الانكماش يحاصر آفاق الاقتصاد الروسي في 2025 بفعل كثرة العقوبات

الرئيس التنفيذي لبنك في.تي.بي يتوقع أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.9 في المئة عام 2025.
الثلاثاء 2024/12/03
عقبات متزايدة في ظل العقوبات

موسكو - رجح أندريه كوستين، الرئيس التنفيذي لثاني أكبر بنك مقرض في روسيا في.تي.بي، أن يتباطأ الاقتصاد المتضرر من العقوبات والعسكرة العام المقبل وأن تنخفض أرباح البنوك، وقد يرتفع سعر الفائدة القياسي إلى 23 في المئة بحلول نهاية هذا العام.

وتوقع أن يتباطأ نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.9 في المئة عام 2025، ما يتجاوز توقعات صندوق النقد الدولي البالغة 1.3 في المئة، في حين تتوقع الحكومة أن ينمو الاقتصاد بنسبة 3.9 في المئة هذا العام.

وقال كوستين لرويترز في مقابلة أواخر الأسبوع الماضي إن “الحرب مستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وفرض عدد كبير من العقوبات. نحن نعيش في وضع غير عادي على الإطلاق،” مشيرا إلى أن ثلث ميزانية الدولة سيذهب إلى الجيش.

أندريه كوستين: نحن في روسيا نعيش في وضع غير عادي على الإطلاق
أندريه كوستين: نحن في روسيا نعيش في وضع غير عادي على الإطلاق

وأضاف “من المستحيل أن يمر الاقتصاد بمثل هذه الأحداث دون عواقب. لكن البلاد تعيش منذ ثلاث سنوات، وهناك نمو اقتصادي، واقتصاد سليم بشكل عام.”

وانتقد كوستين بحذر الموقف النقدي المتشدد للبنك المركزي، قائلاً إن معدل التضخم الحالي لا يتطلب سعر فائدة قياسيا؛ “ثلاثة أضعاف هذا المستوى”، متوقعا تباطؤا في أسعار الاستهلاك إلى 6.4 في المئة من 8.5 في المئة حاليا.

وشبه كوستين، الذي عمل في السفارة السوفييتية في بريطانيا خلال الثمانينات، محافظة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا برئيسة الوزراء البريطانية في القرن العشرين مارغريت تاتشر، التي أُطلق عليها لقب “المرأة الحديدية”.

وقال “أنا بالطبع لست من أنصار النظرية النقدية وأعتقد أن معدل التضخم البالغ 8.5 في المئة ليس بالغ الأهمية بالنسبة إلى روسيا، ويمكن التسامح معه.”

ويبدو أن العقوبات الغربية والإنفاق المرتفع على الجيش والدعم الحكومي للعديد من القروض وتوقعات التضخم المرتفعة جعلت سعر الفائدة القياسي، الذي بلغ أعلى مستوى له منذ عام 2003، أقل فاعلية.

وقال كوستين “في سياق الإنفاق العسكري المرتفع والعقوبات، قد لا تكون أداة مثل سعر الفائدة فعالة بالكامل في إدارة التضخم.”

واعتبر أن الروبل، الذي خسر 15 في المئة من قيمته أمام العملة الأميركية بعد فترة من الجولة الأخيرة من العقوبات، سيستقر عند حوالي 100 مقابل الدولار بعد فترة من التقلبات.

Thumbnail

وفي الشهر الماضي تضرر ثالث أكبر مقرض روسي وهو بنك غازبروم، الذي كان يتولى التعامل مع تجارة الطاقة الروسية مع أوروبا.

وقال كوستين إنه “مع أسعار الفائدة الحالية، فإن نمو الإقراض الإجمالي سوف يتباطأ إلى 10 في المئة العام المقبل من 20 في المئة خلال 2024 في حين لن تتمكن البنوك الروسية من تحقيق أرباح في العام المقبل كما فعلت في عام 2024.”

وأكد أن أرباح في.تي.بي سوف تنخفض بنسبة 27 في المئة خلال عام 2025. ولا يتوقع البنك، الذي يدير العديد من الأصول الصناعية بما في ذلك تكتل بناء السفن، أي حالات إفلاس جماعي بسبب الفائدة، حتى في القطاعات المعرضة للخطر مثل تعدين الفحم والعقارات.

وقال كوستين “لا نرى وضع عام 2008، عندما انهارت الشركات الكبرى. ولا أرى أي شركات تشعر حاليًا بالسوء تمامًا.”

11