الانفلات الأمني يدفع أهالي الزاوية في ليبيا إلى التحرك والتلويح بعصيان مدني

الفوضى الأمنية تثير غضب أهالي المدينة الذين هددوا بالدخول في عصيان مدني في حال فشلت الدوائر الأمنية في التصدي لـ"الخارجين عن القانون".
الاثنين 2023/04/03
السيطرة على الوضع

الزاوية (ليبيا) - تشهد مدينة الزاوية الواقعة غرب العاصمة الليبية طرابلس حالة من الانفلات الأمني، وسط تصاعد الضغوط والمطالبات الشعبية بضرورة وجود تحركي رسمي من السلطات لإنهاء هذا الوضع.

وتجددت الاشتباكات بين مجموعتين مسلَّحتين في المدينة بجانب مصفاة النفط. وذكرت مصادر ليبية أن المواجهات اندلعت بين قوة مسلحة تابعة للقيادي الميليشياوي محمد بحرون، الملقَّب بـ”الفار”، ومجموعة تتبع ميليشيا “الكابوات”.

وتعد مصفاة الزاوية التي اندلعت بقربها المواجهات أكبر مصفاة في البلاد بطاقة إنتاجية تفوق 120 ألف برميل يوميا، يتم استخدام بعضها محليا فيما يجري تصدير الجزء المتبقي إلى أوروبا عبر ميناء المدينة. والمجموعتان المتنازعتان تنتميان إلى وزارتي الداخلية والدفاع، في الحكومة المنتهية ولايتها التي يقودها عبدالحميد الدبيبة.

وتشهد المدينة، التي تبعد نحو 50 كيلومترا على العاصمة الليبية، اشتباكات متكررة بين الفصائل المسلحة يربطها مراقبون بصراع على النفوذ وأيضا على العوائد المالية المتأتية من تهريب النفط والمخدرات والاتجار بالبشر.

وتثير الفوضى الأمنية غضب أهالي المدينة الذين هددوا السبت بالدخول في عصيان مدني في حال فشلت الدوائر الأمنية في التصدي لـ”الخارجين عن القانون” ولمروجي المخدرات.

واتهم السكان في بيان تداولته وسائل إعلام محلية، السبت، مصالح الأمن والمجلس البلدي بـ”التسبب في حالة الانفلات الأمني التي تعرفها مدينة الزاوية”، حيث أمهلوا المسؤولين مدة شهر واحد لتصحيح الوضع قبل أن يباشروا عصيانا مدنيا عاما.

وقال الناشط الإعلامي أمين محمد الهاشمي إن “ما يحدث في الزاوية تحركه مجموعة من الأسباب التي تميز هذه المدينة عن الكثير من المناطق الأخرى”، مشيرا في تصريحات صحفية إلى أن “النشاط الكبير للجماعات المسلحة، الخارجة عن السيطرة، يكون أحد تلك الأسباب الرئيسية”.

ولفت الهاشمي إلى أن “مدينة الزاوية أضحت معروفة بالانتشار الكبير للسلاح وأيضا بتهريب الوقود على اعتبار أنها تضم أكبر مصفاة للنفط في ليبيا”. وأضاف أن هذا الوضع “سمح بانتشار مختلف المظاهر السيئة ومنها نشاط تهريب المخدرات وترويجها وسط الشباب”.

وقال إن “بعض شبكات تهريب المخدرات في ليبيا تتمتع بحماية بعض الأطراف النافذة الفاعلة في الساحة المحلية هناك، وهو الأمر الذي أضحى يثير غضب المواطنين والأهالي في الزاوية”.

وكان تقرير أممي، كشف في وقت سابق أن “ليبيا وسواحلها لم تعد منطلقا لقوافل الهجرة إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط فحسب، وإنما صارت منفذا رئيسيا لتهريب المخدرات بأنواعها ومن بينها الكوكايين”.

4