الانتقالي السوداني يدعو للحوار والمعارضة تواصل التصعيد

الخرطوم - رفضت قوى المعارضة السودانية دعوة المجلس العسكري الانتقالي لاستئناف الحوار في دعوة شكلت بارقة أمل جديدة لحلحلة الأزمة مع قادة الحراك الشعبي بعد التصعيد الذي أسفر عن أسوأ أعمال عنف منذ الإطاحة بحكم الرئيس عمر حسن البشير في أبريل.
وجاء مقترح الانتقالي السوداني ضمن مساعي تهدئة التوتر والبحث عن مخرج للأزمة على طاولة الحوار دون اللجوء إلى التصعيد وتجنيب البلاد مزيدا من العنف والفوضى.
ويبدو أن موقف المعارضة السودانية السلبي حيال مقترح استئناف الحور سيزيد من حدة التوتر ولا يخدم مصلحة البلاد في مثل هذه الظروف العصيبة التي يعيش على وقعها السودان.
وقال مدني عباس مدني أحد زعماء قوى إعلان الحرية والتغيير إن دعوة المجلس العسكري الانتقالي مرفوضة لأنه "ليس مصدر ثقة".
وكان دعا رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى "طي الصفحة الماضية وفتح صفحة جديدة للعبور للمستقبل"، وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي السوداني: "نفتح أيدينا للتفاوض مع كافة القوى".
وقال رئيس المجلس العسكري السوداني إن المجلس ما زال مستعدا "لتفاوض لا قيد فيه إلا مصلحة الوطن".
وأدلى البرهان بهذا التصريح في رسالة بمناسبة عيد الفطر بعد يوم من إعلانه أن المجلس ألغى كل الاتفاقات مع تحالف المعارضة وسيجري بدلا من ذلك الانتخابات خلال تسعة أشهر.
وأضاف البرهانأنه ستتم محاسبة من يثبت مسؤوليته عن أحداث فض الاعتصام.
وقال إن التغيير الذي يمر به السودان "يأتي في ظل ظروف صعبة". وشدد على أنه "لا مناص إلا للاحتكام لإرادة الشعب ورفض الأجندات الخارجية".
وتابع: "نتأسف على ما حدث خلال الأيام الماضية، وسيتم محاسبة من يثبت مسؤوليته عن أحداث فض الاعتصام في الخرطوم".
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية في وقت سابق ارتفاع حصيلة أحداث فض الاعتصام إلى 60 قتيلا.
من جانبه، أكّد نائب رئيس المجلس العسكري السوداني محمد حمدان دقلو، أن البلاد لن تنزلق إلى "الفوضى".
وقال دقلو المعروف بـ"حميدتي" في خطاب متلفز "لن نسمح بالفوضى ولن نرجع بقناعتنا... يجب فرض هيبة الدولة بالقانون". وأشار في خطابه إلى ضرورة "فتح الطرق الرئيسية (وإزالة) المتاريس والطرق العرضية".
وكان المجلس العسكري الانتقالي أعرب في بيان على تويتر عن "أسفه" لتطوّر الأوضاع عقب فضّ الاعتصام، وقال "قامت قوّة مشتركة من القوّات المسلّحة والدّعم السريع وجهاز الأمن والمخابرات وقوّات الشرطة بإشراف وكلاء النيابة، بتنفيذ عمليّة مشتركة لنظافة بعض المواقع المتاخمة لشارع النيل والقبض على المتفلّتين ومعتادي الإجرام".
وعقد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء جلسة مغلقة لمناقشة تطورات الأوضاع في السودان.
ووزّعت بريطانيا وألمانيا خلال اجتماع مُغلق لمجلس الأمن بيانًا يدعو الحكّام العسكريّين والمتظاهرين في السّودان إلى "مواصلة العمل معًا نحو حلّ توافقي للأزمة الحاليّة".
غير أنّ الصّين اعترضت بشدّة على النصّ المقترح، فيما شدّدت روسيا على ضرورة أن ينتظر المجلس ردًّا من الاتّحاد الإفريقي، بحسب ما قال دبلوماسيّون.
واعتبر نائب السّفير الروسي ديمتري بوليانسكي أنّ النصّ المقترح "غير متوازن"، مشدّدًا على ضرورة "توخّي حذر شديد" حيال الوضع. وقال "لا نريد الترويج لبيانٍ غير متوازن. فذلك قد يُفسد الوضع".
ودعا قادة الحركة الاحتجاجيّة في السودان من جهتهم الثلاثاء، أنصارهم إلى تنظيم تظاهرات جديدة، رافضين دعوة وجّهها المجلس العسكري إلى إجراء انتخابات عامّة في فترة لا تتجاوز تسعة أشهر.