البابا فرنسيس يتهم الأخبار الملفقة بشأن كورونا بانتهاك حقوق الإنسان

في ظل الكم الكبير من الأخبار الزائفة التي تنتشر بسرعة كبيرة مقارنة بالأخبار الحقيقية أصبحت هذه الأنباء تشكل معضلة كبيرة في العالم الافتراضي.
السبت 2022/01/29
البابا يدعم الجهود الطبية لمقاومة كورونا

الفاتيكان – تزامن انتشار فايروس كورونا المستجدّ الذي لا يزال يجتاح العالم منذ نحو عامين مع موجة واسعة من الأخبار الكاذبة، التي أفقدت العديد من الناس الثقة في اللقاحات الخاصة بالوباء وحتى في القطاعات الطبية والحكومات ووسائل الإعلام.

واستغلّ البابا فرنسيس بابا الفاتيكان اجتماعه بوسائل إعلام كاثوليكية الجمعة ليؤكد أن نشر الأخبار الملفقة والمضللة عن جائحة كوفيد – 19 واللقاحات المقاومة لها، بما فيها تلك التي تبثها وسائل الإعلام الكاثوليكية، يعدّ انتهاكا لحقوق الإنسان.

وهذه هي المرة الثانية خلال أقل من شهر التي يتحدث فيها البابا البالغ من العمر 85 عاما عن هذا الأمر. وقبل ثلاثة أسابيع أدان البابا التضليل الأيديولوجي “الذي لا أساس له” بشأن اللقاحات، في خطوة لدعم حملات التطعيم الوطنية واصفا الرعاية الصحية بأنها التزام أخلاقي.

وجاءت تعليقات البابا في كلمة ألقاها أمام “كاثوليك فاكت تشيكينج دوت كوم” وهو اتحاد لوسائل إعلام كاثوليكية يقول موقعه الإلكتروني إن هدفه هو “كشف الأخبار الملفقة والمعلومات المضللة حول اللقاحات المضادة لكوفيد”.

وقال البابا لأعضاء الموقع “الحصول على معلومات صحيحة، المساعدة على فهم المواقف المبنية على البيانات العلمية وليس الأخبار الملفقة هو أحد حقوق الإنسان”.

وأضاف “وبالتالي يجب ضمان الحصول على المعلومات الصحيحة أولا للفقراء والضعفاء”.

بابا الفاتيكان أدان في وقت سابق من هذا الشهر التضليل الأيديولوجي "الذي لا أساس له" بشأن لقاحات كورونا

ويتبنى البابا فرنسيس مواقف صارمة من جائحة كورونا، ولا يفوت فرصة إعلامية دون التعبير عنها.

وفي العاشر من يناير الجاري، وتحديدا في خطاب ألقاه أمام السفراء المعتمدين لدى الكرسي الرسولي، وهو حدث سنوي يقيم فيه البابا العالم، ويحدد أهداف السياسة الخارجية للفاتيكان لهذا العام دعا البابا فرنسيس الجميع إلى الحصول على اللقاحات.

واعتبر أن التطعيم ضد فايروس كورونا “التزاما أخلاقيا”، واصفا الحصول على اللقاحات بأنه “عمل من أعمال الحب”، وأن رفض التطعيم يعد أحد “الميول الانتحارية”، ولفت إلى أن “الأفراد يتحملون مسؤولية رعاية أنفسهم، وأن الرعاية الصحية واجب أخلاقي”.

وندد البابا بكيفية تأثر الناس “بمعلومات لا أساس لها، لرفض أحد أكثر الإجراءات فاعلية لإنقاذ الأرواح”.

وفي ظل الكم الكبير من الأخبار الزائفة التي تنتشر بسرعة كبيرة مقارنة بالأخبار الحقيقية، خاصة تلك المتاحة بسهولة على مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه الأنباء تشكل معضلة كبيرة في العالم الافتراضي، إذ يجد المستخدم صعوبة في تقصي صحة الأخبار ويتسبب الكثير منها في أزمات نفسية وربما تفقده الثقة في مجريات الأحداث الصحية من حوله.

ومنذ العام 2020، تحاول وسائل الإعلام ومواقع التواصل التصدي لسيل من المعلومات الخاطئة والشائعات والأساطير ونظريات المؤامرة، ونتيجة لذلك تحركت فيسبوك وتويتر ويوتيوب لإزالة المعلومات الخاطئة عن الفايروسات التاجية التي تشجع الأشخاص على اتخاذ إجراءات قد تعرضهم للخطر.

في حين حرصت غوغل على إبراز أخبار حول آخر المستجدات من وكالات الصحة الرسمية، مثل منظمة الصحة العالمية، وقد أنشأت فريقا للاستجابة للحوادث يعمل على مدار الساعة ويزيل المعلومات الخاطئة من نتائج البحث ومن موقع يوتيوب. كما تعاونت واتساب التابعة لفيسبوك مع منظمة الصحة العالمية لتقديم خدمة الرسائل التي تقدم تحديثات في الوقت الفعلي.

ورغم هذه الجهود المدعومة بجهود حكومات وأفراد ودعوات رجال الدين والبابا فرنسيس واحدا منهم، لا زال الكثيرون يرفضون التطعيم ويحتجون ضدّ إجبارية التلقيح ويعتبر بعضهم أن جائحة كورونا عامة هي مؤامرة للتحكم في الشعوب والدول، رغم أن الفايروس الذي يتحوّر بسرعة كبيرة حصد منذ ظهوره في مقاطعة ووهان الصينية في ديسمبر 2019 إلى غاية الآن أرواح نحو 5 ملايين و640 ألف شخص حول العالم وأصيب به 366 مليون شخص.

16