1990)، إذ بات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر.
ولا يزال يعاني تداعيات الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت العام الماضي وأودى بحياة 200 شخص، وتسبب في خسائر بالمليارات من الدولارات، مما أضعف الاقتصاد الذي يواجه الانهيار بالفعل.
ويتمتع لبنان، الذي يبلغ عدد سكانه حوالي 7 ملايين نسمة، بتوازن طائفي دقيق بين طوائفه الدينية البالغ عددها 18 طائفة. ويشكل المسيحيون ما يقرب من ثلث السكان، في حين ينقسم الثلثان الآخران بالتساوي تقريبا بين المسلمين الشيعة والسنة.
والطوائف المسيحية الرئيسية الثلاث في لبنان هي المارونيون الكاثوليك والأرثوذكس الشرقيون والملكيون الكاثوليك. وهناك عدد من الطوائف الأخرى وهي البروتستانتية والأرثوذكسية والكاثوليكية الأصغر، لكن الفاتيكان لم يذكر أيا من تلك الطوائف ستكون ممثلة في الاجتماع.
وسيطر المسيحيون على السياسة اللبنانية حتى اتفاقية الطائف لعام 1989، التي أنهت الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990. وقسمت الاتفاقية مقاعد مجلس الوزراء والبرلمان إضافة إلى الوظائف الحكومية العليا، بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين. كما أزالت الاتفاقية بعض صلاحيات الرئيس المسيحي، وأعطتها لرئيس الوزراء السني.
ووفقا لنظام تقاسم السلطة في لبنان منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1943، يجب أن يكون الرئيس مسيحيا مارونيا، ورئيس الوزراء سنيا ورئيس البرلمان شيعيا.
وهناك خلاف مستمر منذ شهور بين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري (مسلم سني) والرئيس ميشال عون (مسيحي) بشأن المناصب الوزارية، يحول دون تأليف حكومة.
وكان الحريري، الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات، قد استقال في 2019 بعد احتجاجات خرجت في أنحاء البلاد ضد النخبة السياسية التي اتهمها المتظاهرون بالمسؤولية عن دفع البلاد إلى الأزمة، ثم كُلف مجددا في أكتوبر برئاسة الوزراء، لكنه لم يتمكن من تشكيل حكومة جديدة حتى الآن.
وكان البابا التقى رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري في أبريل الماضي، ودعا إلى حل الأزمة السياسية في البلاد، مضيفا أنه سيزور لبنان عندما تسمح الظروف.
وقال الحريري بعد لقائه بالبابا فرنسيس إن البابا أبلغه بأنه سيزور لبنان، لكن بعد تشكيل حكومة. وعادة ما تُوجه الدعوات إلى البابا لزيارة بلد ما، من كل من قادته المدنيين والدينيين.
ويحث البابا فرنسيس المجتمع الدولي على مساعدة لبنان للوقوف على قدميه مجددا.
وقال الأحد إن الاجتماع مع القادة المسيحيين اللبنانيين سيكون فرصة "للصلاة معا من أجل نعمة السلام والاستقرار".
ومنذ استقالة حكومة حسان دياب وتكليف عون في أكتوبر الماضي الحريري بتشكيل حكومة جديدة، يتبادل الرجلان الاتهامات بعرقلة تشكيل الحكومة.
ويريد الحريري تشكيل حكومة "تكنوقراط" (شخصيات غير حزبية)، ويتهم عون بمحاولة الحصول لفريقه "التيار الوطني الحر" ولحلفائه، وبينهم جماعة "حزب الله" حليفة إيران، على "الثلث المعطل"، وهو ما ينفيه الرئيس.
و"الثلث المعطل" يعني حصول فصيل سياسي على ثلث عدد الحقائب الوزارية، ما يسمح له بالتحكم في قرارات الحكومة وتعطيل انعقاد اجتماعاتها.